وزير الأمن الداخلي الأميركي: لا نرى نشاطاً متنامياً من الحركات الإرهابية في أفغانستان
أكد وزير الأمن الداخلي الأميركي أليخاندرو مايوركاس، في الجلسة الافتتاحية لمنتدى الأمن العالمي في الدوحة، اليوم الثلاثاء، وجود قلق أميركي من سيطرة طالبان على أفغانستان، مضيفاً "حتى الآن لا نرى نشاطاً متنامياً من الحركات الإرهابية في أفغانستان، بعد سيطرة طالبان على البلاد منذ أسابيع".
واستعرض الوزير الأميركي ضمن مشاركته في المنتدى التحديات الأمنية، لافتاً إلى أنّ مشهد التهديدات الإرهابية، التي تواجه بلاده، تطوّر على مدى الـ20 سنة الماضية ليصبح التهديد الداخلي أكثر إلحاحاً.
وحول التهديدات الإرهابية الداخلية التي تواجهها الولايات المتحدة، بعد اقتحام الكونغرس، مطلع العام الجاري، ردّ بالقول إنّ "التهديدات التي تشهدها بلادنا سببها الانقسام الداخلي، والخطاب الذي تعرضه وسائل التواصل الاجتماعي، عبر القنوات المشفّرة. فاقتحام مبنى الكونغرس يعدّ تمرداً وعملاً خطيراً، ولا ينبغي أن نسكت على ما يمثّله من تهديد لأمننا القومي. وردع مثل هذه السلوكيات يتطلب وقتاً طويلاً لمعرفة مدى نجاعة الإجراءات التي نقوم بها. فنحن نتابع تصرفات بعض الأشخاص والتنظيمات المتطرّفة بالولايات المتحدة وسنتصدى لأعمالها الخطيرة".
وأكّد الوزير الأميركي أنّ وزارة الأمن الداخلي تتابع الخطاب التحريضي والأخبار الملفّقة على وسائل التواصل الاجتماعي وتدفّق الأموال للتصدي للأيديولوجيات المتطرّفة.
بدوره، انتقد رئيس رواندا، بول كاغامبي، ما وصفه بـ"عدم العدل والمساواة في توزيع لقاحات كورونا، موضحاً أن ذلك أثّر على جهود التنمية". وأضاف أنّ "ذلك دفع بلاده للإتصال بالشركات المنتجة للقاحات، سعياً لتوفيرها لمواطنيها، حيث ستبدأ في إنتاج اللقاحات بدعم من شركة ماندرين".
وأشار كاغامبي إلى التحديات التي تواجه قارة أفريقيا، في معرض حديثه عن بناء الصمود وتعزيز التنمية هناك وأبرزها تحديات الحوكمة والأمن، لافتاً إلى أنه لا يمكن لدولة أن تنفرد وحدها بمعالجتها.
كما عرض كاغامبي تحدي الإرهاب في المنطقة، وقال "هناك أخطاء بالتعامل مع التحديات العابرة للحدود"، مؤكداً أنه لا "يمكن تحقيق الأمن والسلام من دون تحقيق الحكم الرشيد".
وأشار إلى أنّ بلاده استثمرت في مجالات الصحة والتعليم والخدمات، وهو ما وفّر بيئة جاذبة للاستثمار، موضحاً أنها وضعت رؤية على مدى 30 عاماً، لتصبح دولة متوسطة الدخل خلال الثلاثين عاماً المقبلة والتعامل مع التحديات مستقبلاً، والاستفادة من دروس الماضي، كحقبة الإبادة الجماعية.
وأضاف "علاقاتنا وثيقة مع دولة قطر، التي لديها الكثير مما تقدمه لهذه الشراكة، ونريد أن نكون منتجين لنكون شركاء في تحقيق الأمن والاستقرار والسلام".
ويناقش "منتدى الأمن العالمي 2021"، الذي ينظمه مركز صوفان بالتعاون مع أكاديمية قطر الدولية للدراسات الأمنية، في نسخته الرابعة، هذا العام، محور "التعاون أم المنافسة"؟ الديناميكيات المتغيرة للأمن العالمي"، بمشاركة شخصيات رسمية رفيعة المستوى من عدد من الدول. وستركّز النقاشات على حتميّة تحقيق التوازن بين التعاون والمنافسة في ضمان الأمن ومعالجة التحديات الحاسمة في الحوكمة. وعلى قائمة المتحدثين بالمنتدى من قطر، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومساعدة وزير الخارجية القطرية، لولوة الخاطر.
بدوره، لفت رئيس جامعة حمد بن خليفة، أحمد حسنة، في الجلسة الافتتاحية، إلى ضرورة التعاون لوضع إطار أخلاقي عالمي لحماية الخصوصية في عصر البيانات، وقال إنّ موضوع حماية الخصوصية بات يلقي بثقله على الأسرة الدولية، وهو يحتاج للتعاون الدولي.
ومن القضايا التي ستتناولها جلسات منتدى الأمن العالمي على مدى 3 أيام قضايا "بناء القدرة على الصمود وتأمين التنمية في أفريقيا، والتعاون الاستراتيجي في منطقة الخليج وما وراءها، وحماية أميركا من التهديدات الأمنية المتنوعة، وتأثير كوفيد-19 على الأمن والدبلوماسية. كما يبحث المنتدى جهود قطر السياسية والدبلوماسية في أفغانستان، وتطوّر المشهد الأمني العالمي، وجاهزية التعامل مع التهديدات الإرهابية العالمية الحالية، والانتقال من مكافحة الإرهاب إلى منافسة القوى العظمى: التحديات والفرص والأثر الاستراتيجي، كما تبحث جلسات المنتدى جهود قطر الإنسانية في أفغانستان، ومسارات الأزمة في أفغانستان، كما سيخصّص المنتدى جلسة تحت عنوان "التطلّع نحو كأس العالم 2022 في قطر" ضمن جلسات اليوم الثاني للمنتدى، ومستقبل مكافحة التطرّف العنيف.
كذلك يعقد المنتدى حواراً حول "المعلومات المضلّلة والمؤامرات ودور الإنترنت"، تقييم التهديدات والمخاطر عبر الإنترنت، فضلاً عن بحث قضايا الأمن والتنمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا، وتهديدات الإرهاب والردود على الإنترنت ودور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.