وسائل إعلام صينية: هناك مبالغة في تصوير التنافس بين بكين وواشنطن
استمع إلى الملخص
- صحيفة ساوث تشاينا مورنيغ بوست تناقش "فخ ثوسيديدس" وتؤكد على أهمية الحوار والتشاور لحل الخلافات بين الصين والولايات المتحدة.
- ترامب يتحدث عن زيارة مرتقبة لشي إلى الولايات المتحدة، مع تقارير عن قمة محتملة، والتأكيد على أهمية الحوار لتذليل العقبات وإعادة فتح قنوات الاتصال.
قللت وسائل إعلام صينية، اليوم الجمعة، من احتمالات التصادم بين بكين وواشنطن. وقالت صحيفة غلوبال تايمز الصينية الحكومية إنّ هناك فرصاً حقيقية للتقارب بين البلدين في ظل الحديث الإيجابي الذي أدلى به الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أخيراً عن علاقته بنظيره الصيني شي جين بينغ.
وأشادت الصحيفة الصينية بالتواصل بين الجانبين عبر الدبلوماسية الشعبية، وقالت إن ذلك يدل على مدى استعداد شعبي البلدين للتعرف على بعضهما البعض من خلال التبادلات الثقافية والبعثات التعليمية، بغض النظر عن الخلافات على المستوى السياسي، مشيرة إلى أن هناك ترتيبات تجري من أجل عقد أول قمة بين الزعيمين لمناقشة الملفات العالقة، متوقعة أن تفضي القمة إلى إجراءات عملية تذلل العقبات وتزيد من زخم العلاقات.
ومن جهتها، قالت صحيفة ساوث تشاينا مورنيغ بوست الصينية إن العديد من المراقبين يقيّمون العلاقة بين البلدين في إطار ما يعرف بـ "فخ ثوسيديدس"، وهو مصطلح يستخدم لوصف الصدام الحتمي بين قوة صاعدة والقوة المهيمنة الحاكمة. وأضافت الصحيفة أن هذا المصطلح سرعان ما أصبح اختصاراً شائعاً للتعبير عن "الحرب الحتمية" بين الولايات المتحدة والصين، مشيرة إلى أن استخدامه ربما يكون شاعرياً ولكنه في نفس الوقت يُعتبر مبالغة في تصوير التنافس بين بكين وواشنطن على غرار صراع أثينا وإسبرطة.
قمة مرتقبة بين ترامب وشي
وكان ترامب تحدث في وقت سابق من شهر مارس/ آذار الجاري عن زيارة مرتقبة لشي إلى الولايات المتحدة في "المستقبل غير البعيد". وجاءت تصريحات ترامب بعد تقارير أفادت بأن الزعيمين يفكران في عقد قمة في وقت مبكر من إبريل/ نيسان المقبل، وسط الخلافات والعقوبات المتبادلة بين البلدين.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، في إفادة صحافية رداً على تصريحات الرئيس الأميركي، إنه ليست لديها معلومات لتعلنها بشأن لقاء محتمل بين ترامب وشي، مضيفة أن الصين ترى أن مخاوف كل جانب يجب أن تحل عبر الحوار والتشاور على أساس المساواة والاحترام المتبادل.
وفي تصريحات سابقة لـ"العربي الجديد" قال الخبير في العلاقات الدولية لي وين، المقيم في بكين، إن هناك اتفاقاً مبدئياً بين الجانبين بشأن القمة وأهميتها وضرورة انعقادها في أقرب وقت، لتذليل العقبات أمام إعادة فتح قنوات الاتصال ومناقشة الملفات العالقة على مستوى القيادة.
وأوضح أنه وفقاً لبروتوكولات سابقة، فإن رؤساء البلدين يتبادلان الزيارات بالتناوب، فلا يصح مثلاً أن يزور زعيم دولة البلد الآخر مرتين متتاليتين، ونظراً لأن شي كان آخر رئيس يقوم بزيارة من هذا النوع، فذلك يعني أنه ينبغي لترامب أن يزور بكين، خصوصاً أن بايدن لم يقم بهذه الخطوة، ليكون بذلك أول رئيس أميركي منذ جيمي كارتر (1977 ـ 1981) لا يزور الصين خلال فترة ولايته. وأشار لي إلى أن بكين متمسكة بهذه التقاليد الدبلوماسية، ومن غير المتوقع أن تكسرها تحت أي ظرف كان.
وتشهد العلاقات بين الصين والولايات المتحدة مجموعة من الخلافات الدبلوماسية والاقتصادية، بما في ذلك التنافس التكنولوجي والعسكري والنزاعات التجارية، ومخاوف واشنطن بشأن ملكية التطبيق الشهير الخاص بمقاطع الفيديو القصيرة تيك توك الذي تملكه شركة بايت دانس الصينية. وكان شي وترامب قد ناقشا في المكالمة الهاتفية الأخيرة بينهما العديد من الملفات والقضايا العالقة بين الجانبين، من بينها مسألة تايوان والنزاعات التجارية والصراع في بحر الصين الجنوبي.