وزير الخارجية السورية يزور تركيا الأربعاء: أولويات الأمن وإعادة الإعمار

14 يناير 2025
أسعد الشيباني خلال مؤتمر صحافي في دمشق، 30 ديسمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- زيارة وزير الخارجية السوري إلى تركيا: تأتي زيارة أسعد حسن الشيباني إلى تركيا كجزء من جولة إقليمية لتعزيز العلاقات مع الدول الداعمة للإدارة السورية الجديدة بعد إسقاط نظام بشار الأسد، وتعتبر تركيا من أبرز هذه الدول.

- الدعم التركي للإدارة السورية الجديدة: أظهرت تركيا دعماً قوياً للإدارة السورية الجديدة من خلال الاعتراف الدبلوماسي وافتتاح السفارة في دمشق، مما يعكس التزامها بتعزيز العلاقات الثنائية والمساهمة في إعادة إعمار سوريا.

- أهداف الزيارة والتعاون المستقبلي: تهدف الزيارة إلى مناقشة دور تركيا في الاستقرار وإعادة الإعمار، مع التركيز على الأمن ودمج الفصائل المسلحة، وتأمل تركيا في أن تسهم الجهود في عودة اللاجئين وتحقيق الانتقال السياسي.

قال وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني، اليوم الثلاثاء، إنه سيزور تركيا غداً الأربعاء، في أول زيارة له بعد إسقاط نظام بشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول الماضي. وكتب الشيباني في حسابه على منصة "إكس": "سنمثل سورية الجديدة غداً في أول زيارة رسمية إلى الجمهورية التركية، التي لم تتخل عن الشعب السوري منذ 14 عاماً". وتأتي الزيارة بعد جولة للشيباني إلى دول المنطقة العربية، حيث زار السعودية والإمارات وقطر والأردن ودولاً أخرى، في وقت كان فيه المسؤولون الأتراك في مقدمة الزائرين للإدارة السورية الجديدة.

وكان رئيس المخابرات التركية إبراهيم كالن أول الزائرين لدمشق في 12 ديسمبر بعد إسقاط نظام الأسد بأربعة أيام ولقاء قائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع، فيما كان وزير الخارجية هاكان فيدان أيضاً في 22 من الشهر نفسه في مقدمة الدبلوماسيين الذي التقوا الشرع في دمشق، ووجهوا رسائل دعم قوية.

وذكرت قناة "إي نيوز" المقربة من الحكومة أن وفد الإدارة الجديدة يضم وزير الدفاع مرهف أبو قصرة، ورئيس جهاز الاستخبارات العامة أنس خطاب، ومن المنتظر أن يلتقي الوفد مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظرائهم الأتراك. وكشفت القناة عن أن الأجندة الأساسية للزيارة تتمثل في دور تركيا مستقبلاً بعد تحقيق الاستقرار في سورية وإعادة الإعمار والاستفادة من الخبرات التركية ووضع خريطة طريق مع تركيا بهذا الصدد.

الدعم التركي للإدارة الجديدة ليس حديثاً، حيث قادت أنقرة حملة قوية دبلوماسياً لضمان حصول الاعتراف بالإدارة الجديدة، وكانت التوقعات تشير إلى أن الزيارة الخارجية الأولى لمسؤولي الإدارة الجديدة ستكون لتركيا، لكن الشيباني فضل أن يزور السعودية أولاً مع بداية العام الجديد. ولا شك في أن هذه الزيارة تعد هامة للطرفين، حيث إن تركيا، وعلى لسان أردوغان، قدمت دعمها الكبير للإدارة الجديدة، فيما تتقاطر الوفود الرسمية التركية إلى دمشق من مختلف الوزارات والمؤسسات الرسمية، كما صدرت تصريحات من المسؤولين تولي اهتماماً كبيراً بملف إعادة إعمار سورية.

