استمع إلى الملخص
- شدد الجانبان على أهمية التعامل الحسن مع اللاجئين الأفغان في باكستان، مع التأكيد على ضرورة عودتهم بكرامة ونقل ممتلكاتهم، واتفقا على التعاون الأمني بين البلدين.
- لم يحقق الوفد الباكستاني تقدمًا في ملف "طالبان باكستان"، حيث لم يتمكن من لقاء المسؤولين الأمنيين الأفغان، مما يشير إلى عدم إمكانية التعاون في الوقت الحالي.
علم "العربي الجديد" من مصادر خاصة في حكومة طالبان الأفغانية أن الأخيرة رفضت نقاش قضية حركة "طالبان باكستان" مع وزير الخارجية الباكستاني محمد إسحاق دار، الذي قام بزيارة كابول يوم أمس السبت. وقالت المصادر إنّ حكومة طالبان أكدت عدم وجود الحركة الباكستانية على أراضيها وبالتالي هي "قضية داخلية" لا علاقة لأفغانستان بها.
وكان إسحاق دار قد وصل إلى كابول، السبت، في زيارة رسمية التقى خلالها مع رئيس الوزراء في حكومة طالبان، الملا محمد حسن أخوند، ووزير الخارجية، الملا أمير خان متقي. وقال الوزير الباكستاني في مؤتمر صحافي مع نظيره الأفغاني إنّ بلاده تتعامل مع اللاجئين الأفغان وفق الأعراف الدينية والقوانين الدولية.
وأضاف إسحاق دار أنّ الجانب الأفغاني شدد خلال المباحثات، على ضرورة عودة اللاجئين الأفغان بطريقة مشرفة، وأن يُسمح لهم بنقل ممتلكاتهم، موضحاً أن باكستان تفعل ذلك. كما شدد على أنّ بعض الحوادث التي تعرّض لها اللاجئون، مثل معاملتهم بعنف أو منعهم من بيع أراضيهم وممتلكاتهم في باكستان، لا تمثل سياسة الحكومة الباكستانية، وقال إن لجنة مشتركة تعمل على القضية وسيتم وضع آلية لعودة اللاجئين الأفغان إلى بلادهم. وأشار إلى أن الطرفين اتفقا على التعاون في المجال الأمني، مشدداً على عدم السماح لأي جهة معادية لأي من الدولتين باستخدام أراضي الدولة الأخرى.
ومن جانبه، أكد خان متقي أنّ قضية اللاجئين الأفغان في باكستان هي قضية مهمة للجانب الأفغاني، موضحاً أنه تم الحديث عنها مع الجانب الباكستاني بشكل مفصّل، مشدداً على أنّ مطلب أفغانستان واضح في ضرورة التعامل الحسن مع اللاجئين. كما شدد على ضرورة إزالة العقبات في وجه التجارة بين الدولتين، علاوة على التعاون في المجال الأمني. واللافت أنّ الطرفين لم يتحدثا عن تمديد فترة إقامة اللاجئين الأفغان في باكستان، بل شددا على ضرورة التعامل الحسن خلال عملية الترحيل، ما يشير إلى أن عودة اللاجئين الأفغان إلى بلادهم أمر محتم.
ولم يحصل، على ما يبدو، تقدم بين الطرفين بالنسبة لملف حركة "طالبان باكستان" الذي توليه إسلام أباد أهمية كبرى، حيث رفض الجانب الأفغاني مناقشة القضية بشكل مفصّل. وأكدت مصادر لـ"العربي الجديد" أنّ الجانب الباكستاني كرر مطلبه بالتعاون في القضاء على "طالبان باكستان"، لكن الجانب الأفغاني أصرّ على موقفه بأنّ الحركة ليست موجودة في أفغانستان وهو ملف داخلي باكستاني، موضحة أنّ أفغانستان لن تسمح لأي جهة باستخدام أراضيها ضد باكستان أو أي دولة مجاورة أو غير مجاورة.
وذكرت المصادر أنّ الوفد الباكستاني لم يستطع اللقاء مع وزير الدفاع الملا محمد يعقوب مجاهد، وهو نجل مؤسس حركة طالبان الملا عمر، ووزير الداخلية الملا سراج الدين حقاني، حيث إن الرجلين مسؤولان عن الأمور الأمنية، ما يشير إلى أن التعاون من الجانب الأفغاني مع باكستان حول قضية "طالبان باكستان" في الوقت الحالي غير ممكن، وهي القضية التي كانت تتطلع إسلام أباد إلى تحقيق تقدم فيها خلال الزيارة.