وفاة وزير الخارجية اللبناني السابق عبد الله بو حبيب

24 يوليو 2025   |  آخر تحديث: 16:41 (توقيت القدس)
وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب، 10 فبراير 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- توفي عبد الله بو حبيب، وزير الخارجية اللبناني السابق، عن عمر 84 عاماً بعد أزمة قلبية، وقد شغل منصب وزير الخارجية بين 2021 و2025، وكان محسوباً على التيار الوطني الحر، وتعرضت مواقفه للانتقادات خاصة من القوى المعارضة لحزب الله.
- برز اسمه في سبتمبر 2024 عندما أعرب عن استعداد لبنان لمفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، وزار دمشق في أكتوبر 2023 لبحث قضايا اللاجئين السوريين.
- بدأ مسيرته في البنك الدولي عام 1976، وشغل منصب سفير لبنان لدى الولايات المتحدة، ونعاه نجيب ميقاتي مشيداً بتعاونه المثمر.

توفي وزير الخارجية اللبناني السابق عبد الله بو حبيب، مساء أمس الأربعاء، عن عمر يناهز 84 عاماً وذلك بعد تعرّضه لأزمة قلبية نُقل على إثرها إلى المستشفى حيث فارق الحياة. وشغل بو حبيب وزارة الخارجية في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بين سبتمبر/أيلول 2021 وفبراير/شباط 2025، حيث كان من الوزراء المحسوبين على التيار الوطني الحر (برئاسة النائب جبران باسيل) والرئيس السابق ميشال عون.

وكانت مواقف بو حبيب عرضة للكثير من الانتقادات، ولا سيما من القوى السياسية المعارضة لحزب الله، آخرها كان مرتبطاً بالعدوان الإسرائيلي على لبنان في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهو ما دفع حزب القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع، الذي كان يصف بو حبيب بأنه "الوزير الظلّ لوزير الخارجية الفعلي جبران باسيل"، إلى خوض معركة شرسة للحصول على حقيبة الخارجية في حكومة الرئيس نواف سلام

وسحبها من تحت بساط التيار الوطني الحر بعدما كانت من حصّته لسنوات عدّة.

وبرز اسم بو حبيب في سبتمبر/أيلول 2024، مع إطلاقه مواقف لافتة حيال الحرب الدائرة في جنوب لبنان، معرباً عن استعداد لبنان للقيام بـ"مفاوضات غير مباشرة مع الإسرائيليين من أجل وقف إطلاق النار"، وذلك في تصريح عرّضه لانتقادات ودفع الأوساط الحكومية إلى النأي بالنفس عنه. ودائماً ما أثار مضمون إطلالات بو حبيب الإعلامية، خلال فترة الحرب، الجدل، وقابلته بيانات نفي واستنكار وتنصّل، بما يعكس الاختلاف السياسي اللبناني في مقاربة الملف والانقسام حول قرار الحرب وفتح جبهة الإسناد.

كذلك برز اسم بو حبيب أيضاً عند استدعائه في عام 2024 السفير البريطاني في بيروت، هامش كاول، وتسليمه مذكرة احتجاج تتعلق بزيارة وزير الخارجية ديفيد كاميرون للبنان، من دون أن تشمله لقاءاته. وكان بو حبيب من الوزراء الذين زاروا دمشق في أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث اجتمع آنذاك مع نظيره في النظام السوري حينها فيصل المقداد لبحث القضايا المشتركة بين البلدين ومناقشتها، وعلى رأسها ملف اللاجئين السوريين في لبنان، وذلك في وقتٍ كانت حكومة ميقاتي تتخذ إجراءات مشددة بحق اللاجئين على الأراضي اللبنانية.

وفي عام 2022، تقدّم نواب عن كتلة حزب القوات اللبنانية بطلب عقد جلسة للهيئة العامة للمجلس النيابي لطرح الثقة ببو حبيب بسبب "الارتكابات والمخالفات الجسيمة التي ترتكبها وزارة الخارجية والمغتربين في موضوع تصويت المغتربين في الانتخابات النيابية، بما يؤدي إلى تقييد حق المغتربين بالاقتراع ويهدد سلامة العملية الانتخابية برمّتها"، بيد أن الجلسة رُفِعت لعدم اكتمال النصاب القانوني. وبدأ بو حبيب مسيرته المهنية في البنك الدولي عام 1976 خبيراً اقتصادياً، ثم تولى لاحقاً منصب كبير مسؤولي القروض لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وشغل بين مايو/أيار 1983 وفبراير/شباط 1990 منصب سفير لبنان لدى الولايات المتحدة الأميركية، قبل أن يعود إلى البنك الدولي في عام 1992 مستشاراً لنائب رئيس منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ثم رئيساً لوحدة الاتصال الإقليمي. ونعى رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي بو حبيب، مشيراً إلى أنه كان ينتظر لقاءه صباح اليوم الخميس.

وقال ميقاتي، في بيان: "تسلّم الراحل مهام وزارة الخارجية والمغتربين في فترة تولّيَّ رئاسة الحكومة، وكان تعاوننا مثمراً رغم صعوبة المرحلة التي كانت الأخطر في تاريخ لبنان الحديث. فأظهر صلابة في التعبير عن الموقف بدبلوماسية مزجت بين الحكمة والواقعية والوطنية الصافية والخبرة العميقة في أصول الدبلوماسية والعلاقات الدولية". وأضاف: "عرفته لبنانياً في الصميم، متمسّكاً بقناعات وطنية لا يحيد عنها ولا يساوم عليها، وكانت هذه القناعات حاضرة في كل المحادثات التي يجريها في الوزارة وفي المحافل العربية والدولية".