وكانت تركيا سباقة إلى افتتاح سفارتها في دمشق وكلفت برهان كورأوغلو قائماً بالأعمال وهو سفير في موريتانيا، وبدأ بالفعل بممارسة أعماله، وتجري الاستعدادات لافتتاح القنصلية التركية في حلب، وكلها مؤشرات على دعم قوي للإدارة الجديدة. وبناء على هذا الاهتمام، تظهر أهداف كل طرف من هذه الزيارة، ولا سيما على مستوى تعزيز الأمن وبدء مرحلة إعادة الإعمار، فالإدارة الجديدة ترغب في مزيد من الاعتراف بها، والدعم في مسألة فرض الأمن على كامل تراب سورية، ودمج الفصائل المسلحة بالجيش الجديد، وتظهر منطقة شرق الفرات موضوعاً ذا أهمية كبيرة بين الطرفين، في ظل حديث وزير الخارجية التركي هاكان فيدان عن مطالبها التي قدمت للإدارة الجديدة بخصوص الحوار مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد).

بالتوازي مع هذه المطالب، يطغى ملف التنمية وإعادة الإعمار، ولا سيما أن تركيا لديها خبرات كبيرة ومعرفة واسعة في تأهيل المطارات والطرق والمواصلات والبنية التحتية الخدمية وإعادة بناء الأحياء والمنازل المدمرة، تمهيداً للملف الأهم، وهو عودة اللاجئين السوريين إلى قراهم ومدنهم وبلداتهم، إضافة إلى ملف التمويل والنفط والمحروقات.

وتأمل تركيا أن تستمر مرحلة التطبيع في البلاد مع رسائل الإدارة الجديدة في ما يخص الانتقال السياسي ومحاورة جميع الأطراف السورية، وتحقيق الأمن في البلاد، وفي مقدمتها التوصل إلى تفاهمات مع "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) شرق البلاد، لتعود عائدات النفط إلى دمشق وتنطلق عجلة إعادة الإعمار، حيث تنتظر الشركات التركية الحكومية والخاصة أن تأخذ دورها في هذه المرحلة مع رفع كامل العقوبات عن سورية. كما تعتبر تركيا عودة اللاجئين السوريين مسألة هامة جداً عبر إعادة الإعمار وإعداد البنية التحتية، خاصة المدارس وفرص العمل من أجل تشجيع السوريين على العودة الطوعية، ولذلك أطلقت برامج زيارات محددة لتشجيع كل ذلك.

وعن أهداف الأطراف السورية والتركية من هذه الزيارة، قال الكاتب والمحلل السياسي فراس رضون أوغلو لـ"العربي الجديد": "هذه الزيارة تأتي في سياقات عدة؛ وهي استمرار للعمل الدبلوماسي للإدارة السياسية في سورية الجديدة الآن، وتوثيق علاقتها الخارجية مع الدول المحيطة بها، ذات الثقل الحيوي، والمحيط الفاعل كالمملكة العربية السعودية والإمارات وقطر وتركيا والأردن طبعاً بكل تأكيد، وهذه الدول واضح أنها في حالة دعم تحديداً للحالة السورية الجديدة والإدارة السياسية الجديدة".

وأضاف رضون أوغلو: "تركيا تصر على الدعم السياسي للإدارة السياسية الجديدة في سورية، وهذا واضح من خطابات الرئيس أردوغان وهاكان فيدان وغيره، بمعنى الرئاسة والخارجية في تركيا يقومان بدعم كبير للإدارة، إضافة للنقطة الثالثة، وهي أن سورية بحاجة الى كل الدعم الآن، الدعم السياسي والدعم العسكري والدعم المالي بشكل كبير لإعادة الإعمار". وأكد: "سورية الآن تحتاج على الأقل إلى عدة سنوات لإعادة إعمارها قبل أن نتكلم عن الأمور السياسية". وأوضح: "من السذاجة الآن أن نتكلم عن الانتخابات وما هو الحال السياسي في سورية، وأنت لا يوجد لديك إحصاء لعدد الناس، لا يوجد لديك إحصاء لمن قتلوا ومن بقوا، لا يوجد لديك إحصاء للناس أين تسكن وعناوينهم، يعني الإحصاء يرتبط بالعناوين ليرتبط بالانتخابات". وختم بالقول: "فإذاً تحتاج سورية إلى الإعمار أولاً، بعد ذلك الأمور السياسية الداخلية، طبعاً الإعمار والأمن".