وزير الخارجية المصري يطالب لندن بالإفراج عن أحمد عبد القادر

27 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 01:09 (توقيت القدس)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، أثينا 6 أغسطس 2025 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تم توقيف أحمد عبد القادر في لندن أثناء محاولته التصدي لمتظاهرين داعمين لغزة، مما دفع وزير الخارجية المصري للتواصل مع بريطانيا للإفراج عنه، مما يعكس ازدواجية في المعايير المصرية تجاه مواطنيها في الخارج.

- عبد القادر، المعروف بقربه من السفارة المصرية، كان يقود تجمعات لدعم النظام المصري، مما يفسر سرعة تحرك الخارجية المصرية. الصحافية بسمة مصطفى علّقت على توقيفه، مذكّرة باعتدائه عليها سابقاً.

- شمل الاتصال بين وزير الخارجية المصري والمسؤول البريطاني مناقشة العلاقات الثنائية، وتطورات الأوضاع في فلسطين، مع ترحيب مصر باعتزام بريطانيا الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

لم يكد يمر يوم على توقيف المواطن المصري أحمد عبد القادر، رئيس اتحاد شباب المصريين في الخارج، في لندن مساء 25 أغسطس/ آب، حتى سارع وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، بدر عبد العاطي، إلى إجراء اتصال هاتفي مع مستشار الأمن القومي البريطاني جوناثان باول، مطالباً بكشف ملابسات القبض على عبد القادر، الذي اعتُقل أثناء محاولته التصدي لمتظاهرين داعمين لغزة أمام مقر السفارة المصرية.

مصادر دبلوماسية ربطت هذه الخطوة بتحركات الوزير الأخيرة لحماية الدائرة الموالية له في الخارج، خصوصاً بعد التسريب الشهير الذي انتشر قبل أسابيع، والذي ظهر فيه عبد العاطي وهو يوجه السفراء المصريين بالتعامل "بقوة" مع النشطاء المعارضين حول السفارات المصرية في أوروبا والولايات المتحدة، حتى وصل الأمر إلى التلويح باحتجازهم داخل المقار الدبلوماسية. ورأت هذه المصادر أن تدخل الوزير السريع هذه المرة يعكس إدراكه لخطورة الموقف إذا تُرك أحد داعميه عرضة للتحقيق البريطاني.

وخلال الاتصال مع باول، شدد عبد العاطي على ضرورة الإسراع في توضيح أسباب توقيف عبد القادر والإفراج عنه، مكلفاً السفارة المصرية في لندن بتقديم كافة الخدمات القنصلية ومتابعة التحقيقات. وهو ما يعكس، بحسب مراقبين، ازدواجية في المعايير، إذ لم تُبد القاهرة الحماسة ذاتها في حالات أخرى لمصريين موقوفين أو محتجزين في الخارج، بينما أبدت أقصى درجات الاستنفار حين تعلق الأمر بشخصية قريبة من السلطة، وطالما عُرفت بدفاعها عن النظام في المحافل الأوروبية.

وعلّقت الجالية المصرية في لندن على الواقعة بوضوح، إذ وصف عدد من أعضائها أحمد عبد القادر بأنه "الوجه المقرّب من السفارة"، مؤكدين أنه كان يقود تجمعات لدعم النظام المصري في فعاليات أوروبية، كما اعتاد تنظيم وقفات مضادة للمعارضين أمام مقار السفارات. وأشار بعض أفراد الجالية إلى أن حضوره كان دائماً مرتبطاً بالفعاليات الرسمية، الأمر الذي يعزز صورة "المدافع عن النظام"، وهو ما يفسر سرعة تحرك الخارجية لإنقاذه.

في سياق متصل، علّقت الصحافية المصرية المقيمة في المنفى بسمة مصطفى على واقعة توقيف أحمد عبد القادر، مذكّرة بأنه الشخص نفسه الذي سبق أن اعتدى عليها بالضرب أمام مبنى الحكومة الألمانية في برلين خلال زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في يوليو/ تموز 2022، بسبب هتافها ضده. وأوضحت أنها تقدمت منذ ذلك الحين بشكاوى قانونية ضده وضد شركائه في ألمانيا وبريطانيا وهولندا، متهمة إياهم بالاعتداء المباشر والتحريض والتهديدات المستمرة، وأن اسمه ورد في شكوى رسمية رفعها عدد من المقررين الخاصين بالأمم المتحدة بشأن ما تعرضت له من قمع عابر للحدود. وأضافت أنها تشعر بـ"الارتياح" لرؤيته يُقبض عليه في لندن، متمنية أن تكون هذه اللحظة بداية لمحاسبته.

ولم يقتصر الاتصال بين وزير الخارجية المصري والمسؤول البريطاني على قضية المواطن الموقوف، بل تناول أيضاً العلاقات الثنائية بين مصر وبريطانيا، والاتجاه نحو الارتقاء بها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية. كما بحث الجانبان، بحسب بيان للخارجية، تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، حيث كرر عبد العاطي إدانة بلاده لـ"الانتهاكات الإسرائيلية السافرة" في قطاع غزة والضفة الغربية، محذراً من بلوغ الوضع الإنساني في غزة مرحلة "المجاعة" بفعل استمرار عرقلة دخول المساعدات.

وفي المقابل، رحب الوزير باعتزام بريطانيا وعدد من الدول الغربية الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967 خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقبلة، معتبراً أن هذا المسار هو الضمانة الوحيدة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. 

دلالات
المساهمون