استمع إلى الملخص
- الطبيبة نادية من حركة "السترات البيضاء من أجل غزة" شددت على أهمية إحياء ذكرى النكبة وتكريم الشهداء، مطالبة بوقف إطلاق النار ودخول المساعدات إلى غزة، ومؤكدة على ضرورة تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني.
- إيناس إسماعيل تحدثت عن معاناة عائلتها المهجرة، بينما دعت الناشطة نوال غيدوح إلى مقاطعة إسرائيل، مشيرة إلى أن 70% من ضحايا العدوان هم نساء وأطفال، مع تنظيم فعاليات مماثلة في أوروبا.
شهدت ساحة التروكاديرو في قلب العاصمة الفرنسية باريس، مساء أمس الخميس، وقفة حاشدة إحياءً لذكرى النكبة الفلسطينية السابعة والسبعين، نظّمها ناشطون فلسطينيون ومجموعات تضامن فرنسية، تحت عنوان "مراسم الأسماء". وتخللت الفعالية تلاوة أسماء أكثر من 50 ألف شهيد فلسطيني سقطوا في قطاع غزة منذ بداية حرب الإبادة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية وصور الشهداء، فيما تلا المنظمون على مدار الفعالية أسماء الضحايا وأعمارهم، في لفتة رمزية مؤثرة هدفت إلى استحضار إنسانية الشهداء والتأكيد على أن كل اسم يُمثّل حياة لا تُختزل في رقم. ودوّت في الساحة هتافات باللغتين الفرنسية والعربية، من بينها: "فلسطين حرّة!" و"أوقفوا الإبادة في غزة!".
وقالت الطبيبة نادية، العضوة في حركة "السترات البيضاء من أجل غزة"، التي تضم عاملين وعاملات في القطاع الصحي الفرنسي، إنّ الوقفة تندرج ضمن مبادرة "مراسم الأسماء"، التي تسعى لتكريم أرواح 50.021 شهيدًا فلسطينيًا سقطوا خلال العدوان الأخير، وأوضحت في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "الفعالية تهدف إلى إحياء ذكرى النكبة، الكارثة التي بدأت في 15 مايو/ أيار 1948، والتي ما زالت مستمرة اليوم من خلال المجازر اليومية في غزة، على مرأى من العالم الذي يلتزم الصمت، بل يذهب أحيانًا إلى حد دعم الإبادة الجماعية".
وتابعت: "هدفنا هو أن نُبقي أسماء الشهداء حيّة في الذاكرة، وألا نسمح بتحويلهم إلى مجرد أرقام. نحن نطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وبالسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، ونسعى على المدى البعيد لتحقيق العدالة الكاملة للشعب الفلسطيني".
من جهتها، تحدّثت إيناس إسماعيل، وهي لاجئة فلسطينية تعيش في باريس، عن معاناة عائلتها التي هجّرت قسرًا من بلدة ترشيحا في الجليل الأعلى عام 1948، واستقرّت في سورية حيث عاش أفرادها لاجئين بلا وثائق رسمية، وقالت لـ"العربي الجديد": "حتى اليوم لا أملك جواز سفر حقيقيًا. أعيش واقع اللاجئ رغم أنني في قلب أوروبا. وجودي في هذه الوقفة هو رسالة بأننا لم ننسَ، وأننا باقون ومتمسكون بحقنا وهويتنا".
أما الناشطة الفرنسية نوال غيدوح، من جمعية "أوروبا - فلسطين"، فقالت لـ"العربي الجديد"، إن الهدف من الفعالية هو "استعادة إنسانية الشهداء، الذين كثيرًا ما يُجردون من أسمائهم وهوياتهم. هم ليسوا أرقامًا، بل بشر لهم وجوه وقصص، وأكثر من 70% من ضحايا العدوان على غزة هم نساء وأطفال"، وأشارت إلى أن "الادعاءات التي تُبرّر قتلهم لم تعد تُقنع أحدًا"، داعية إلى المقاطعة الشعبية لإسرائيل، والاستمرار في التظاهر والعمل الإعلامي لكسر الصمت الدولي.
وبحسب المنظمين، فإن فعاليات مماثلة ستُنظَّم في كل من سويسرا وبلجيكا، بالإضافة إلى نحو 40 مدينة فرنسية، ضمن حملة أوسع تهدف إلى إحياء ذكرى النكبة وتسليط الضوء على الجرائم المستمرة بحق الفلسطينيين، لا سيما في قطاع غزة، حيث الحصار والتصعيد العسكري بلغا مستويات غير مسبوقة. وفي 15 مايو/ أيار من كل عام، يُحيي الفلسطينيون ذكرى النكبة التي تزامنت مع تهجيرهم القسري من أراضيهم بعد إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948. ويُنظر إلى هذا اليوم باعتباره بداية مأساة وطنية أدّت إلى تشتّت الفلسطينيين وفقدانهم وطنهم وحقوقهم الأساسية. ولا تزال تداعيات النكبة مستمرة حتى اليوم، مع تفاقم المأساة الإنسانية، خصوصًا في قطاع غزة.