وقفات حاشدة في مدن سورية دعماً للجيش والأمن ضد فلول النظام

دمشق

محمد كركص

محمد كركص صحافي سوري (العربي الجديد)
محمد كركص
صحافي سوري
درعا

ضياء الصحناوي

المثنّى - القسم الثقافي
ضياء الصحناوي
مراسل "العربي الجديد" في دمشق.
07 مارس 2025   |  آخر تحديث: 08 مارس 2025 - 14:15 (توقيت القدس)
مظاهرات في دمشق وحلب دعماً للدولة السورية في مواجهة فلول الأسد
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت مدن سورية مثل دمشق وحلب وقفات حاشدة دعماً للجيش السوري ضد فلول نظام بشار الأسد، مع تأكيد على أهمية القضاء على بقايا النظام لضمان استقرار البلاد.
- في درعا، تركزت الوقفات على رفض التدخلات الخارجية ودعم الأمن العام، حيث أعلن المشاركون استعدادهم للدفاع عن مكتسبات الثورة ورفض أي قوى خارجية تهدد أمن البلاد.
- في القنيطرة وجاسم، احتشد المواطنون دعماً للجيش، بينما في جبلة بريف اللاذقية، طالبت تظاهرة بالحماية الروسية لضمان الاستقرار ومنع الفتنة.

شهدت مدن سورية عدة بعد صلاة الجمعة اليوم، وقفات حاشدة دعماً للجيش السوري والقوات الأمنية في عملياتهم ضد فلول نظام بشار الأسد المخلوع، فيما خرجت تظاهرة أخرى في الساحل السوري تنادي بالحماية الروسية. وتأتي التحركات الشعبية في ظل تصاعد العمليات العسكرية ضد فلول النظام السابق التي تتهمها الدولة بتهديد الأمن والاستقرار.

وفي ساحة الأمويين وسط العاصمة دمشق، احتشد الآلاف من السوريين رافعين شعارات تؤكد على ضرورة القضاء على فلول نظام الأسد التي "لا تزال تعبث بأمن المدن السورية وتمنع تحقيق الاستقرار"، وفق قولهم. وقال أحمد عز الدين، وهو أحد المشاركين، في حديث لـ"العربي الجديد": "سورية لكل السوريين بجميع طوائفهم وأعراقهم ودياناتهم، ولن نسمح لمن تبقى من أتباع النظام السابق بإعادة البلاد إلى دوامة الفوضى".

وشدد أحد المشاركين في ساحة الأمويين على ضرورة القضاء على فلول النظام المخلوع، قائلاً لـ"العربي الجديد": "لقد عانى الشعب السوري من ويلات حكم الأسد لـ14 عاماً، واليوم لا بد من استكمال مسيرة تحرير سورية من بقايا حكمه لضمان استقرار البلاد".

وشهد حي دمر في دمشق تظاهرة مشابهة، إذ أكد المحتشدون دعمهم الكامل للجيش في جهوده لتأمين البلاد. وفي بلدة يلدا جنوبي دمشق وقطنا غربيها، رُفعت شعارات التأييد للمؤسسة العسكرية والأمنية، وسط هتافات تدعو للوحدة الوطنية ورفض كل محاولات زعزعة الاستقرار. كما أدى المشاركون صلاة الغائب على أرواح قتلى الأمن الداخلي السوري ووزارة الدفاع السورية الذين سقطوا، أمس الخميس، جراء هجمات فلول نظام بشار الأسد في مناطق متفرقة من الساحل السوري.

وقفة في ريف دمشق الغربي تأييداً للأمن، 7 مارس 2025 (العربي الجديد)
وقفة في ريف دمشق الغربي تأييداً للأمن، 7 مارس 2025 (العربي الجديد)

وشهدت ساحة سعد الله الجابري في مدينة حلب شمالي سورية وقفة عقب صلاة الجمعة، حيث أكد المشاركون أن "قوات الأمن وحدها القادرة على مواجهة الفوضى، ولن يكون هناك مجال لعودة من أساؤوا إلى الوطن". وفي مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي شرقي سورية جابت الحشود الشوارع دعماً للدولة السورية، مطالبين بمواصلة العمليات العسكرية ضد العناصر التي وصفوها بأنها "تهدد أمن واستقرار المجتمع السوري".

وفي مدينة أريحا بريف إدلب الغربي شمال غربي سورية، توافد السوريون إلى الساحات العامة دعماً للجيش السوري، مؤكدين التزامهم بالحفاظ على وحدة التراب السوري. أما مدينة السلمية بريف حماة الشرقي، فقد شهدت وقفة مماثلة، حيث أكد المشاركون أن أي محاولة لإضعاف سورية تعني جر البلاد إلى مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار. وقال أحد المشاركين في وقفة السلمية، لـ"العربي الجديد": "أهل الساحل سوريون ونحن لسنا ضدهم، بل هم أحبابنا. المشكلة الحقيقية تكمن في فلول النظام التي تحاول تأجيج الفتن وزعزعة الاستقرار".

وقفة في ريف دمشق الغربي تأييداً للأمن، 7 مارس 2025 (العربي الجديد)
وقفة في ريف دمشق الغربي تأييداً للأمن، 7 مارس 2025 (العربي الجديد)

وفي ساحة الساعة، بمدينة حمص وسط سورية، خرجت وقفة داعمة للجيش السوري والقوات الأمنية، حيث شدد المشاركون على أن وحدة الشعب السوري هي الضامن الوحيد لأمن البلاد، مؤكدين رفضهم القاطع لأي مشاريع خارجية تهدف لتقسيم سورية. أما في مدينة حماة وسط سورية، وتحديداً ساحة العاصي، فقد خرجت تظاهرة كبيرة دعماً للقوات الأمنية والعسكرية، معبرين عن وقوفهم إلى جانب الجيش السوري في مواجهة ما وصفوه بـ"محاولات زرع الفوضى والتفرقة".

