وزير خارجية بولندا يزور كييف وألمانيا وفرنسا تستدعيان سفيري روسيا
استمع إلى الملخص
- استدعت ألمانيا وفرنسا السفيرين الروسيين احتجاجاً على الانتهاكات الجوية، ووصفت الخارجية الألمانية تصرفات روسيا بأنها خطيرة، مؤكدة على وحدة حلف شمال الأطلسي، وعززت الدولتان وجودهما العسكري في بولندا.
- أعرب قادة دول أوروبية عن قلقهم من التوغل الروسي، حيث اعتبر الرئيس الأمريكي السابق ترامب الحادث خطأً، بينما أكد رئيس الوزراء البولندي توسك أنه لم يكن كذلك، وأبدت المجر تضامنها مع بولندا.
وصل وزير خارجية بولندا إلى كييف، اليوم الجمعة، لإجراء محادثات أمنية، بعد أيام من خرق طائرات مسيّرة المجال الجوي لبولندا، ما فاقم المخاوف إزاء تمدد رقعة الغزو الروسي لأوكرانيا، في حين استدعت ألمانيا وفرنسا السفيرين الروسيين لديهما احتجاجاً. ونشر وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا صورة له لدى لقائه نظيره البولندي رادوسلاف سيكورسكي في محطة قطار بالعاصمة كييف. وكتب سيبيغا على مواقع التواصل الاجتماعي: "في ظل تصعيد روسيا الإرهاب ضد أوكرانيا واستفزازاتها لبولندا، نقف متحدين بثبات".
وأضاف: "سنجري اليوم محادثات مهمة حول أمننا المشترك وانضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو) والضغط على موسكو". وتتزامن هذه الزيارة مع بدء روسيا وحليفتها الرئيسية بيلاروسيا، وكلتاهما لها حدود مع بولندا، مناورات عسكرية مشتركة واسعة النطاق صباح الجمعة.
وأرسلت بولندا وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي طائرات لإسقاط أكثر من 12 مسيّرة حلقت في مجالها الجوي في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء، وذلك للمرة الأولى منذ غزو روسيا أوكرانيا عام 2022. ونفت موسكو استهداف بولندا، مؤكدة عدم وجود دليل على أن المسيّرات روسية.
وبهذا الخصوص، اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الخميس، أنّ دخول مسيّرات روسية المجال الجوي لبولندا قد يكون حصل "من طريق الخطأ"، مبدياً في الوقت نفسه استياءه من هذا الانتهاك لأجواء دولة عضو في حلف شمال الأطلسي. وردّاً على سؤال بشأن الطائرات المسيّرة التي انتهكت أجواء بولندا، قال ترامب للصحافيين: "ربما كان ذلك نتيجة خطأ"، مضيفاً: "لكن على أيّ حال، أنا لست راضياً عن أيّ شيء في هذا الوضع". في المقابل، قال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك إنّ هجوم المسيّرات لم يحدث "عن طريق الخطأ"، حسب ما أفادت به وكالة بلومبيرغ للأنباء اليوم الجمعة. وكتب توسك في منشور على منصة إكس: "نتمنى أيضاً لو كان هجوم المسيرات على بولندا قد حدث عن طريق الخطأ. لكنه لم يكن كذلك. ونحن نعلم هذا".
في الأثناء، استدعت وزارة الخارجية الألمانية، اليوم الجمعة، السفير الروسي لدى برلين على خلفية الانتهاكات الأخيرة للمجال الجوي البولندي. وفي منشور على منصة إكس، بررت الخارجية الألمانية هذه الخطوة بأن تصرف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "خطير" و"لا يمكن قبوله". وأكدت أن "حلف شمال الأطلسي يقف موحداً للدفاع عن أراضي الحلف وعن أمننا". وكان المستشار الألماني فريدريش ميرز قد صرّح الأربعاء بأنه لا يرى في انتهاك الأجواء البولندية مجرد سهو، بل إنه "تهديد خطير للسلام في كل ربوع أوروبا". وأضاف أن ما يحدث يمثل "نوعية جديدة من الهجمات التي نشهدها من روسيا".
ورداً على ذلك، عززت الحكومة الألمانية مشاركة الجيش الألماني في حماية الجناح الشرقي لحلف الأطلسي، حيث جرى تخصيص أربع مقاتلات من طراز "يوروفايتر" بدلاً من اثنتين تعملان حتى الآن في مهمة مراقبة الأجواء فوق بولندا انطلاقاً من قاعدة روستوك-لاجه، كما مددت ألمانيا فترة المهمة بشكل مبدئي حتى نهاية العام.
في السياق نفسه، قال وزير الخارجية الفرنسي المنتهية ولايته جان نويل بارو إنّ فرنسا ستستدعي السفير الروسي اليوم بسبب توغل الطائرات المسيّرة في المجال الجوي البولندي، والذي وصفه بأنه استراتيجية متعمدة لترهيب دول حلف شمال الأطلسي واختبارها. وقال بارو في تصريح لإذاعة فرانس إنتر: "سواء أكان حادثاً أم لا، فهو أمر غير مقبول".
وأمس، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على "إكس" إنّ فرنسا ستنشر ثلاث طائرات مقاتلة من طراز رافال لمساعدة بولندا في حماية مجالها الجوي بعد توغل الطائرات المسيّرة. وأضاف ماكرون: "أمن القارة الأوروبية هو أولويتنا القصوى. لن نستسلم للترهيب الروسي المتزايد". وقال مسؤول عسكري فرنسي إنّ الطائرات المقاتلة نُشرت بالفعل في بولندا قبل توغل المسيّرات.
بدوره، قال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان للإذاعة الرسمية، اليوم الجمعة، إن التوغل الروسي بالطائرات المسيّرة في المجال الجوي البولندي غير مقبول، مضيفاً أن المجر أبدت تضامنها مع بولندا التي وصفها بأنها "حليف تاريخي". وأضاف أوربان: "على الرغم من المناوشات السياسية الحالية، فإن البولنديين أصدقاؤنا". وتابع: "لذلك وصفنا توغل المسيّرات الروسية في الأراضي البولندية على الفور بأنه أمر غير مقبول".
(فرانس برس، رويترز، أسوشييتد برس، العربي الجديد)