وفد إسرائيلي إلى شرم الشيخ للتفاوض حول خطة ترامب بشأن غزة
استمع إلى الملخص
- تركز المفاوضات على إطلاق سراح الأسرى ووقف إطلاق النار، مع رفض الإدارة الدولية للقطاع ودعم الإدارة الفلسطينية، وتبادل رسائل عبر الوسطاء المصريين والقطريين.
- تصر حماس على إدراج مروان البرغوثي في أي صفقة تبادل أسرى، وتطالب بالإفراج عن 250 أسيراً، ضمن خطة ترامب لإنهاء الحرب.
سيرأس الوفد الإسرائيلي وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر
المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية: المحادثات ذات طابع تقني
خليل الحية يقود وفداً موسعاً لحركة حماس إلى مصر
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن وفده المفاوض سيتوجه إلى مصر صباح الاثنين من أجل إجراء مباحثات غير مباشرة مع حركة حماس بشأن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف الحرب على غزة، بعدما كانت متحدثة رسمية أفادت بأن الوفد سيغادر ليل الأحد. وجاء في بيان عن مكتب رئيس الحكومة: "سيغادر الوفد في الغد لمباحثات ستعقد في شرم الشيخ في مصر"، مشيرا إلى أنه سيكون برئاسة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر. وكانت المتحدثة باسم الحكومة شوش بادروسيان قد قالت للصحافيين، في وقت سابق الأحد، إن "الوفد سيغادر الليلة ويرتقب أن تبدأ المحادثات غدا"، موضحة أنها ذات طابع "تقني".
ويأتي تأكيد توجه الوفد الإسرائيلي إلى مصر بعيد إعلان مصادر قيادية في حركة حماس أن رئيسها في قطاع غزة خليل الحية سيرأس وفد الحركة المفاوض، الذي يصل إلى العاصمة المصرية القاهرة مساء اليوم في أول مهمة له عقب نجاته من محاولة اغتيال، عقب استهداف الاحتلال الإسرائيلي وفد التفاوض خلال اجتماع في العاصمة القطرية الدوحة الشهر الماضي. وأوضحت المصادر أن الحية سيكون على رأس وفد كبير يقوم بمهمة مزدوجة، مشيرة إلى أنّه من المقرّر أن ينقسم الوفد إلى فريقين؛ أحدهما سينخرط في المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل بشأن الأسرى وإنهاء الحرب، فيما سيتولى فريق آخر مهمة الانخراط في اجتماعات فلسطينية - فلسطينية تهدف لتوحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام.
وأوضح مصدر قيادي أنّ المفاوضات الأولية ستتناول إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين والضمانات، وكذلك سيقدم الوفد المفاوض مطلباً للوسطاء بضرورة إيقاف إطلاق النار مع بدء المفاوضات، وأوضح المصدر أن هناك تمسكاً برفض الإدارة الدولية للقطاع وذلك بدعم عربي، لافتاً إلى أن هناك قراراً عربياً بخصوص الإدارة الفلسطينية والتمسك بلجنة الإسناد التي سبق أن حازت ترحيباً ودعماً من الجامعة العربية. في المقابل، أكد مصدر مصري أن جهاز المخابرات العامة المعني بملف التفاوض فرض إجراءات أمنية صارمة على حركة الوفد الحمساوي وأماكن وجوده، مشيراً إلى أنه لأول مرة ستكون هناك حراسات مشدّدة وتفعيل منظومات تشويش حول مسار الوفد ومقار اجتماعاته بالقاهرة.
في غضون ذلك، قال مسؤول فلسطيني مطلع على سير المفاوضات إن المباحثات ستشهد "تبادل رسائل بين الطرفين عبر الوسطاء المصريين والقطريين"، متوقعاً أن "يوجد وفدا الطرفين في المبنى نفسه وبعيداً من وسائل الإعلام". وأوضح أن المفاوضات تهدف إلى "مناقشة تهيئة الظروف الميدانية لبدء عملية نقل الأسرى المحتجزين في غزة تمهيداً للشروع في تنفيذ عملية التبادل". وأضاف: "أكدت حماس أنه من الضروري أن توقف إسرائيل العمليات العسكرية في كافة مناطق قطاع غزة، ووقف كافة نشاطات الطيران الحربي والاستطلاعي والمسيرات والانسحاب من داخل مناطق مدينة غزة لتهيئة الظروف الميدانية". وواصلت إسرائيل عمليات القصف في غزة، رغم أن ترامب طلب منها وقفها.
إلى ذلك، نقلت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية، الأحد، عن مصدر فلسطيني لم تسمه قوله إن حركة حماس تصرّ على إدراج القيادي مروان البرغوثي ضمن أي صفقة تبادل أسرى مقبلة مع إسرائيل، في إطار المباحثات المرتقبة في شرم الشيخ. وشدد المصدر على أن مروان البرغوثي "يمثل رمزاً وطنياً جامعاً للفلسطينيين، ولا يمكن تجاهله بعد كل هذه السنوات من الاعتقال". وتابع أن "الإصرار على إبقائه في السجن يعكس غياب رؤية سياسية حقيقية لدى إسرائيل". وأوضح كذلك أن "حماس" تعتبر الإفراج عن مروان البرغوثي "بنداً أساسياً لا يمكن التنازل عنه في هذه الجولة من المفاوضات"، قبل أن يضيف أن "الفرصة الحالية قد تكون الأخيرة للإفراج عنه وإعادة توحيد الصف الفلسطيني".
ويعد مروان البرغوثي، القيادي البارز في حركة فتح، من أبرز الشخصيات التي تحظى بشعبية واسعة في الشارع الفلسطيني، ويقضي منذ 2002 خمسة أحكام بالسجن المؤبد في السجون الإسرائيلية بتهم تتعلق بانتفاضة الأقصى. وبحسب المصدر نفسه، تطالب حماس بالإفراج عن نحو 250 أسيراً فلسطينياً بينهم شخصيات سياسية وأمنية بارزة، من بينها الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، وقائد كتائب القسام في الضفة الغربية سابقاً عبد الله البرغوثي.
وفي 29 سبتمبر/أيلول الماضي، أعلن ترامب خطته الشاملة لإنهاء الحرب على غزة، ثم وافق عليها نتنياهو في الـ30 من الشهر نفسه باعتبارها تحقق الأهداف الإسرائيلية من الحرب، قبل أن تتبعه حركة حماس بإعلان موافقتها، يوم الجمعة الماضي، مع تشديدها على بعض التحفظات. وتشمل الخطة في خطوطها العريضة وقف القتال، وتبادل أسرى، وإدارة انتقالية، ونزع سلاح، وإعادة إعمار، وضمانات أمنية، مع تلميح إلى حل سياسي مستقبلي. وبينما أبدت حماس في ردها استعداداً واضحاً للتعاون في عدّة ملفات، خصوصاً وقف الحرب وتبادل الأسرى، وتسليم الإدارة المدنية للقطاع، لم تتوانَ عن إبداء تحفظها على نقاط سياسية حساسة، رابطةً موقفها منها بنقاش فلسطيني وطني قبل اتخاذ قرارات نهائية.
(فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)