شعارات في درعا جنوبي سورية ضد "التدخلات الخارجية"

وشهدت قرى وبلدات في محافظة درعا وقفات حاشدة تنديداً بـ"التدخلات الخارجية" في الشأن السوري، ودعماً لتعزيز دور الأمن العام، وسط تصعيد في الخطاب الشعبي المطالب بالتحرك العسكري المباشر. وخرج أبناء قرى القنية، والمزيريب، ومليحة العطش، وجباب، وأزرع، حيث رفعوا الأعلام السورية ولافتات تطالب بـ"ملاحقة فلول النظام"، وفقاً لمصادر "العربي الجديد" في المحافظة.

وأفادت المصادر بخروج مجموعات من الشباب بأسلحة خفيفة في شوارع بعض البلدات، معلنين "النفير العام" استعداداً لخوض معارك ضد "الفلول الموالية للنظام المخلوع". أحمد المسالمة، أحد المشاركين في الوقفات، قال لـ"العربي الجديد" إن "أهالي درعا يرفضون تدخل أي قوى خارجية أو وجود عصابات تهدد أمن البلاد"، مضيفاً: "نحن مستعدون للدفاع عن البلاد إذا لزم الأمر". وأشار إلى أن "الناس خرجوا اليوم لأنهم يعيشون تحت تهديد دائم من عمليات قد تقوم بها فلول النظام".

ووفقاً لناشطين محليين، أعلنت معظم المناطق المشاركة "جاهزيتها للانضمام إلى العمليات العسكرية" ضد الموالين للنظام المخلوع، فيما رصدت لقطات مصورة انتشاراً لشبان مسلحين على حواجز أمنية مؤقتة في أطراف بعض القرى. وقال الناشط الإعلامي من درعا البلد، محمد العمري، لـ"العربي الجديد" إن "التظاهرات أظهرت زخماً شعبياً، مع إعلان العديد من العائلات دعمها الكامل للأمن العام".

من جهة أخرى، يرى نشطاء أن الدعوات للتحرك العسكري تعكس استياءً متزايداً من تعثر الاتفاقيات الدولية التي كان من المفترض أن تضمن "تهدئة دائمة" في سورية. وفي تعليقه على الأحداث، قال الناشط إبراهيم المسالمة لـ"العربي الجديد" إن "سكان الجنوب السوري، وخاصة درعا، يعيدون إنتاج تجربة الثورة، لكن هذه المرة بدافع حماية مكتسبات الثورة بعد انهيار الثقة بكل الأطراف الدولية والمحلية الفاعلة بالملف السوري".

من بلدة نوى في ريف درعا، قال يوسف عبد الحميد لـ"العربي الجديد": "لم يعد أمامنا إلا السلاح. الاتفاقيات فشلت، وعدد من دول المنطقة يريد لهذه المنطقة تدميراً"، مؤكداً أن "الشباب لن يترددوا في الانضمام إلى أي عملية عسكرية تطهّر البلاد من المليشيات التي تسعى لخراب البلد والانقلاب على الثورة"، على حد تعبيره.

وفي بلدة مليحة العطش بريف درعا الشرقي جنوبي سورية خرجت حشود كبيرة دعماً للجيش السوري، مؤكدين أن "محاولات فلول النظام إثارة الفوضى لن تمرّ، والأمن والجيش هما صمام الأمان للحفاظ على وحدة البلاد". كما شهدت مدينة جاسم في ريف درعا الغربي خروج وقفة أكدت دعمها للجيش في حربه ضد فلول النظام المخلوع، حيث رفع المشاركون لافتات تندد بمحاولات تقويض جهود الدولة في استعادة السيطرة على كافة المناطق السورية.

وفي مدينة القنيطرة جنوبي سورية، احتشدت أعداد كبيرة من المواطنين تعبيراً عن دعمهم للجيش السوري، رافعين الأعلام الوطنية وهتافات تؤكد على "ضرورة القضاء على بقايا النظام السابق لمنع أي تهديد مستقبلي للأمن والاستقرار". في المقابل، خرجت تظاهرة في منطقة جبلة بريف محافظة اللاذقية غربي سورية بالقرب من قاعدة حميميم الروسية، حيث طالب المحتجون الإدارة الروسية بتقديم مزيد من الحماية لأبناء الساحل السوري، معتبرين أن التدخل الروسي هو "الضامن لاستقرار المنطقة ومنع أي محاولات لإشعال الفتنة"، وفق وصفهم.

ذات صلة

الصورة
إحباط تهريب مخدرات في ريف دمشق 20 أكتوبر 2025 (العربي الجديد)

سياسة

أعلنت السلطات السورية، مساء الاثنين، إحباط تهريب كميات ضخمة من المخدرات في ريف دمشق، "بفضل التعاون الأمني بين الأجهزة السورية ونظيراتها في دول الجوار".
الصورة
مبنى مجلس الشيوخ الأميركي، 2 أغسطس 2023 (الأناضول)

سياسة

رحبت سورية بإقرار مجلس الشيوخ الأميركي، اليوم، نسخته من موازنة وزارة الدفاع متضمنة مادة تنص على إلغاء قانون قيصر الذي فرضت بموجبه عقوبات واسعة على دمشق
المساهمون