وزير خارجية لبنان الجديد أمام تحديات تحسين العلاقات الخارجية

تتجه الأنظار في الحكومة الأولى لعهد الرئيس اللبناني جوزاف عون إلى وزارة الخارجية والمغتربين، خصوصاً أنّ لبنان يدخل مرحلة جديدة من العلاقات الدبلوماسية، لا سيما على المستويين السعودي والأميركي، بعد الدور الذي لعبه البلدان في الاستحقاقين الجمهوري والحكومي، واللذين شهدا تغييراً على مستوى الحكم، بعدما كانا لسنوات طويلة بيد حزب الله وحلفائه.

ولطالما كانت سياسة الخارجية اللبنانية محطّ امتعاض من الأوساط السياسية المعارضة في لبنان وكذلك الدولية والعربية، في ظلّ تنفيذها أجندة محور حزب الله، بعدما كانت ممسوكة على مرّ الحكومات المتعاقبة، خصوصاً في الأعوام العشرة الأخيرة، من قبل التيار الوطني الحر، الذي تولى الوزارة رئيسه جبران باسيل عام 2016، في عهد الرئيس ميشال سليمان، وحكومة تمام سلام، وهو اليوم الغائب الأبرز عن حكومة نواف سلام.

وتُعدّ علاقات لبنان الخارجية، ولا سيما منها العربية، والخليجية، من أبرز تحديات الحكومة الجديدة، التي تعهّدت والرئيس جوزاف عون بتحسين العلاقات وتقويتها على المستويات الدبلوماسية، والسياسية، والتجارية، والسياحية، بعد انقطاع طويل، ربطاً بسياسة حزب الله في لبنان والمنطقة. تبعاً لذلك، سيكون وزير الخارجية والمغتربين الجديد يوسف رجي محطّ أنظار الداخل والخارج في طريقة إدارته وزارته، وما إذا كان سيتمكن من تحسين علاقات لبنان مع محيطه الدولي، وإعادته إلى الحضن العربي، ولا سيما أن حزب القوات اللبنانية (بزعامة سمير جعجع) هو من سمّاه لهذه الحقيبة، وهو الذي لطالما عارض سياسة التيار الوطني الحر في الوزارة، وانتقد تخريبه العلاقات مع الخارج.

وفي أول بيان لها، أعربت وزارة الخارجية والمغتربين اليوم عن "إدانتها ورفضها الشديدين لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي الداعية إلى إقامة دولة فلسطينية على الأراضي السعودية"، مؤكّدة وقوفها "إلى جانب المملكة العربية السعودية الشقيقة في مواجهة كل ما يُهدد أمنها، واستقرارها، وسيادتها، ووحدة أراضيها".

تقارير عربية

التحديثات الحية

الحكومة اللبنانية الجديدة تبصر النور: استحواذ لافت لقوى المعارضة

وشددت على "رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو توطينهم لا سيما في لبنان"، وحثت "للدفع باتجاه حل عادل وشامل للقضية الفلسطينيّة على أساس حلّ الدولتين، استناداً إلى قرارات الشرعيّة الدوليّة، ومبادرة السلام العربية الصادرة عن قمة بيروت عام 2002 ممّا يعزّز السلم والأمن الإقليمي والدولي".

من هو وزير خارجية لبنان الجديد؟

عُيّن يوسف رجي وزيراً للخارجية والمغتربين في حكومة العهد الأولى التي تضمّ 24 وزيراً، وقد سمّاه حزب القوات اللبنانية، وجرى التوافق عليه مع الرئيس جوزاف عون ورئيس الوزراء نواف سلام. شغل رجي، مواليد عام 1962، العديد من المناصب في السلك الدبلوماسي، ومثّل لبنان في الكثير من البلدان، قبل تعيينه قائماً بالأعمال بالوكالة في السفارة اللبنانية لدى الأردن، وهو يتمتع بعلاقات جيدة دولياً وعربياً، ما من شأنه أن يسهّل عمله على رأس وزارته.

حاز رجي على درجة خاصة في الإعلام والاتصال السياسي من المعهد الفرنسي للصحافة، جامعة باريس الثانية، وشهادة الماجستير في العلوم السياسية والإدارية من جامعة القديس يوسف في بيروت. عمل رجي مديراً للتفتيش في وزارة الخارجية والمغتربين في بيروت في عام 2017، كما كان قائماً بالأعمال بالوكالة في سفارة لبنان في أبيدجان - ساحل العاج عام 2020، وكذلك في سيول - كوريا الجنوبية عام 2014، وفي سفارة لبنان في الرباط - المغرب، وغيرها من المهام الدبلوماسية.

شغل رجي أيضاً منصب نائب رئيس البعثة الدائمة للبنان لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى ومنظمة التجارة العالمية في جنيف - سويسرا في عام 2005، وعمل قنصلاً ومسؤولاً عن الشؤون السياسية لبلجيكا والاتحاد الأوروبي، إلى جانب عمله مسؤولاً عن الشؤون السياسية في سفارة لبنان في واشنطن.