وزير الأمن الإسرائيلي السابق يكشف تفاصيل حول الحرب واتخاذ القرارات

05 فبراير 2025
غالانت خلال زيارة قاعدة جوية في حيفا، 18 سبتمبر 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- انتقد يوآف غالانت حكومة نتنياهو لعدم بذل جهود كافية لاستعادة المحتجزين واستغلال الضغط الأميركي سياسيًا، وكشف عن إخفاقات أمنية مثل رفض هجوم استباقي ضد حزب الله.
- تحدث غالانت عن صفقة تبادل الأسرى مع حماس، مشيرًا إلى تأثير الضغوط السياسية والفشل الاستخباري في التحذير من عملية "طوفان الأقصى".
- دعا غالانت إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية لتحمل المسؤولية عن قرارات الحرب، مشيرًا إلى دوره في القرارات الهجومية واعتراضه على تقييم نتنياهو للوضع الأمني.

كشف وزير الأمن الإسرائيلي المُقال يوآف غالانت، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي بزعامة بنيامين نتنياهو، لم تفعل ما يكفي من أجل استعادة المحتجزين الإسرائيليين، وأن نتنياهو استدعى الضغط الأميركي لما يخدم مصالحه. وكان غالانت يشغل منصب وزير الأمن في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 يوم تنفيذ الفصائل الفلسطينية عملية "طوفان الأقصى"، وبقي لمدة 13 شهراً بعد ذلك، قبل أن يقيله نتنياهو من منصبه بسبب خلافات سياسية.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال بحق كل من رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وغالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة. ويقول يوآف غالانت في حديث لصحيفة يديعوت أحرونوت، نشرت مقتطفات منه اليوم الأربعاء، وستنشره كاملاً بعد غد الجمعة : "أعتقد أن حكومة إسرائيل لم تفعل كل ما بوسعها لاستعادة المختطفين".

ويكشف غالانت عن عشرات التفاصيل الجديدة حول سير الحرب والقرارات، بما في ذلك الليلة الواقعة بين 6 و7 أكتوبر، حيث لم يُوقَظ هو ونتنياهو من نومهما أثناء المشاورات الحثيثة في صفوف جيش الاحتلال، والاجتماع "المثير" في 11 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 الذي رُفِضت خلاله طلبات المؤسسة الأمنية بالشروع في هجوم استباقي واسع ضد حزب الله في لبنان، واغتيال حسن نصرالله، والضغط الأميركي خلال الحرب، وأمر الاعتقال الذي صدر ضده من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وقرارات رئيس حكومة الاحتلال خلال الحرب.

كما يتطرق غالانت إلى التحذيرات الشديدة التي أصدرتها وزارة الأمن خلال عمل الحكومة على تشريعات تقويض القضاء، ما قبل الحرب، واحتمال تدهور الوضع الأمني، والأحداث التي أدت إلى إقالته من قبل نتنياهو.

ويشير غالانت إلى أن الصفقة الحالية مع حركة حماس لتبادل الأسرى، كانت مطروحة على طاولة الحكومة منذ إبريل/ نيسان الماضي، ونضجت في الصيف السابق، وأنه كان من الممكن إطلاق سراح عدد أقل من الأسرى الفلسطينيين، وأكثر من المحتجزين الإسرائيليين الأحياء: "في الواقع، كان بإمكاننا الحصول على الصفقة نفسها مع عدد أكبر من المخطوفين، بتكلفة أقل، لأن 110 من المخربين (يقصد الأسرى) المحكومين بالسجن المؤبد لم يكونوا في المناقشات آنذاك. في الواقع، ما تراه اليوم وما كان في يوليو (تموز)، هو الشيء نفسه". وعند سؤاله عن السبب، قال غالانت في المقابلة: "سُموتريتش وبن غفير أعلنا ذلك بشكل واضح، لقد جرّوا الكابينت (المجلس الوزاري المصغّر للشؤون السياسية والأمنية) نحوهم".

وتخصص الصحيفة جزءاً كبيراً من المقابلة لمسألة الإخفاق في السابع من أكتوبر، منها الفشل الاستخباري في التحذير، والأسباب التي يعتقد غالانت أن القيادة العسكرية العليا لم توقظه بسببها في تلك الليلة بعد تشغيل شرائح هواتف على نطاق واسع في قطاع غزة، وإدارة المعركة في الساعات الأولى بعد غزو قوات حركة حماس لمنطقة غلاف غزة.

