وزير الدفاع الألماني: لا أستطيع تأكيد الانسحاب الدائم لروسيا من سورية

12 ديسمبر 2024
بيستوريوس في وزارة الدفاع ببرلين، 25 نوفمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أبدى وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس اهتمامه بالتقارير حول احتمال انسحاب دائم للبحرية الروسية من قاعدة طرطوس في سوريا، مشيراً إلى أن روسيا تركز على مصالحها الخاصة.

- خلال زيارته لأربيل، ناقش بيستوريوس انخراط ألمانيا المستقبلي في المنطقة، مؤكداً على أهمية التعاون الأمني ودور ألمانيا في دعم الاستقرار الإقليمي، خاصة في ظل مشاركة الجيش الألماني في مهام دولية لمحاربة داعش.

- التقى بيستوريوس بمسؤولين عراقيين وأكراد، مشدداً على التهديد المستمر من داعش، وتناول الهجمات الإسرائيلية على سوريا، مؤكداً على ضرورة انخراط ألمانيا بشكل أكبر بعد الإطاحة بالأسد.

قال وزير دفاع ألمانيا بوريس بيستوريوس، اليوم الخميس، إنه لا يستطيع أن يؤكد مبدئياً انسحاباً دائماً للبحرية الروسية من قاعدتها العسكرية في طرطوس بسورية، مشيراً في المقابل إلى أنه على علم بالتقارير ذات الصلة. وأضاف بيستوريوس خلال زيارته لأربيل في العراق: "هناك شيء واحد واضح: انسحاب (فلاديمير) بوتين وانسحاب روسيا والتخلي عن نظام الأسد في هذا الوضع، يصبح من الواضح أن روسيا تركز حصرياً ودائماً على نفسها ومصالحها... ولذلك لا يمكن استبعاد احتمال أن يكون هذا انسحاباً دائماً".

وتمتلك روسيا قاعدة عسكرية في مدينة طرطوس الساحلية السورية، والتي كانت تستخدم لدعم الرئيس المخلوع بشار الأسد. كما تمثل القاعدة أهمية عسكرية كبيرة بالنسبة لدور روسيا في شمال أفريقيا ومنطقة الساحل. وتحدثت تقارير في الولايات المتحدة عن انسحاب سفن روسية من هناك. وواصل بيستوريوس محادثاته في أربيل حول انخراط ألمانيا المستقبلي في العراق ووعد بمواصلته إذا رغبت البلاد في ذلك.

والتقى الوزير رئيس إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، وأجرى محادثات مع جنود ألمان في أربيل. ويشارك الجيش الألماني في العراق والأردن بحوالي 300 جندي في مهام دولية لتحقيق الاستقرار في إطار التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة "عملية العزم الصلب" لمحاربة تنظيم داعش ومهمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في العراق.

في غضون ذلك، قال بيستوريوس إن التعاون مع الحكام الجدد في سورية قد يكون ممكناً في ظل ظروف معينة. وأضاف بيستوريوس: "في الأشهر المقبلة سيدور الأمر بالطبع حول تصميم أشكال جديدة للتعاون الأمني ​​في المنطقة من أجل توضيح أننا نتحمّل مسؤولية هنا، ونريد الاستمرار في تحمّل المسؤولية في المستقبل، أيضاً بالنظر إلى سورية"، موضحاً أن هذا يوسع "بشكل واضح مجدداً نطاق المهام".

والتقى بيستوريوس رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني، ووزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في بغداد. وقال بيستوريوس إن كليهما أكدا تقارير حول التهديد المستمر من تنظيم داعش، قبل توجهه جواً لإجراء محادثات في المنطقة الكردية بشمال العراق. ويعتزم الوزير التوجه إلى تركيا في يناير/ كانون الثاني المقبل لإجراء محادثات، حيث تعتزم أنقرة إبقاء نفوذ المليشيات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في سورية عند أدنى مستوى ممكن.

وخلال توقّفه في الأردن، تطرق بيستوريوس أيضاً إلى الهجمات الإسرائيلية المكثفة على منشآت عسكرية سورية ومستودعات أسلحة، وقال إنه نظراً للوضع غير المستقر في سورية، فلا بد من "النظر إلى هذا الأمر في سياق أوسع" وفهمه باعتباره إجراء للأمن الإقليمي وخارجه. وأضاف  "فكرة أن أسلحة الغاز السام المنتجة من مصانع سورية، على سبيل المثال، يمكن أن ينتهي بها المطاف في الأيدي الخطأ وأن تلعب دوراً في هجمات ذات دوافع إسلاموية في أي مكان في العالم هي فكرة يصعب احتمالها"، على حدّ تعبيره.

وعقب الإطاحة بالأسد، يعتقد بيستوريوس أنّ ألمانيا بحاجة إلى الانخراط بشكل أكبر في المنطقة. وقال في مقابلة مع محطة "إيه آر دي" الألمانية التلفزيونية في بغداد: "لا يجب أن ننسحب تحت أي ظرف من الظروف... بسبب سقوط الأسد في سورية، لم يعد من الواضح في أي اتجاه ستطور المنطقة، وفي أي اتجاه ستتطور سورية".

وذكر الوزير أن أوروبا وألمانيا لا تستطيعان ولا ينبغي لهما "أن تسمحا لأنفسهما بأن تكونا مجرد متفرجين هنا"، مشيراً في ذلك إلى أهمية المنطقة، موضحاً أن هذا قد يعني بالنسبة لألمانيا أيضاً التعاون مع الحكام الجدد في "سورية الجديدة"، وذلك "إذا استغلوا الفرصة المتاحة لهم الآن واستطاعوا بسرعة ضمان بعض الهدوء الذي يمكننا البناء عليه بعد ذلك".

(أسوشييتد برس)