وفد من مجلس الشيوخ الأميركي يزور معبر رفح لتفقد آلية إدخال المساعدات

30 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 13:57 (توقيت القدس)
محافظ شمال سيناء مع النائبين الأميركيين عند الوصول إلى معبر رفح، 30 أغسطس 2025 (لقطة شاشة)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- زار وفد من مجلس الشيوخ الأميركي معبر رفح البري، حيث استمعوا إلى أصوات الانفجارات في غزة واطلعوا على آلية العمل وتكدس شحنات المساعدات في المراكز اللوجستية.
- أكد اللواء خالد مجاور أن معبر رفح لم يُغلق منذ بداية الحرب، وأنه مخصص لعبور الأفراد، بينما يتم إدخال المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم.
- تشير بيانات الأمم المتحدة إلى دخول 30–50 شاحنة يومياً إلى غزة، بينما تعلن إسرائيل أرقاماً أعلى، وسط تحذيرات من اتساع رقعة المجاعة.

اطّلع الوفد على آلية العمل داخل المعبر وتفقد شحنات المساعدات

استمع الوفد خلال جولته لأصوات انفجارات ضخمة ناجمة عن القصف في غزة

محافظ شمال سيناء: 5 آلاف شاحنة مساعدات تنتظر السماح لها بدخول غزة

زار وفد من مجلس الشيوخ الأميركي معبر رفح البري في شمال سيناء، اليوم السبت، في الوقت الذي أغلقت فيه سلطات الاحتلال الإسرائيلية معبر كرم أبو سالم أمام إدخال المساعدات الإنسانية القادمة من معبر رفح، إذ يتوقف عمل "كرم أبو سالم" كل يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع منذ إعادة تشغيله الشهر الماضي، على عكس ما كان عليه الوضع في بدايات الحرب حين كان يعمل طوال أيام الأسبوع لإدخال المساعدات. وخلال الجولة، استمع الوفد إلى أصوات انفجارات ضخمة ناجمة عن العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل قطاع غزة، وهي انفجارات هزّت المنطقة حتى وصلت إلى الجانب المصري من الحدود.

واطّلع الوفد الذي ضم السيناتورين كريس فان هولين (ديمقراطي عن ولاية ماريلاند) وجيف ميركلي (ديمقراطي عن ولاية أوريغون)، على آلية العمل داخل معبر رفح، وتفقد المراكز اللوجستية التي تتكدّس فيها شحنات المساعدات. وأوضح مصدر أمني في معبر رفح لـ"العربي الجديد"، أن "آلية العمل المصرية قائمة على مدار الساعة، حيث تُجهز وتحمّل الشاحنات استعداداً للتحرك نحو كرم أبو سالم فور فتحه، كسباً للوقت ولإدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات إلى غزة"، مضيفاً أن إغلاق إسرائيل للمعبر يومي الجمعة والسبت لا يعني توقف الطواقم المصرية، "فهي تبقى على أهبة الاستعداد وتستمر في تجهيز الشحنات دون توقف".

وأكد المصدر أن إدخال المساعدات يتم عبر نقلها من مصر إلى معبر كرم أبو سالم الخاضع للسيطرة الإسرائيلية، ومنه إلى داخل غزة، مشيراً إلى أن "هذا الإغلاق المتكرر من جانب إسرائيل يعرقل عمليات الإغاثة ويؤخر وصول المؤن إلى المدنيين الذين يعيشون ظروفاً كارثية". وقال مصدر حكومي من محافظة شمال سيناء كان يرافق الوفد الأميركي خلال الزيارة لـ"العربي الجديد" إن "هناك عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية جاهزة تماماً للدخول إلى قطاع غزة بمجرد إعادة تشغيل معبر كرم أبو سالم غداً الأحد". وأوضح أن هذه المساعدات مقدمة من مصر وقطر والإمارات إلى جانب دول أخرى ومنظمات دولية، مضيفاً أن "الفرق المصرية تعمل باستمرار على ترتيب القوافل وتوفير المستلزمات، والتنسيق مع الجهات الدولية لضمان سرعة المرور بمجرد فتح المعبر، لأن الهدف هو إدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات في ظل الوضع الإنساني المأساوي داخل القطاع".

من جانبه، شدّد اللواء خالد مجاور، محافظ شمال سيناء، خلال مرافقته الوفد الأميركي على أنّ "الجانب المصري من معبر رفح لم يُغلق أبداً منذ بداية الحرب"، موضحاً أن هناك "أكثر من 5 آلاف شاحنة مساعدات متكدّسة في المراكز اللوجستية المصرية بانتظار السماح لها بالدخول إلى غزة". وأضاف: "المواد الغذائية بدأت تتلف بسبب منع الاحتلال الإسرائيلي إدخالها، ونحن في مصر نعمل في الوقت نفسه على تقديم الخدمات الطبية للمصابين الذين يتم إجلاؤهم من غزة". وأشار مجاور إلى أن "معبر رفح البري مخصص في الأساس لعبور الأفراد وليس لنقل البضائع والمساعدات، وأن ما يتم إدخاله من شحنات إغاثة يتم وفق ترتيبات خاصة وعبر معبر كرم أبو سالم الخاضع للسيطرة الإسرائيلية، وهذا ما يجعل الاحتلال هو المسؤول الأول عن تعطيل وصول المساعدات إلى أهلنا في القطاع".

وبحسب بيانات الأمم المتحدة، فإن ما دخل فعلياً إلى قطاع غزة خلال الأسابيع الماضية لم يتجاوز 30–50 شاحنة يومياً في المتوسط عبر معبر كرم أبو سالم، في حين تعلن السلطات الإسرائيلية أرقاماً أعلى تصل إلى 220–300 شاحنة يومياً، وهي أرقام لا تعكس الكميات التي تصل فعلياً إلى مخازن الوكالات الإنسانية. وتشير التقديرات الأممية إلى أن غزة تحتاج يومياً إلى 600 شاحنة من الغذاء والدواء والوقود لتغطية الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية.

وفي يوليو/تموز الماضي، جمعت الأمم المتحدة نحو 1,012 شاحنة مساعدات (بما يعادل قرابة 13 ألف طن من المواد الغذائية)، لكن 10 شاحنات فقط وصلت إلى المخازن في داخل غزة، بينما بقيت البقية متوقفة أو جرى تفريغها في مناطق حدودية بسبب العراقيل الإسرائيلية، بما في ذلك عمليات التفتيش المطولة وإرجاع شحنات من مصر بلا إيضاحات.

وكان الوفد الأميركي قد زار قبل وصوله إلى سيناء الضفة الغربية المحتلة، حيث التقى السيناتوران عائلاتِ أميركيين قُتلوا هناك، وحذّرا من تصاعد عنف المستوطنين الإسرائيليين. وتأتي هذه الجولة في إطار تحرّكات دولية متزايدة لمطالبة إسرائيل بتسهيل إدخال المساعدات، في وقت تحذر فيه الأمم المتحدة من أن استمرار القيود يعني اتساع رقعة المجاعة داخل القطاع وتهديد حياة ملايين المدنيين.

المساهمون