عقد وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، خلال زيارته اليوم السبت إلى طهران، سلسلة لقاءات استهلّها باجتماع مع أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، أعقبها لقاء آخر منفصل مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، وسط معلومات قدمها مسؤول عراقي لـ"العربي الجديد"، بأن حسين يسعى أيضا إلى عقد لقاء مع مسؤولين في "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني.
وتعتبر زيارة وزير الخارجية العراقي لإيران الثانية من نوعها خلال هذا الشهر، إذ سبق له إجراء محادثات مع مسؤولين إيرانيين، بداية فبراير/شباط الجاري، من بينهم الرئيس حسن روحاني.
وأبلغ مسؤول عراقي في بغداد، "العربي الجديد"، بأن زيارة حسين إلى طهران تتعلق بملف التصعيد الحالي من قبل الفصائل المسلحة، عقب الهجوم الصاروخي على قاعدة حرير، التي تتواجد فيها القوات الأميركية في أربيل، وما أعقبتها من هجمات طاولت السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء ببغداد، وكذلك الهجوم الصاروخي على قاعدة بلد في محافظة صلاح الدين.
وأوضح المسؤول، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أن الوزير العراقي "يسعى إلى منع أي تداعيات أخرى بعد الضربة الأميركية في البوكمال السورية والتي أسفرت عن مقتل وإصابة أعضاء في جماعة كتائب حزب الله العراقية، وذلك بعد حراك ونشاط مسلح لعدد من الفصائل عقب الهجوم وتلويح قسم منها بالرد على الضربة".
ولفت إلى أن الوزير سيطلب من الإيرانيين مساعدة العراق في تعزيز الاستقرار الأمني، "لوجود تحذيرات أميركية مسبقة بأنها سترد أيضا على أي هجوم آخر يستهدف المصالح الأميركية"، واصفا الزيارة بأنها "غير مضمونة النتائج".
وتأتي الزيارة بعد يوم واحد من تصريحات غير مسبوقة لوزير الخارجية العراقي، وصف خلالها مطلقي الصواريخ بـ "الإرهابيين الذين يعملون ضد الحكومة والشعب العراقي".
وقال حسين، في مقابلة مع محطة تلفزيون محلية عراقية، إن "العراق دولة ديمقراطية لا توجد فيها مقاومة". وتساءل "المقاومة في العراق ضد من؟"، موضحا أن الذي يريد إخراج القوات الأجنبية عليه الذهاب إلى البرلمان وطرح رأيه هناك.
وهو ما أثار جملة من الردود الرافضة من قبل جهات سياسية ومسلحة حليفة لإيران، اعتبرت التصريحات "نفاقا" للأميركيين، وأخرى وصفتها بـ"المخزية"، في وقت طالبت فصائل مسلحة باستدعاء الوزير إلى البرلمان ومساءلته.
في السياق ذاته، قال السياسي العراقي المستقل ناجح الميزان، إن توجه حسين إلى طهران طلبا للتهدئة يؤكد مدى الهيمنة الإيرانية على المشهد العراقي.
وأضاف الميزان، في حديث لـ"العربي الجديد"، "على الحكومة العراقية ملاحقة المليشيات المتورطة في عمليات القصف الصاروخية، بدلا من الطلب من طهران التوسط لدى عملائها بوقف الهجمات، فهذا الأمر يضعف الدولة العراقية، وهي في الوقت نفسه دعوة رسمية إلى طهران للتدخل في الشأن العراقي بشكل أكبر، فهذا التدخل يكون بطلب حكومي".
في المقابل، اعتبر كاظم الفرطوسي، المتحدث باسم "كتائب سيد الشهداء"، أبرز الفصائل العراقية المسلحة المرتبطة بإيران، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، الحديث عن مهمة الوزير العراقي في طهران من أجل وقف أي تصعيد من الفصائل تجاه الأميركيين بأنه "غباء وتخبط حكومي، لأن إيران لا علاقة لها بالهجمات"، وفقا لقوله.
وأضاف أن "العمليات العسكرية ضد الأهداف والمصالح الأميركية، هي بسبب وجودهم في العراق، والحكومة قادرة على إنهاء هذه العمليات بإخراج هذه القوات، بدلا من ذهاب وزير الخارجية إلى إيران".
وأضاف الفرطوسي أنه "على الحكومة العراقية الحوار والتفاوض هي بشكل مباشر مع كافة الأطراف العراقية، بما فيها فصائل المقاومة، بدلا من مضيعة الوقت من خلال زيارات خارجية لإيران وغيرها، لا تؤثر على الفصائل وعملياتها العسكرية ضد القوات المحتلة الأميركية"، بحسب قوله.