وفد نيابي فرنسي يشارك بإحياء مجازر 8 مايو في الجزائر

07 مايو 2025   |  آخر تحديث: 00:03 (توقيت القدس)
العلم الجزائري في أحد شوارع العاصمة الجزائر 5 يوليو 2021 (بلال بن سالم/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- وفد نيابي فرنسي يزور الجزائر لإحياء ذكرى مجازر 8 مايو 1945، وسط توتر سياسي بين البلدين بعد اعتقال موظف قنصلي جزائري في باريس، مما يعكس محاولة لفتح قنوات دبلوماسية جديدة.
- الزيارة تضم 30 شخصية بارزة من البرلمان الفرنسي، بما في ذلك نواب من تيارات اليسار والوسط، وتأتي في ظل جمود دبلوماسي بين الجزائر وفرنسا.
- البرلمان الفرنسي يدين اعتقال الكاتب بوعلام صنصال في الجزائر، مطالبًا بالإفراج الفوري عنه، مما يضيف تعقيدًا للعلاقات الثنائية.

كشفت صحيفة لوفيغارو الفرنسية، الثلاثاء، عن سفر وفد نيابي من مجلس الشيوخ الفرنسي والجمعية الوطنية ومسؤولين محليين إلى الجزائر للمشاركة في مراسم إحياء ذكرى مجازر الثامن من مايو/أيار 1945، التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي بحق المتظاهرين في منطقة سطيف شرقي الجزائر، وتأتي هذه الزيارة في خضم أزمة سياسية حادة وقطيعة بين البلدين، خاصة منذ اعتقال باريس لموظف قنصلي جزائري قبل شهر.

وأفادت الصحيفة بأن وفداً يضم 30 شخصاً بينهم عدد من النواب في البرلمان ومسؤولون منتخبون من تيار اليسار والوسط الفرنسي سيصلون إلى الجزائر للمشاركة في الاحتفاء بهذه الذكرى الأليمة، من بينهم رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية الجزائرية في الجمعية الوطنية، النائب الاشتراكي لوران لارديت، النائبة الاشتراكية ورئيسة لجنة الشؤون الثقافية فتيحة كلوة حاشي، النائبة عن باريس عضو المجموعة البيئية دانييل سيمونيه، رئيس المجموعة الشيوعية في الجمعية الوطنية ستيفان بو، النائب المستقل بلخير بلحداد ورافائيل دوبيت وصوفي بريانت جيلمونت.

وتحيي الجزائر كل عام في 8 مايو/أيار ذكرى مجازر الثامن من مايو 1945 التي حدثت بعدما خرج  الآلاف من الجزائريين في تظاهرات بمدن سطيف وقالمة وخراطة شرقي الجزائر دعا إليها حزب الشعب الجزائري، الذي كان يقود الحركة الوطنية، لمطالبة السلطات الفرنسية بالوفاء بوعدها بمنح الجزائر استقلالها، لكن القوات الفرنسية أطلقت النار بشكل عشوائي على المتظاهرين الجزائريين وارتكبت مجازر قُتل خلالها 45 ألف شهيد، وفي عام 2012 اعترف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند خلال زيارته الى الجزائر في ديسمبر/كانون الأول بهذه المجازر، وفي مايو  2015 أوفدت باريس وللمرة الأولى سكرتير الدولة الفرنسي المكلف شؤون قدامى المقاتلين جان مارك توديسكيني الى الجزائر، خصيصاً للمشاركة في إحياء هذه الذكرى.

ووُصفت الزيارة التي سيقوم بها الوفد النيابي الفرنسي بأنها "غير متوقعة" في ظل التوتر السياسي الحاد الذي تشهده العلاقات بين الجزائر وفرنسا وحالة الجمود الدبلوماسي بين البلدين، ومن شأن هذه الخطوة أن تمثل قناة اتصال للدبلوماسية النيابية، يمكن أن تسهم في فتح قنوات اتصال لخفض التوتر السياسي القائم بين الجزائر وباريس، والذي كان قاب قوسين أو أدنى من المعالجة والتجاوز في أعقاب زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الى الجزائر في 6 إبريل/نيسان الماضي والاتفاق على طي صفحة الأزمة، لولا أن السلطات الفرنسية قامت باعتقال موظف قنصلي جزائري بشبهة المشاركة في خطف وحجز ناشط جزائري معارض مقيم في باريس يدعى أمير بوخرص ( أمير دي زاد).

واتهمت السلطات الجزائرية حينها وزير الداخلية برونو روتايو، بتعمد اتخاذ قرار اعتقال الموظف الجزائري لمنع تنفيذ تفاهمات ومخرجات زيارة بارو، ونسف محاولة معالجة الأزمة السياسية بين البلدين التي كانت اندلعت منذ يوليو/تموز 2024، في أعقاب إعتراف باريس بالحكم الذاتي للمغرب على منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها بين الرباط وجبهة البوليساريو.

وبالتزامن مع الخطوة الإيجابية المتمثلة بزيارة الوفد النيابي الفرنسي إلى الجزائر، صوت البرلمان الفرنسي اليوم على لائحة تدين اعتقال ومقاضاة الكاتب الفرانكو الجزائري بوعلام صنصال، الموقوف بالجزائر منذ منتصف شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وتطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن بوعلام صنصال.

دلالات
المساهمون