وزير الخارجية القطري: لا رابح من الأزمة الخليجية والتطبيع يقوض الحل

وزير الخارجية القطري: لا رابح من الأزمة الخليجية والتطبيع يقوض حل الدولتين

16 نوفمبر 2020
قطر ترحّب بالحوار القائم على الاحترام(العربي الجديد)
+ الخط -

قال وزير الخارجية القطري  محمد بن عبد الرحمن إنه ليس هناك رابح من الأزمة الخليجية، وإن النتيجة هي مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة، مجدداً التأكيد على رغبة بلاده في إيجاد حلول لاستقرار مجلس التعاون الخليجي، وأن لديها كل النوايا الحسنة للمشاركة بشكل بناء والتوصل إلى حل عادل لجميع الدول الأعضاء.
وشدد محمد بن عبد الرحمن، خلال حديثه على هامش منتدى الأمن العالمي الذي تُنظمه قطر جزئياً، اليوم الاثنين، على أن الدوحة لم تقم بـ"أي أعمال عدائية ضد دول الحصار"، مشدداً على أن "كل المزاعم والادعاءات التي وجهت إلى قطر وكانت سبباً في فرض الحصار مغلوطة وزائفة". وكشف أن قطر قد تلعب أي دور يصب في إطار الدبلوماسية وهي تسعى جاهدة لتفادي أي تصعيد في المنطقة.


وأضاف وزير الخارجية القطري، خلال اللقاء الذي حمل عنوان "رؤية من الشرق الأوسط"، أن بلاده تثمن جهود أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ومواصلة الأمير نواف الأحمد الجابر الصباح لمساعي حل الخلاف الخليجي.


وعرج الوزير في كلمته التي تلتها أسئلة طرحت عليه في افتتاح المنتدى، على دور الدوحة الإقليمي، وقال "إن واشنطن تعمل معنا عن كثب للتوصل إلى حل في أفغانستان ونأمل رؤية تقدم قبل نهاية العام".
وأشار وزير الخارجية القطري إلى أن هناك زخما كبيرا من جانب الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإدارته "ونحن منفتحون للحوار منذ البداية".

حل الأزمة الخليجية

من  جهته، قال مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين إن الإدارة الأميركية تريد حلاً للأزمة الخليجية خلال السبعين يوماً المقبلة إذا كانت ستغادر الحكم.
وأضاف "نرغب في تسوية النزاع الخليجي ورؤية حل لمشكلة الطيران، كما نرغب في أن يتمكن الطيران القطري من التحليق فوق أجواء السعودية والبحرين".
وأكد أنّ "وحدة الخليج تصب في مصلحتنا، ووجود علاقات ودية بين دول مجلس التعاون الخليجي من مصلحتنا".


الحلول الدبلوماسية مع إيران
إلى ذلك، قال محمد بن عبد الرحمن "نقدر فتح إيران أجواءها أمامنا في ظل الحصار المفروض علينا"، مؤكداً سعي قطر إلى إقامة "حوار بناء وعادل مع جميع الأطراف، ومنها إيران والولايات المتحدة الأميركية، لضمان السلم بمنطقة الخليج والحيلولة دون أي مخاطر".
وأكد وزير خارجية قطر أن المنطقة ليست في حاجة إلى سباق تسلح جديد "وعلينا أن نستثمر أكثر في الحلول الدبلوماسية مع إيران".
وتابع: "نحتاج إلى الحكمة في الحوار مع إيران، ولا يمكن أن يكون حوار بناء دون وحدة مجلس التعاون الخليجي".
مجلس شورى
من ناحية أخرى، قال بن عبد الرحمن إن قطر مُستعدة لاقتراح خطوات ديمقراطية إضافية إلى جانب انتخابات مجلس الشورى إذا رأت أن هناك حاجة لذلك مستقبلاً، حسب قوله.
جبهة عربية موحدة
وحول القضية الفلسطينية، قال الوزير القطري إن الدول العربية التي تقيم علاقات مع إسرائيل تقوض الجهود الرامية لإقامة دولة فلسطينية، لكن من حقها السيادي أن تفعل ذلك.
وخلال الأشهر القليلة الماضية، أشهرت ثلاث دول عربية، هي الإمارات والبحرين والسودان، علاقاتها مع إسرائيل، ووقعت معها اتفاقات تطبيع توسطت فيها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
واتهم القادة الفلسطينيون هذه الدول بالخيانة، في حين قال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون إن دولاً عربية أخرى قد تسير في موكب التطبيع قريباً.
وقال الوزير القطري إنه يعتقد أن من الأفضل تشكيل جبهة عربية موحدة لوضع مصالح الفلسطينيين أولاً لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف أن الانقسام ليس في مصلحة الجهود العربية المتضافرة لحمل الإسرائيليين على التفاوض مع الفلسطينيين وحل الصراع المستمر منذ عقود بين الطرفين.
منتدى الأمن العالمي
وانطلقت فعاليات منتدى الأمن العالمي لعام 2020 التي تعقد هذه السنة عبر تقنية الاتصال المرئي، وكانت قد عقدت السنة الماضية في الدوحة، وتستمر حتى 19 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
ويناقش المنتدى هذا العام التحديات الأمنية العالمية التي فرضتها الحقائق الجيوسياسية المعقدة التي تفاقمت بسبب جائحة فيروس كورونا في ظل عالم جديد مضطرب، كما يناقش مشاكل المعلومات المضللة والتطرف وقضايا الحوكمة.
ويشارك في المنتدى عدد من الشخصيات العالمية في المجالات السياسية والدبلوماسية والأمنية والاقتصادية وغيرها، وسيجمع هذا الحدث العالمي الرفيع المستوى والمتعدد التخصصات رؤى أبرز الخبراء والمسؤولين وصناع السياسات والقرارات من جميع أنحاء العالم، وذلك لمناقشة تطور التوجهات الجيوسياسية والتحديات الأمنية العالمية واستكشاف الحلول الممكنة للمشاكل التي تواجه النظام العالمي.
وتأسس منتدى الأمن العالمي في عام 2018، وهو تجمع دولي سنوي يجمع بين شبكة متعددة التخصصات من الخبراء وصانعي السياسات من الحكومة والأمن والأوساط الأكاديمية ووسائل الإعلام والمنظمات الدولية والقطاع الإنساني والقطاع الخاص وغيرها، ويلتقون لمناقشة الموضوعات والقضايا الملحة التي يشهدها العالم.
ويوفر هذا الحدث العالمي منصة فريدة لأصحاب المصلحة الدوليين للاجتماع وتقديم الحلول التي تعالج التحديات الأمنية الرائدة للمجتمع الدولي.


 

المساهمون