أما ما يخص عدم إيقاظه في تلك الليلة، فيقول غالانت إنه كان الموقف الأكثر إحباطاً في حياته لأنهم "منعوا مني نقطة التدخل الأخيرة... أنا معتاد على أن يوقظوني في الليل. لقد أيقظوني مرات عديدة. دائماً كنت آخذها على محمل الجد. دائماً أعطيت أوامر صارمة. أعلم بشكل مؤكد أن هناك شيئاً واحداً كنت سأفعله، من كل تجربتي في الحياة. كنت سأقول لهم "أنا أسمع تقييم الوضع وما تقومون به. دعونا نفترض أن تقييمكم للأوضاع هو مريح، ما هي التدابير العملية، وقرارات تفعيل القوات، التي تتخذونها لتأمين الوضع في حال كنتم مخطئين، وهناك شيء أكثر خطورة هنا؟".

العملية البرية ومهاجمة حزب الله

ويصف غالانت بالتفصيل القصة الكاملة حول رفض اقتراح الهجوم على حزب الله في 11 أكتوبر 2023، وما كانت الخطة العملياتية، بما في ذلك احتمال وجود ما بين 12 و15 ألف مقاتل من حزب الله، كانوا سيرتدون سترات قتالية مزودة بأجهزة اتصال مفخخة ويُقتلوا في الساعات الأولى. ومما يقوله في هذا الجانب: "أعتقد أن عدم التحرك في 11 أكتوبر هو أكبر إخفاق أمني في تاريخ دولة إسرائيل. ليس فقط في هذه الحرب".

ويقول غالانت إن نتنياهو هو من طلب الضغط الأميركي لإحباط قرار "الكابينت"، موضحاً: "منذ اليوم الأول، وخلال الأسابيع الأولى، وحتى نهاية الصفقة الأولى لتحرير المخطوفين، كان رئيس الوزراء يبث شعوراً بالتشاؤم لم أشاركه فيه. ما يخص العملية البرية في غزة كان (نتنياهو يقول) سيكون هناك آلاف القتلى. سيستخدمون المخطوفين دروعاً بشرية وسيضعونهم على الأسطح وأمام المنازل .. كما أشار (أي نتنياهو وفقاً لأقوال غالانت) أكثر من مرة من نافذة مكتبه في الكرياه، وقال: هل (ترون كل هذه المباني في تل أبيب؟ سيتم تدميرها، لن يبقى شيء، نتيجة لقدرات حزب الله الصاروخية. أي بعد أن نهاجم، بما لدينا، سوف يدمّرونها). اعترضت على ذلك، وقلت له إن هذا ليس هو الوضع. وطلبت منه عقد الكابينت في أسرع وقت ممكن".

في ما يتعلق بسؤال المسؤولية ومسألة إقامة لجنة تحقيق رسمية، وهو ما يرفضه نتنياهو، يجيب الوزير السابق بحزم: "تحدثت عن المسؤولية بالفعل في الأيام الأولى... لهذا السبب قلت لنقم بإنشاء لجنة تحقيق رسمية. هناك مسؤولية مباشرة على من يعود إليه القرار بهذا الأمر". ورفض غالانت الرد على سؤال عما إذا كان نتنياهو، كما زعم بعض المسؤولين الأمنيين، في صدمة عميقة في الشهر الأول من الحرب. ورد بغضب على الادعاءات بأن المؤسسة الأمنية وهو لم يكونا هجوميّين بما يكفي أثناء الحرب: "أنا الشخص الذي تحمل عبء الحرب والهجوم على كاهله. طوال هذه الحرب. كل القرارات الثقيلة المتعلقة بالهجمات، هي قراراتي. باستثناء واحدة لم يُوافق عليها، 11 أكتوبر. كل الباقي وصل إلى رئيس الوزراء أو الكابينت، بحسب الموضوع - وتمت الموافقة عليها. وكلها كانت مبادراتي، أشياء جاءت إما مني وإمّا من (مسؤولين) أقل مني (في المنصب)".