حَذّر القيادي في حركة الجهاد الإسلامي جميل عليان، اليوم الثلاثاء، الاحتلال الإسرائيلي من تعرض الأسير خضر عدنان (المضرب عن الطعام احتجاجاً على اعتقاله) لخطر الموت، وأنّ استشهاده "سيقلب الطاولة في المنطقة برمتها".
وجاء تحذير عليان خلال كلمته في وقفة دعم وإسناد نظمتها حركة الجهاد الإسلامي ومؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى والجرحى، نصرةً للأسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي خضر عدنان الذي يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الـ80 على التوالي رفضاً لاعتقاله التعسفي.
وشارك في الوقفة داخل خيمة الدعم والإسناد مع عدنان عدد من الشيوخ والوجهاء ومُمثلي المؤسسات المعنية بالأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وقال عليان إنّ الأسير خضر عدنان "أمام معركة طويلة امتدت لثمانين يوماً، قاتل فيها بكل ما أوتي من تاريخ طويل وانتصارات، ورسم خلالها لوحة نضالية في هزيمته للاعتقال الإداري والتعسفي، وهي انتصارات لها ما بعدها".
وأوضح عليان أنّ الحالة الصحية التي يمُر فيها الأسير عدنان صعبة للغاية، إذ أُغمي عليه بسبب إضرابه عن الطعام وتم نقله في سيارة إسعاف، وبالكاد يستطيع أنّ يتنفس ولا يعي الأشخاص والأزمان والأماكن من حوله، وقد تؤدي تلك الحالة إلى استشهاده.
وأكد عليان أنّ عدنان لم يبدأ إضرابه عن الطعام لمصلحة شخصية، وإنما انتفض من أجل القدس والأسرى والمسرى وكافة أساسيات ومكونات القضية الفلسطينية، ومن الواجب استعمال كل الأدوات والطاقات نصرةً لمن حمل هموم الأمة، داعياً الجميع إلى التكاتف نصرة للأسير.
وتابع: "لا مكان ولا وقت للتفكير فخضر عدنان يعيش لحظاته الأخيرة، وإما أنّ ننصره ونحقق نصراً آخر أو أنّ نتراجع، ولا مكان للتراجع".
وشدّد عليان على أنّ مكونات الشعب الفلسطيني لن تسمح بالمساس بحياة الشيخ خضر عدنان، وأنّ "المساس بحياته سيقلب الطاولة في المنطقة، ولن تتحكم آنذاك الوساطات وأصحاب العقول الراجحة في السيطرة على الأوضاع".
ودعا القيادي في حركة الجهاد الإسلامي المؤسسات الدولية، وفي مقدمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى التحرك أمام المحاكم الدولية وعدم التواطؤ مع الباطل، مُطالباً الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده باستنفار أدواته لنصرة الأسير عدنان، مضيفاً: "نعيش لحظات عض الأصابع الاخيرة، ونُصِر على الخروج منتصرين".
من جانبه، أوضح الناطق الإعلامي باسم مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى والجرحى تامر الزعانين، أنّ "الأسير عدنان لا يزال يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الـ80 على التوالي رفضاً للاعتقال التعسفي الذي جاء بهمجية وعنجهية".
وأوضح الزعانين في حديث مع "العربي الجديد" على هامش الوقفة، أنّ الأسير عدنان خاض منذ عام 2012 خمسة إضرابات عن الطعام، وهو مُفجر معركة الأمعاء الخاوية، ويعيش في وضع صعب جداً يُعرض حياته للخطر.
وأضاف: "لا يستطيع الشيخ خضر عدنان التنفس، وكلما يتحرك يغمى عليه، وأخرج العصارة الصفراء من جسده، وهذا دليل واضح على أنّه بدأ في ساعات الاحتضار والموت".
وبيّن الزعانين أنّ الوقفة جاءت لمُطالبة العالم بالالتفاف حول قضية الشيخ خضر عدنان، خاصة أنّ إضرابه مشروع في كافة المواثيق والشرائع الدولية التي كفلت لأي شخص أنّ يُضرب من أجل الحرية والكرامة، حيث يؤسس عدنان لمرحلة جديدة ضد الاعتقال بشكل عام وليس الاعتقال الإداري فقط، وهذا ما يخشاه الاحتلال الإسرائيلي.
وطالب الزعانين المؤسسات الدولية والإنسانية واللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتحرك الفوري والضغط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل الإفراج عن الشيخ خضر عدنان.
وشدّد الناطق باسم مهجة القدس على أهمية تكثيف فعاليات ووقفات الدعم والإسناد للأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، سواء من المضربين عن الطعام أو المعتقلين إدارياً أو الأسرى المرضى أو الأسيرات، وأنّها تأتي لإعلاء صوت الأسير للعالم الذي لا يسمع بمظلومية الأسرى، مضيفاً: "يجب أنّ نوصل رسالتهم لكل حر، وأنّ نخرج من البوتقة الفلسطينية إلى الدولية والعالمية لتعرية الاحتلال الذي يَدّعي الإنسانية".
وزُينت خيمة الدعم والإسناد بصور الأسير عدنان إلى جانب يافطات التضامن والرفض للاعتقال الإداري وشعارات منها: "لا لسياسة الاعتقال الإداري" و"لا لسياسة الإهمال الطبي المتعمد" و"كل الدعم والإسناد للأسير المضرب عن الطعام خضر عدنان" و"نطالب بالإفراج عن الأسير المريض وليد دقة".