وزير خارجية ألمانيا من كييف: حرية أوكرانيا مهمتنا الأبرز أمنياً

30 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 30 يونيو 2025 - 12:54 (توقيت القدس)
وزير الخارجية الألماني بعيد وصوله إلى كييف، 30 يونيو 2025 (لقطة شاشة/رويترز)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- زار وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول كييف، مؤكدًا دعم ألمانيا المستمر لأوكرانيا ضد الغارات الروسية، مع التركيز على تقديم أنظمة دفاع جوي ومساعدات إنسانية واقتصادية.
- شدد فاديفول على أهمية وقوف أوروبا وألمانيا بجانب أوكرانيا، مشيرًا إلى أن مستقبل أوروبا يعتمد على حرية أوكرانيا، وأكد على استمرار العقوبات ضد روسيا.
- تزامنت الزيارة مع دعوة الكرملين للتفاوض، بينما حث زيلينسكي على تكثيف العقوبات، في ظل هجوم جوي روسي كبير على أوكرانيا.

وصل وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول إلى العاصمة الأوكرانية كييف على متن قطار خاص، صباح اليوم الاثنين، في زيارة رسمية. وفي ضوء الغارات الجوية الروسية المكثفة المستمرة، وعد فاديفول أوكرانيا بمواصلة دعمها بالأسلحة، وقال خلال الزيارة: "حرية أوكرانيا ومستقبلها هما أبزر مهمة في سياستنا الخارجية والأمنية... سنقف بثبات إلى جانب أوكرانيا حتى تتمكن من مواصلة الدفاع عن نفسها بنجاح، بأنظمة دفاع جوي حديثة وغيرها من الأسلحة، بالإضافة إلى مساعدات إنسانية واقتصادية". وأضاف وهو على رصيف محطة القطار: "أوكرانيا تمر حالياً بوضع صعب للغاية".

وفي إشارة إلى إيران، ذكر الوزير أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستغل على ما يبدو التركيز على الشرق الأوسط لمواصلة حربه التي تنتهك القانون الدولي، على حد تعبيره، وقال: "لا يمكننا السماح له بذلك. ولهذا السبب، يجب على أوروبا وألمانيا توضيح إلى أي جانب تقف: إلى جانب أوكرانيا". وأوضح فاديفول أن أوكرانيا ستحدد ما إذا كانت أوروبا ستبقى مكاناً تُعلى فيه أهمية الحرية والكرامة الإنسانية، أم ستصبح قارة تتغير فيها الحدود بالقوة، وأضاف: "لذلك سنواصل التركيز الكامل على دعم أوكرانيا"، مشيراً إلى أن هذا يُظهر أيضاً "صمودنا باعتبارنا أوروبيين".

وذكر فاديفول أن بوتين لا يريد مفاوضات بل يريد استسلاماً، مؤكداً أنه من أجل ذلك ستتم مواصلة العمل على فرض العقوبات بأقصى قدر من الضغط. وظلت الزيارة طي الكتمان لأسباب أمنية حتى وصول الوزير صباح اليوم، حيث سافر فاديفول إلى كييف بالقطار برفقة ممثلين عن قطاع صناعة الأسلحة الألمانية. وتُعدّ ألمانيا أحد الموردين الرئيسيين لأوكرانيا بالمعدات العسكرية والأسلحة والمساعدات المالية، في الوقت الذي تواصل فيه البلاد صد غزو روسي شامل بدأ في فبراير/ شباط 2022.

ومن المقرر أن يُجري فاديفول محادثات مع نظيره الأوكراني أندريه سيبيها، ويُحيي ذكرى ضحايا مذبحة "بابي يار" عام 1941، حيث قتلت قوات الاحتلال النازية أكثر من 33 ألف رجل وامرأة وطفل يهودي في وادٍ على مشارف المدينة. ويشهد فاديفول أيضاً مباحثات رفيعة المستوى بين قادة أعمال ألمان ومسؤولين أوكرانيين، وفقاً لوزارة الخارجية الألمانية.

وتزامنت زيارة وزير الخارجية الألماني إلى أوكرانيا مع تأكيد الكرملين أن الحزمة الـ18 من العقوبات التي يخطط لها الاتحاد الأوروبي لن تؤدي إلى إنهاء الحرب التي تشنّها روسيا على أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للتلفزيون الروسي الرسمي، الأحد: "وحده المنطق والحجج العقلانية يمكن أن تدفع روسيا إلى طاولة المفاوضات"، وأضاف: "من المستحيل إجبار روسيا على ذلك عبر أي نوع من الضغط أو العنف".

وأعرب بيسكوف عن قناعته بأن حزمة العقوبات الجديدة التي يسعى إليها الاتحاد الأوروبي سيجري تبنيها في نهاية المطاف، رغم المعارضة من سلوفاكيا. ومع ذلك، قال إنه "كلما كانت الإجراءات العقابية أشد، كان الرد عليها أقوى"، وقال بيسكوف إن العقوبات "سيف ذو حدين". وغالباً ما تقول موسكو إن الاتحاد الأوروبي سيتضرّر أكثر من العقوبات، على سبيل المثال من خلال التخلي عن المواد الخام والطاقة الروسية.

وحثّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المجتمع الدولي على تكثيف العقوبات، واصفاً إياها بأنها "أداة حيوية للحد من آلة الحرب الروسية". وقال زيلينسكي في خطابه المصوّر المسائي، الأحد: "يجب أن تكون العقوبات الآن واحدة من أهم الأولويات... عقوبات العالم ضدّ روسيا".

يشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يقدم دعماً مالياً لكييف منذ غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير/ شباط عام 2022. وأعلنت الحكومة الأوكرانية في إبريل/ نيسان الماضي عن تلقيها دعماً مالياً بقيمة 3.5 مليارات يورو (3.8 مليارات دولار)، من التكتل. وتعد هذه الأموال جزءاً من برنامج "تسهيل أوكرانيا" التابع للاتحاد الأوروبي، والذي سوف يقدم دعماً بقيمة 50 مليار يورو حتى عام 2027.

ميدانياً، شنّت روسيا، فجر الأحد، أكبر هجوم جوي لها على أوكرانيا منذ بداية الحرب، ما أدى إلى مقتل شخص واحد على الأقل. وقالت سلطات محلية في أوكرانيا، الأحد، إنّ روسيا استخدمت المئات من الطائرات المُسيّرة وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية في هجوم على غرب البلاد وجنوبها ووسطها خلال الليل، ما أدى إلى إصابة ستة أشخاص على الأقل وتدمير منازل وبنية تحتية.

(أسوشييتد برس، العربي الجديد)

المساهمون