وفد أمني إسرائيلي يصل إلى القاهرة لبحث التهدئة وصفقة الأسرى

وفد أمني إسرائيلي يصل إلى القاهرة لبحث التهدئة وصفقة الأسرى

21 يونيو 2021
الغزيون ينتظرون بداية إعادة الإعمار (Getty)
+ الخط -

وصل وفد أمني إسرائيلي رفيع المستوى إلى القاهرة، اليوم الاثنين، لبحث مجموعة من الملفات العاجلة الخاصة بالأوضاع في الأراضي الفلسطينية وصفقة تبادل الأسرى مع حركة "حماس".

وبحسب مصادر مصرية خاصة مطلعة على الوساطة المصرية بين الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية، فإن الوفد يضم قيادات من مجلس الأمن القومي الإسرائيلي وجهاز "الموساد".

ولفتت المصادر، في أحاديث خاصة لـ"العربي الجديد" شريطة عدم ذكر اسمها، إلى أن الوفد الذي يقوده نمرود شيفر، الرئيس السابق لشعبة التخطيط العسكرية، جاء بعد استعجال المسؤولين في مصر الحكومة الإسرائيلية الجديدة بقيادة نفتالي بينت، لتحريك المفاوضات المجمدة منذ الأيام الأخيرة لحكومة بنيامين نتنياهو، للشروع سريعا في مفاوضات تثبيت وقف إطلاق النار والمضي قدما نحو تهدئة طويلة المدى، بالإضافة إلى صفقة تبادل الأسرى، التي يرى فيه المسؤولون في مصر أنها ستكون المحرك الرئيسي لأي اتفاق تهدئة طويل المدى بين فصائل المقاومة والاحتلال الإسرائيلي.

وبخصوص التصعيد الأخير من جانب قادة جيش الاحتلال عبر التصريحات المشيرة إلى استعداده لشن عملية عسكرية جديدة على قطاع غزة، وما قابله من تهديدات واضحة من فصائل المقاومة بالاستعداد لخوض معركة موسعة جديدة، قالت المصادر إن التصريحات الإسرائيلية تستهدف بالأساس الداخل الإسرائيلي، لامتصاص الغضب في أعقاب عملية الـ11 يوما غير الناجحة والتي خرجت منها المقاومة بمكاسب عدة، وكذلك لمواجهة تحركات المعارضة الإسرائيلية ضد الحكومة الجديدة، ولتعظيم الضغوط قبل الذهاب إلى مفاوضات التهدئة وتبادل الأسرى.

وتابعت المصادر موضحة أن تقدير الموقف المصري للوضع الراهن يتمثل في أن الحكومة الجديدة ليست لديها الرغبة في أي تصعيد عسكري جديد في المرحلة الحالية، وأن الأمر ربما يكون متبادلا أيضا بالنسبة لفصائل المقاومة في غزة وعلى رأسها "حماس". وأضافت أن هذه هي طبيعة الأيام التي تسبق أية مفاوضات، حيث يتم التوسع في تسريب الأخبار الخاصة بالاستعدادات العسكرية من كافة الأطراف.

كما رجحت المصادر وصول وفد عسكري رفيع من حركة "حماس" إلى القاهرة هذا الأسبوع، لبحث ما سيتم التوصل إليه خلال زيارة الوفد الإسرائيلي مع الجانب المصري.

ووجه رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت، أمس الأحد، رسالة تهديد لحركة "حماس" في غزة، قائلا "في قطاع غزة سيتعين عليهم التعود على مبادرات عملياتية أخرى من منطقة الحرب، فلقد نفد صبرنا".

وأضاف بينت، في كلمه له خلال "حفل إحياء ذكرى قتلى الجيش الإسرائيلي" في حرب 2014، مهددا "حماس": "سكان سديروت ليسوا مواطنين من الدرجة الثانية، فعلى الفصائل أن تعرف القواعد الجديد".

في غضون ذلك، أكد رئيس حركة "حماس" في قطاع غزة يحيى السنوار أن معركة "سيف القدس" خلال المواجهة الأخيرة أحدثت تحوُّلاً استراتيجياً في الصراع مع الاحتلال، مشدّداً على أنه "بتنا للقدس والعودة والتحرير أقرب بفضل المقاومة".

وخلال كلمة له أمس في "مؤتمر عشائر فلسطين ووجهائها لدعم المقاومة ونصرة القدس"، قال السنوار إن "شعبنا، في كل مكوّناته، صنع النصر يوم ربّى أبناءه على حب الوطن، والاستعداد للتضحية والفداء والبذل في سبيل حريته".

جدير بالذكر أن شيفر، الذي يقود الوفد الإسرائيلي، له تاريخ طويل من المواقف العدائية ضد الفلسطينيين وقطاع غزة، وقد كان يعمل طياراً مقاتلاً في سلاح الجو الصهيوني، وتقلد العديد من المناصب في القوات الجوية، وصولاً إلى منصب قائد أركان سلاح الجو الصهيوني في الفترة من العام 2010 حتى مارس/ آذار 2012، قبل أن يتم تعيينه في العام 2012 رئيساً لشعبة التخطيط العسكرية.

وفي عام 2012، تم تكليفه بوضع خطة متكاملة في أعقاب معركة "حجارة السجيل"، تتضمن أساليب جديدة للضغط على فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وذلك بعد إشرافه على خطة بعنوان "الصوان" للتعامل مع الوضع العربي الجديد في أعقاب ثورات الربيع العربي.

ويبني شيفر عقيدة عسكرية، عبّر عنها في تصريحات عدة، ترى في قطاع غزة خطرا كبيرا يجب العمل على تجميده ومنع تطوره عسكرياً، وهو الأمر الذي يتفاوض من أجله مع القيادة المصرية.