استمع إلى الملخص
- تؤكد مصر رفضها القاطع لأي خطط تهدف إلى تهجير الفلسطينيين، مشددة على ضرورة إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967.
- تحمل زيارة الوزير رسائل حاسمة للإدارة الأميركية، مفادها أن مصر لن تشارك في أي مخططات لتصفية القضية الفلسطينية، مع التركيز على وقف الحرب ومنع التصعيد في المنطقة.
توجه وزير الخارجية والهجرة المصري، بدر عبد العاطي، اليوم الأحد، إلى العاصمة الأميركية واشنطن في زيارة رسمية، من المقرر أن يلتقي خلالها بعدد من كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية الجديدة وأعضاء الكونغرس. وبحسب بيان للخارجية المصرية، تهدف الزيارة إلى تعزيز العلاقات الثنائية والشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، إلى جانب التشاور بشأن التطورات الإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وفي ظل تزايد الجدل حول التصريحات المتكررة للرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، تأتي زيارة وزير الخارجية المصري إلى واشنطن في توقيت حساس يحمل رسائل حول موقف القاهرة من القضية الفلسطينية، إذ إن الزيارة تكتسب أهمية استثنائية في ظل تصاعد الضغوط الأميركية لفرض حل يعتمد على إعادة تشكيل الجغرافيا السياسية للمنطقة، وهو ما أعلنت القاهرة رفضه بشكل قاطع.
جاءت تصريحات الرئيس الأميركي الأخيرة حول "ضرورة إيجاد بديل للفلسطينيين خارج غزة" لتؤكد المخاوف المتصاعدة من وجود خطة أميركية غير معلنة لإعادة رسم خريطة الصراع عبر إجبار الفلسطينيين على النزوح. لكن مصر، التي لطالما أكدت التزامها بحقوق الشعب الفلسطيني، أعلنت رفضها القاطع لأي سيناريو ينطوي على تهجير قسري.
وتؤكد القاهرة أن الحل الوحيد القابل للتطبيق هو إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وفقاً للقرارات الدولية. كما شدد الرئيس عبد الفتاح السيسي في أكثر من مناسبة على أن مصر لن تسمح بأي إجراءات تهدد أمنها القومي أو تمس بالهوية الفلسطينية.
وبحسب مصادر دبلوماسية مصرية، فإن زيارة عبد العاطي ستحمل رسائل حاسمة إلى الإدارة الأميركية، مفادها أن مصر لن تكون جزءاً من أي مخططات تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية عبر التهجير. ومن المتوقع أن تشهد اللقاءات مناقشات ساخنة حول مستقبل القطاع، خاصة أن مصر لعبت دوراً رئيسياً في التهدئة وفي توفير المساعدات الإنسانية للفلسطينيين.
كما ستركز المباحثات على ضرورة وقف الحرب المستمرة، ومنع أي تصعيد إضافي قد يؤدي إلى تفجير الأوضاع في المنطقة، فالقاهرة تدرك جيداً أن أي تغيير ديمغرافي في غزة لن يكون مجرد أزمة إنسانية، بل سيكون مقدمة لعدم استقرار إقليمي طويل الأمد.