وفد قيادي من "حماس" يلتقي فيدان وكالن في أنقرة

19 ابريل 2025
وزير الخارجية التركي مستقبلاً وفداً من حركة حماس في أنقرة، 19 إبريل 2025 (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- جهود دبلوماسية لوقف إطلاق النار: ناقش وزير الخارجية التركي ورئيس الاستخبارات مع وفد حماس سبل وقف إطلاق النار في غزة وتقديم المساعدات الإنسانية، مع التحذير من خطط إسرائيل لتهجير الفلسطينيين، مؤكدين على أهمية دعم المصالحة الفلسطينية.

- موقف تركيا الداعم للفلسطينيين: أكد إبراهيم كالن دعم تركيا للفلسطينيين ضد السياسات الإسرائيلية، وأبدت حماس استعدادها لاتفاق تبادل الأسرى ووقف الحرب، مع تنفيذ المقترح المصري لإدارة غزة.

- تصريحات أردوغان وانتقادات للغرب: انتقد أردوغان المجازر الإسرائيلية في غزة، مشيراً إلى زيف القيم الغربية، وحمّل إسرائيل مسؤولية التوتر، واصفاً إياها بدولة إرهاب.

بحث وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم كالن، السبت، مع وفد من المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية "حماس" سبل تحقيق وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وإيصال المساعدات الإنسانية، وسط تحذيرات من خطط إسرائيل لتهجير الفلسطينيين من القطاع. وذكرت مصادر في وزارة الخارجية التركية لوكالة الأناضول أنّ فيدان التقى في العاصمة أنقرة رئيس مجلس شورى حركة حماس محمد درويش والوفد المرافق له، حيث تناول اللقاء الجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار والوضع الإنساني المتدهور في غزة.

وأكد الجانبان خلال الاجتماع أنّ إسرائيل "تسعى لتجويع الشعب الفلسطيني عبر منع دخول المساعدات الإنسانية"، مشددين على "ضرورة تكثيف جهود المجتمع الدولي لإيصال المساعدات، ورفض محاولات طرد الفلسطينيين من وطنهم الأم". وتناول اللقاء الوضع في الضفة الغربية مع التأكيد أن "الخطوات التي تتخذها إسرائيل لجعل الاحتلال دائماً وصلت إلى أبعاد تهدد السلام الإقليمي".

وناقش الطرفان أيضاً سبل دعم المصالحة الفلسطينية، حيث أكد فيدان أهمية تحقيق الوحدة الوطنية، وأبدى استعداد تركيا لتقديم كل أنواع الدعم في هذا الإطار. وفي لقاء منفصل، التقى رئيس جهاز الاستخبارات التركي إبراهيم كالن محمد درويش، وبحث معه الجهود المبذولة لإرساء وقف دائم لإطلاق النار، وسبل التصدي لمخططات التهجير الإسرائيلية بحق سكان قطاع غزة، بحسب "الأناضول".

وشدد كالن خلال اللقاء على أن تركيا "ستقف دائماً إلى جانب الشعب الفلسطيني في غزة الذي أبدى صموداً وإصراراً في الدفاع عن أرضه رغم العدوان الإسرائيلي وسياسات التجويع والتهجير"، مجدداً دعم أنقرة مطالب الفلسطينيين في مواجهة "السياسات التوسعية والاحتلالية" الإسرائيلية.

من جهتها، أعلنت "حماس"، في بيان، استعدادها "للتوصل إلى اتفاق شامل لتبادل الأسرى مقابل وقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي من غزة وبدء الإعمار"، وأبدت استعدادها "للشروع الفوري في تنفيذ المقترح المصري المتعلق بإنشاء لجنة إدارة خاصة للقطاع مكوّنة من مستقلين وشخصيات وطنية مهنية". وأكدت المصادر التركية أن اللقاءات شددت على "رفض سياسات الاحتلال والضم"، ودعم جهود تثبيت الهدوء الإقليمي، ووقف العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية.

ويقول الباحث في العلاقات الدولية طه عودة أوغلو إن اللقاءات التي أجراها وزير الخارجية التركي ورئيس الاستخبارات مع وفد من حماس في أنقرة تأتي في أعقاب تطورات بالغة الخطورة تمر بها الأوضاع في قطاع غزة.

وأضاف عودة أوغلو من إسطنبول لـ"العربي الجديد" أن اللقاءات المفاجئة التي جاءت بناء على طلب تركي، جاءت بهدف توصيل رسائل أميركية عبر الجانب التركي لوفد حماس الذي يزور تركيا حالياً. كما يمكن القول إن اللقاء بمثابة رسالة من تركيا لمن يهمه الأمر بإمكانية دخول تركيا على جهود الوساطة لوقف إطلاق النار في غزة، في ظل تعثر مسار المفاوضات".

ولم يستبعد الباحث عودة أوغلو أن يكون اللقاء رسالة من حكومة الرئيس أردوغان للمعارضة التركية وبعض الجهات الداخلية المزايدة عليها في موضوع غزة، وضعف الموقف التركي، مضيفاً: "يريد أردوغان أن يحافظ على التأييد له ولحزبه من قبل شريحة واسعة من الشعب التركي المحبة لغزة وفلسطين".

أردوغان: مجازر غزة عرت زيف القيم الغربية

في غضون ذلك، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن المجازر التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة أظهرت مدى زيف ما يسمى القيم الغربية، "فالمجازر المستمرة منذ 18 شهراً في غزة وسائر الأحداث التي شهدناها مؤخرًا أظهرت مدى خواء ما يسمى بالقيم الغربية". وأضاف الرئيس التركي خلال كلمة له في إسطنبول أمس أنه "مع كل طفل بريء وامرأة ورضيع يُقتلون بوحشية، يتلاشى ما تبقى من التفوق الأخلاقي للغرب، الذي كان قد ضعف أساساً إلى حد كبير".

وسبق للرئيس التركي أن حمّل إسرائيل مسؤولية تداعيات المنطقة والتوتر المستمر بقوله "إن إسرائيل تحولت إلى مشكلة في المنطقة من خلال هجماتها على لبنان وسورية وتهدد استقرار المنطقة"، واصفاً إياها بدولة إرهاب. وأضاف حينها على هامش مؤتمر أنطاليا الدبلوماسي أن السكوت عن مجازر إسرائيل "يعد مشاركة في هذه الجرائم، والوقوف بوجه الهجمات الإسرائيلية على غزة بأقوى الأشكال واجب إنساني وليس من مقتضيات الأخوّة"، معتبراً أن "إسرائيل ترتكب منذ عام ونصف عام إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني متجاهلة كل حقوق الإنسان والقانون الدولي".