وزير الخارجية الفرنسي حول إلغاء صفقة الغواصات: "كذب" و"أزمة خطيرة"

وزير الخارجية الفرنسي حول إلغاء صفقة الغواصات: "كذب" و"أزمة خطيرة"

18 سبتمبر 2021
لم يعر لودريان أهمية لإمكان استدعاء السفير في لندن (محمد الشاهد/فرانس برس)
+ الخط -

تطرق وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان يوم السبت، إلى ما اعتبرها "أزمة خطيرة" تمثلت في إلغاء كانبيرا عقداً ضخماً مع باريس لتسلم غواصات منها، مندداً بـ"كذب وازدواجية وتقويض كبير للثقة"، و"ازدراء" من جانب حلفاء فرنسا، يأتي ذلك فيما قلل مسؤول في حلف شمال الأطلسي (ناتو) من خطورة الخلاف بين فرنسا والولايات المتحدة وأستراليا بشأن صفقة الغواصات.

وبرر لودريان، عبر قناة "فرانس 2" استدعاء سفيري فرنسا في كانبيرا وواشنطن، عازياً ذلك إلى "وجود أزمة خطيرة بيننا"، في حين لم يعر أهمية لإمكان استدعاء السفير في لندن قائلاً "نعلم انتهازيتهم الدائمة" بعد بضعة أشهر من "بريكست".

ورأى أيضاً أنّ "ما جرى" سيؤثر على تحديد المفهوم الاستراتيجي الجديد لحلف شمال الأطلسي، ولكن من دون أن يشير إلى إمكان الخروج من الحلف.

من جانبه، قلل مسؤول في حلف شمال الأطلسي (ناتو) من خطورة الخلاف بين فرنسا والولايات المتحدة وأستراليا بشأن صفقة الغواصات، مستبعداً أن يكون له تأثير على "التعاون العسكري" داخل الحلف.

لودريان: "ما جرى" سيؤثر على تحديد المفهوم الاستراتيجي الجديد لحلف شمال الأطلسي

وقال الأدميرال روب باور رئيس اللجنة العسكرية لـ"الناتو"، للصحافيين في أثينا: "قد تكون هناك تداعيات أو عواقب نتيجة لهذا الاتفاق، لكنني لا أتوقع في الوقت الحالي أنه سيكون له تأثير على التماسك داخل الناتو".

وأضاف: "بادئ ذي بدء، بحسب علمي، أستراليا شريك ولكنها ليست جزءاً من منظمة حلف شمال الأطلسي. هناك العديد من الاتفاقيات بين الدول يمكن أن يكون لها تأثير على الناتو من الناحية السياسية".

وتابع باور، عقب مؤتمر للقادة العسكريين في حلف شمال الأطلسي: "لكن في الوقت الحالي لا أرى أنه سيكون لذلك تأثير على التعاون العسكري داخل الناتو".

وصعّدت فرنسا ردّها على إنشاء الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا تحالف "أوكوس" الأمني الذي يعتبر على نطاق واسع أنّ هدفه مواجهة صعود الصين، وهو الأمر الذي أثار غضب فرنسا التي فقدت عقدها المبرم مع أستراليا عام 2016 وتناهز قيمته 50 مليار دولار أسترالي (36,5 مليار دولار، 31 مليار يورو).

ونتيجة لذلك، استدعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سفيري بلاده لدى الولايات المتحدة وأستراليا، الجمعة.

وأعرب مسؤول في البيت الأبيض عن "أسفه" لاستدعاء السفير الفرنسي لكنه قال: "سنواصل العمل في الأيام المقبلة لحل خلافاتنا كما فعلنا في محطات أخرى على مدى تحالفنا الطويل". من جهتها قالت أستراليا، اليوم السبت، إنها تأسف لقرار فرنسا استدعاء سفيرها في كانبيرا، لكنها أضافت أنها تثمن علاقتها مع فرنسا وستستمر في التواصل مع باريس بشأن قضايا كثيرة أخرى. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية في بيان: "نلاحظ مع الأسف قرار فرنسا باستدعاء سفيرها لدى أستراليا. أستراليا تثمن علاقتها مع فرنسا.. ونتطلع إلى التواصل مع فرنسا مرة أخرى بشأن العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، على أساس القيم المشتركة."

وتأتي خطوة استدعاء السفيرين الفرنسيين في الولايات المتحدة وأستراليا، للتأكيد على موقف فرنسا الرافض لطريقة الولايات المتحدة في مواجهة الطموحات العسكرية للصين، إذ تطرح باريس استراتيجية لمواجهة طموحات الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ أقل تصادمية من تلك التي نجحت واشنطن في تحقيق جزئها الأكبر حتى الآن من خلال تحالف "أوكوس"، وهو ما يوصف في الأروقة الدبلوماسية من قبل واشنطن، بسخرية ربما، بـ"الطريق الثالث"، ضاربة بعرض الحائط الرفض الأوروبي لأن تكون دول القارة أسيرة للتنافس بين بكين وواشنطن.

(العربي الجديد، فرانس برس)