جدّدت "جبهة الخلاص الوطني" التونسية، اليوم الجمعة، دعوتها إلى المعارضة التونسية للتوحد ضد الانقلاب، ووضع حلول مشتركة تُخرج تونس من أزمتها، مبينة أنها تواصل دعمها المعتقلين السياسيين والنشطاء بعد مضي أكثر من شهر على توقيفهم.
ونظمت الجبهة وقفتها الأسبوعية وسط العاصمة تونس دعماً للمعتقلين، فيما يتواصل اعتصامها المفتوح بمقر حزب "حراك تونس الإرادة".
وقال عضو "جبهة الخلاص" ومستشار رئيس "حركة النهضة" رياض الشعيبي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "جبهة الخلاص الوطني تمدّ يدها لكلّ الشركاء، وأن هذه المسيرة النضالية هي من أجل وحدة وطنية، لأن الأزمة التي تعيشها تونس، والانهيار الشامل لم يعد له أي حلّ سوى توحّد العائلة السياسية، ووضع اليد في اليد للتصدي للانقلاب، خصوصاً أن عدد المعتقلين في تزايد".
وأوضح الشعيبي أن "هناك محاولات لإثارة أجواء من الخوف لدى النشطاء"، مشدداً على أنه "حان الوقت للتفكير في رؤيا مشتركة، والتحاور فيها مع بقية الأحزاب للوصول إلى حلّ للخروج من الأزمة التي تعيشها تونس".
وبيّن المتحدث أنه "على الرغم من التشتت، فالدعوات تتوالى، والخطوات التي تعزز الثقة متجددة، ويؤمل تلقي هذه الرسائل بشكل إيجابي، بما يساعد على اختزال الوقت لإرساء وحدة مقاومة".
من جهته، أكد رئيس "جبهة الخلاص الوطني" أحمد نجيب الشابي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنهم ضد توظيف القضاء لتصفية الخصوم ومن أجل حسابات ضيقة"، مؤكداً أن "القضية اليوم واحدة وهي إطلاق سراح المعتقلين، وهم يرفضون الاعتقالات العشوائية واقتحام البيوت، فهؤلاء ضحايا عدم تطبيق القانون"، ومشيراً إلى أن "أول شروط المحاسبة هو القضاء العادل المستقل الذي لا يعمل تحت تأثير السلطة أو الرأي العام".
وأضاف الشابي أنهم "يطالبون بإطلاق كل المساجين السياسيين دون استثناء وعودة الشرعية، والمؤسسات، مضيفاً أن "لا أحد فوق القانون، سياسياً كان أو رجل أعمال، ولكن في إطار محاكمة عادلة".
إلى ذلك، أكدت نائبة رئيس مجلس نواب الشعب المنحل سميرة الشواشي، في كلمة لها أمام المحتجين، أنهم "لن يخافوا ولن يتراجعوا عن مطالبهم بإطلاق سراح المعتقلين"، مشيرة إلى أن "معتقلين من مختلف العائلات السياسية هم اليوم في السجون، وهذا إن دلّ على شيء فهو يدلّ على أنها سياسة لتكميم الأفواه"، مشيرة إلى أنها "عقاب لكلّ صوت ندّد بالانقلاب".
وأوضحت الشواشي أنهم "يتوجهون برسالة من خلال هذه الوقفة لجميع الموقوفين الذين يدفعون ثمن أصواتهم الحرة التي آمنت بالوحدة الوطنية، وقطعت خطوة لتكريس ذلك"، مؤكدة أن "هذه الوقفة تضم عائلات من مختلف الانتماءات والتوجهات السياسية".
وذكّرت بأن "هذه الوقفة تتزامن مع اعتصام في "جبهة الخلاص" لليوم الرابع، والذي من أبرز مطالبه كشف حقيقة هذه الاعتقالات وسبب بقاء هؤلاء المعارضين في السجن"، مؤكدة أنهم "مع وحدة وطنية ضد الخطاب الشعبوي، وسيواصلون تحركاتهم إلى حين تحقيق مطالبهم".
بدوره، أكد الناشط السياسي عز الدين الحزقي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "التحرك مطلوب، لأن الجمود يعني قبول الأمر الواقع"، مبيناً أن "على كلّ صوت حرّ أن يتحرك ويندّد بحسب الإمكانيات التي لديه"، مشيراً إلى أنه "بعد 10 سنوات من الحرية، لا يمكن قبول الانقلاب".
وأضاف أن "الدفاع عن الحريات مستمرّ، ولا بد أن يكونوا في مستوى تلك الحقوق"، مبيناً أنها سابقة للأجيال القائمة، وهناك أمل في النصر.