نظم محامون سودانيون، وقفة احتجاجية، اليوم الأربعاء، أمام المفوضية السامية لحقوق الإنسان في الخرطوم، للتنديد بحملة الاعتقالات التي تنفذها سلطات الانقلاب العسكري في البلاد.
وتجمّع العشرات من المحامين وأسر المعتقلين، أمام مقر المفوضية، بناء على دعوة من مبادرة "محامو الطوارئ"، وهم جسم قانوني يدافع عن المعتقلين السياسيين، وردد المشاركون في الوقفة هتافات تدعو لإسقاط العسكر، وهزيمة الانقلاب، وإعادة الحكم المدني، كما رفع المشاركون صوراً للمعتقلين.
وذكرت رحاب مبارك، القيادية في المبادرة، في كلمة لها أمام الوقفة الاحتجاجية، أن المعتقلين الموجودين في سجن سوبا والمعتقلات بسجن أم درمان من عضوية لجان المقاومة والسياسيين والمهنيين، "يواجهون ظروفا صعبة، وأنهم موقوفون دون تدوين بلاغات جنائية ضدهم"، مشيرة إلى أن من بينهم كبارا في السن لم يسمح لهم بأخذ علاجاتهم، ولم يسمح للمعتقلين بمقابلة محامين، مشيرة إلى أنهم كمحامين لا يعرفون إن كان الموقوفون قد تعرضوا إلى تعذيب.
وأضافت مبارك، أن هناك طلابا بالجامعات تم اعتقالهم وأن جامعاتهم أعلنت عن بداية الامتحانات ولم تسمح السلطات لهم بالمشاركة في تلك الامتحانات، وشددت على ضرورة إطلاق سراح جميع المعتقلين أو تقديمهم للمحاكمة، مؤكدة أن عملية الاعتقال بعد الانقلاب مقصود بها كسر شوكة أبناء الشعب حتى لا يشاركوا في الاحتجاجات الشعبية ضد الانقلاب.
من جهته، قال مبارك أحمد عثمان، والد المعتقل عز الدين، إن ابنه اعتقل بطريقة مهينة في 24 يناير/كانون الثاني الماضي، دون توجيه أي اتهام له، ومنعت عن الأسرة زيارته.
وأشار والد المعتقل بحديثه لـ"العربي الجديد" إلى أن الثورة حينما اندلعت رفعت شعار الحرية والسلام والعدالة، وأن من يقف على رأس السلطة كان من الواجب عليه تحقيق العدالة لا التورط في القتل والضرب والاعتقال والإساءة للإنسان، مضيفاً أن شباب الثورة يقدم دروساً للتاريخ لم يستوعبها الانقلابيون بعد.
وشارك في الوقفة الاحتجاجية كل من عمر الدقير رئيس حزب المؤتمر السوداني، وأسماء محمود محمد طه رئيس الحزب الجمهوري، وذكرت طه خلال كلمة لها، أن الانقلاب العسكري الحالي "هو الأسوأ، وأن الشعب يعيش تحت سيف قانون الطوارئ غير المبرر تماماً، وذلك بعد ثورة سطرتها دماء الشباب السودانيين للوصول لدولة المدنية والمؤسسات".
وأكدت أن حراك كل القطاعات سيقود لعودة الحكم المدني ودولة القانون، موضحة أن الانقلاب جعل الدولة بدون دستور وقانون وكل ممارسات الانقلاب بلا سند.
المعتقلون يواصلون إضرابهم عن الطعام
وكانت لجنة أطباء السودان المركزية، قد أعلنت في بيان لها على صفحتها في فيسبوك، أن "سجناء القضية والرأي المحتجزين بسجن سوبا مضربون عن الطعام لليوم الثاني على التوالي احتجاجاً على سوء المعاملة ومنع الزيارة عنهم، وكذلك منعت السلطات عنهم وصول الأدوية للمعتقلين الذين يعاني بعضهم من أمراض مزمنة، مما ينذر باحتمال حدوث مضاعفات خطيرة قد تفقدهم حياتهم".
أشارت اللجنة إلى أن السلطات لا توفر للمعتقلين العناية الطبية الكافية، ولا يتم تحويل المرضى منهم إلى المستشفى في حال حدوث طارئ صحي، وحملت اللجنة سلطات الانقلاب المسؤولية تجاه أي ضرر يمس السجناء نتيجة الإهمال الطبي أو نتيجة مضاعفات الإضراب عن الطعام، الذي لجأوا إليه كإحدى وسائل الاحتجاج والمقاومة السلمية ضد القمع والاعتقال التعسفي.
إلى ذلك وصل إلى الخرطوم، اليوم الأربعاء، المبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي ديفيد ساترفيلد، في إطار دعم الجهود المبذولة لحل الأزمة السودانية، ودعم رغبة الشعب السوداني في دفع عجلة التحول الديمقراطي في البلاد، في ظل حكومة يقودها مدنيون، طبقاً لما ذكرته السفارة الأميركية بالخرطوم.
البرهان لن نسلم إلا لحكومة منتخبة أو توافق
وفي تطور لاحق، قال رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، إن الأيادي البيضاء "ممدودة لكل المكونات السياسية بالبلاد، من أجل تحقيق الوفاق الوطني والوصول بالبلاد لانتخابات حرة ونزيهة".
جاء ذلك خلال كلمة له، اليوم الأربعاء، أمام ضباط وجنود الجيش بمنطقة وادي سيدنا العسكرية بأم درمان، غرب الخرطوم، وأكد طبقاً لما أورده على لسانه مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، أن "القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى يستحيل أن تفكر يوما في إشهار وتوجيه سلاحها لقتل أبناء شعبها"، مشيراً إلى أن قيادة البلاد والقوات المسلحة "لن تسلم السلطة إلا لحكومة منتخبة أو بالتوافق الوطني".