وسائل إعلام صينية: خطاب ترامب كان أقل حدّة تجاه بكين

21 يناير 2025
صحيفة صينية تعرض صورة ترامب وهو يصل إلى البيت الأبيض، 21 يناير 2025 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تناول خطاب تنصيب ترامب تغير نبرته تجاه الصين، حيث ركز على القضايا الداخلية وذكر الصين مرة واحدة فقط، مما يعكس تحولاً في استراتيجيته الخارجية.
- لم يذكر ترامب الصين عند الحديث عن الرسوم الجمركية، وتعهد بقيادة السباق إلى المريخ، مما يزيد التنافس الفضائي ويفتح فصلاً جديداً من عدم اليقين الجيوسياسي.
- تساءلت وسائل الإعلام الصينية عن زيارة ترامب للصين خلال أول 100 يوم، مشيرة إلى أهمية استقرار العلاقات، وذكرت وول ستريت جورنال رغبته في تعميق العلاقات بعد مكالمة إيجابية مع الرئيس الصيني.

أفردت وسائل إعلام صينية، اليوم الثلاثاء، مساحة كبيرة لتحليل ما جاء في خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في يوم تنصيبه، كما أبدت اهتماماً بمسار العلاقات بين البلدين، وتأثير وصول الرئيس الأميركي إلى البيت الأبيض على فرص التقارب وتذليل العقبات مع الصين خلال ولايته الثانية.

وقالت صحيفة ساوث تشاينا مورنيغ بوست، إن خطاب ترامب كان خافتاً تجاه الصين على خلاف خطابه السابق في ولايته الأولى والذي شهد آنذاك الكثير من التهديد والوعيد. ولفتت إلى أنه قلل من أهمية موقفه بشأن الصين وغيرها من قضايا السياسة الخارجية، مفضلاً تأكيد الأولويات المحلية والقضايا الداخلية ورؤيته لـ"العصر الذهبي" للولايات المتحدة.

كما أشارت إلى أن الرئيس الأميركي لم يذكر الصين إلا مرة واحدة في خطابه عندما تحدث عن عملياتها في قناة بنما، حيث قال إن عمليات الصين في القناة تشكل درجة من ملكية الممرّ المائي في أميركا الوسطى. وأضاف أنّ بنما انتهكت الاتفاق، وأنّ السفن الأميركية تدفع رسوماً باهظة للغاية، مشيراً إلى أن الصين هي المستفيد الأكبر هناك. ولفتت الصحيفة إلى أن طموح ترامب باستعادة الولايات المتحدة السيطرة على قناة بنما هو فكرة لجأ إليها مراراً بعد فوزه بإعادة انتخابه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

في اتجاه آخر، قالت الصحيفة الصينية إن ترامب حذر بشكل عام من الرسوم الجمركية والحاجة إلى حماية العمال الأميركيين، وهو خط هجوم عادة ما يشمل الصين. لكنه فعل ذلك هذه المرّة من دون ذكر البلد أو أي تفاصيل بشأن الرسوم العقابية كما دأب في كثير من الأحيان خلال حملته الانتخابية. أيضاً ركزت الصحيفة على تعهد ترامب في خطابه بقيادة السباق إلى المريخ وغرس العلم الأميركي هناك. وقالت من المرجح إن يؤدي ذلك إلى تصعيد سباق الفضاء بين الصين والولايات المتحدة خلال السنوات المقبلة. وأضافت أنه مع تنصيب ترامب، تفتح المنافسة بين الولايات المتحدة والصين فصلاً جديداً من عدم اليقين الجيوسياسي، مما قد يؤدي إلى تكثيف التنافس المحموم في ظل سياسته "أميركا أولاً"، لافتة إلى أنّه لا أحد يستطيع أن يجزم بما إذا كان الرئيس المتقلب سيتمكن من الوفاء بوعوده المختلفة بشأن العديد من القضايا الإقليمية والدولية.

في سياق متصل، تساءلت أوساط إعلامية في الصين إذا كان ترامب عازماً حقاً على زيارة الصين خلال الـ100 يوم الأولى له في منصبه. وقالت "إذا نجحت خطته، فسوف يكون أول رئيس أميركي يزور الصين بعد وقت قصير من توليه منصبه منذ جورج بوش الأب في عام 1989"، معتبرة أنّ مثل هذه الرحلة ستكون إشارة إلى أهمية استقرار العلاقات بين أكبر قوتين متنافستين في العالم. وقالت إن الرحلة ممكنة للغاية، وإن بكين ستنظر في الأمر بأهمية بالغة.

وكانت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية قد ذكرت الأسبوع الماضي، أن ترامب أبلغ مستشاريه أنه يريد السفر إلى الصين بعد توليه منصبه، في سعيه إلى تعميق العلاقة المتوترة بسبب تهديداته بفرض رسوم جمركية أعلى على الواردات الصينية. وجاءت هذه الأنباء في أعقاب مكالمة هاتفية بين رئيسي البلدين الجمعة الماضي، عندما ناقشا قضايا تراوح من تطبيق الفيديو القصير "تيك توك" إلى "الفنتانيل" والتجارة، وفقاً لترامب، الذي قال إن المكالمة كانت جيدة للغاية.

المساهمون