توفي رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس النواب المصري، مدير المخابرات الحربية السابق اللواء كمال عامر، عن عمر ناهز 82 عاماً، اليوم الخميس، متأثراً بإصابته بفيروس كورونا، وهو الذي لعب دوراً مؤثراً في تمرير اتفاقية تنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية عام 2017، بوصفه كان مقرراً رئيساً لتقرير اللجنة الذي صوت عليه البرلمان.
وطبقاً لقانون مجلس النواب، فمن المقرر تصعيد المرشحة الاحتياطية لعامر في ما يُعرف بـ"القائمة الوطنية من أجل مصر" عن قطاع القاهرة وجنوب ووسط الدلتا، وهي هبة الله محمد العوضي، ابنة شقيق اللواء أحمد العوضي، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب "حُماة الوطن" في مجلس النواب الحالي.
ونعى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عامر قائلاً في تدوينة له عبر موقع "فيسبوك": "لقد فقدت مصر اليوم واحداً من أغلى رجالها، معلمي وأستاذي وقائدي اللواء كمال عامر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب. كان الفقيد خير معلم، وقائداً مخلصاً وأميناً لتراب هذا الوطن حتى آخر لحظة في حياته. اللهم ارحم الفقيد الغالي، وألهم أسرته وذويه الصبر والسلوان".
كما أصدر السيسي قراراً بترقية عامر من رتبة لواء إلى رتبة فريق فخري، وإطلاق اسمه على أحد المحاور أو الميادين الرئيسية داخل البلاد، مع منحه وشاح النيل، والذي يأتي ترتيبه ثالثاً بين الأوسمة بعد قلادة النيل وقلادة الجمهورية، ويمنح لمن هم في مرتبة نائب رئيس وزراء أو الوزراء الذين خدموا لفترات طويلة.
وعامر كان مديراً لجهاز المخابرات الحربية حين كان السيسي ضابطاً برتبة صغيرة في الجهاز، ما دفع الأخير لرد الجميل له بترشيح اسمه في القوائم الانتخابية المحسوبة على النظام، لضمان فوزه في انتخابات مجلس النواب عامي 2015 و2020، وتوليه منصب رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان، ليحضر بصفته اجتماعات مجلس الدفاع الوطني برئاسة السيسي.
وتولى عامر قيادة الجيش الثالث الميداني في عهد الرئيس المخلوع الراحل حسني مبارك، ثم عيّن نائباً لمدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع بين عامي 1991 و1995، ليتولى منصب مدير المخابرات الحربية حتى تقاعده في عام 1997، ويُعين بعدها محافظاً لمرسى مطروح بين عامي 1997 و1999، ثم محافظاً لأسوان بين عامي 1999 و2001.
كذلك، عُين عامر عضواً في مجلس الشورى السابق بقرار من الرئيس الراحل محمد مرسي، بناءً على ترشيح من المؤسسة العسكرية، ثم انتخب عضواً في مجلس النواب السابق على قائمة "في حب مصر" المدعومة من نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي أواخر عام 2015، ويتولى بالتزكية رئاسة لجنة الأمن القومي لخمسة أدوار انعقاد متتالية.
ومع انعقاد مجلس النواب الحالي، خسر عامر الانتخابات التي أجريت في يناير/ كانون الثاني الماضي لرئاسة لجنة الأمن القومي في البرلمان، أمام مرشح حزب "الشعب الجمهوري" لواء الجيش السابق محمد صلاح أبو هميلة، غير أن الأخير تعرض لضغوط من قيادات حزب "مستقبل وطن"، الحائز على الأغلبية تحت القبة، للتنازل عن المنصب لعامر في سابقة لم تشهدها من قبل انتخابات اللجان البرلمانية.
وعامر هو النائب الراحل الخامس منذ انعقاد مجلس النواب الحالي، إذ سبقه اللواء سعد الجمال الذي توفي في 5 فبراير/ شباط الماضي، وصعدت ابنته أسماء سعد سليم الجمال بدلاً منه بوصفها العضو الاحتياطي له في "القائمة الوطنية"، وكان نائباً سابقاً عن الحزب الوطني "المنحل" في مركز الصف بمحافظة الجيزة.
كذلك، توفي أمين سر لجنة الصناعة في البرلمان فوزي فتى في 4 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، متأثراً بإصابته بفيروس كورونا، وهو الفائز عن حزب "مستقبل وطن" ضمن مقاعد "القائمة الوطنية"، وصعدت ابنته آية فوزي إسماعيل فتى بدلاً منه بمجرد انعقاد المجلس. ومن قبله النائبان حسن عيد الفائز بمقعده عن دائرة محافظة السويس، وجمال حجاج عن دائرة بنها بمحافظة القليوبية.
وعمد غالبية النواب الفائزين عن قائمة النظام المصري، المعروفة بـ"القائمة الوطنية"، إلى إدراج أسماء أبنائهم أو أشقائهم بدلاءً عنهم في القائمة الاحتياطية، بغرض تصعيدهم في حال الوفاة من دون إجراء انتخابات.
ويعود توارث المقاعد في مجلس النواب إلى دفع المرشحين الفائزين مبالغ طائلة لوضع أسمائهم على القائمة المشكلة بمعرفة الأجهزة الأمنية الموالية للسيسي، وصلت في بعض الحالات إلى 50 مليون جنيه، وذلك حتى تستفيد العائلة من عضوية البرلمان، وما يصاحبها من حصانة لمدة خمس سنوات.