استمع إلى الملخص
- تراهن باكستان على دور الإمارات في حل أزمة ديونها وإقناع طالبان الأفغانية بالتعاون ضد "طالبان باكستان"، رغم رفض الأخيرة التدخل في الشؤون الداخلية.
- بعد فشل الوساطة الإماراتية، تتجه إسلام أباد نحو بكين، بينما تدرس تغيير سياساتها تجاه طالبان الأفغانية، مع التركيز على منع الهجمات داخل باكستان.
وصل وزير الخارجية الإماراتي ونائب رئيس الوزراء عبد الله بن زايد آل نهيان، اليوم الاثنين، في زيارة رسمية إلى العاصمة الباكستانية إسلام أباد تستغرق يومين. وقالت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان إن الزيارة ستتضمن التباحث بشأن عدد من الملفات المهمة بين البلدين، مشيرة إلى أن العلاقات الباكستانية الإماراتية "متجذرة وعميقة"، وأن الزيارة تعكس طبيعة العلاقات الودية والأخوية بين الدولتين.
ولم تُكشف تفاصيل أجندة الزيارة، لكن بات من المعروف أن باكستان تراهن على الدور الإماراتي في عدد من القضايا، لا سيما في ما يتعلق بالديون المتراكمة عليها، إذ تأمل إسلام أباد أن تساعدها أبوظبي في تجاوز الأزمة المالية. وتعوّل الحكومة الباكستانية كذلك على الإمارات لإقناع حركة طالبان الأفغانية بالتعاون في مواجهة حركة "طالبان باكستان"، التي تنفذ هجمات داخل الأراضي الباكستانية، لكن طالبان الأفغانية رفضت مراراً ذلك، مؤكدة أن "طالبان باكستان" شأن داخلي لا علاقة لكابول به.
وعلم "العربي الجديد" من مصادر خاصة في حكومة طالبان أن الإمارات حاولت التوسط ثلاث مرات بين مسؤولي طالبان، من بينهم وزير الداخلية سراج الدين حقاني ورئيس الاستخبارات عبد الحق وثيق، وبين الاستخبارات الباكستانية، دون أن تحقق وساطتها نتائج ملموسة. وبعد فشل هذه المساعي، بدأت إسلام أباد التعويل على بكين للعب دور مشابه، غير أن تلك الجهود لم تؤتِ ثمارها حتى الآن.
كما علم "العربي الجديد" أن زيارة وزير الخارجية الباكستاني محمد إسحاق دار إلى كابول، أمس الأحد، لم تحقق النتائج المرجوة، خاصة مع رفض الحكومة الأفغانية عقد لقاءات بين الوفد الباكستاني وعدد من القياديين الأمنيين، وعلى رأسهم وزير الدفاع الملا محمد يعقوب ووزير الداخلية المولوي سراج الدين حقاني، رغم أن الأخير كان موجوداً في كابول وألقى خطاباً في مقر وزارته في اليوم نفسه.
في ضوء هذه التطورات، باتت إسلام أباد تدرس إمكانية تغيير سياساتها تجاه حكومة طالبان، رغم استمرار الخلافات حول "طالبان باكستان". وكشفت مصادر في حكومة طالبان لـ"العربي الجديد" أن الوفد الباكستاني أبدى خلال زيارته الأخيرة تحوّلاً ملحوظاً في الموقف، إذ لم يعد يطالب كابول باعتقال أو القضاء على قيادات "طالبان باكستان"، بل يطالب فقط بمنعهم من تنفيذ هجمات داخل الأراضي الباكستانية. وفي المقابل، أكدت كابول أنها تتعاون مع إسلام أباد، لكنها نفت وجود قيادات "طالبان باكستان" على أراضيها.