وزراء خارجية أوروبيون يدينون الهجوم الإسرائيلي الأخير على مدينة غزة
استمع إلى الملخص
- رحب وزير الخارجية الأردني بالبيان الأوروبي، مشدداً على ضرورة دعم المجتمع الدولي لوقف الإفلات من العقاب الإسرائيلي، محذراً من تهديد الصراع للأمن الإقليمي والعالمي.
- دعا الأمين العام للأمم المتحدة إسرائيل لوقف السيطرة على غزة، محذراً من كارثة إنسانية، ومطالباً بوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.
حثّ وزراء الخارجية الأوروبيون إسرائيل على "وقف العمليات العسكرية"
البيان لـآيسلندا وأيرلندا ولوكسمبورغ والنرويج وسلوفينيا وإسبانيا
غوتيريس: يواجه المدنيون في غزة تصعيداً مميتاً آخر
أدان وزراء خارجية آيسلندا وأيرلندا ولوكسمبورغ والنرويج وسلوفينيا وإسبانيا، اليوم الجمعة، بشدة الهجوم الإسرائيلي الأخير على مدينة غزة، شمالي القطاع الفلسطيني المحاصر. جاء ذلك في بيان مشترك، عقب إعلان الجيش الإسرائيلي بدء "هجوم شديد" على مدينة غزة بعد ساعات من إعلانها "منطقة قتال خطيرة".
وفي البيان، حذر الوزراء من أن تكثيف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة "من شأنه أن يعرض حياة الرهائن (الإسرائيليين) المحتجزين لدى حركة حماس للخطر، والتسبب في وفيات لا تُطاق بين المدنيين" الفلسطينيين بقطاع غزة، بمن فيهم الأطفال والنساء وكبار السن. كما أدان الوزراء التهجير القسري للفلسطينيين بالقطاع، ووصفوه بأنه "انتهاك صارخ للقانون الدولي". وذكر البيان أن "التدمير الممنهج للبنية التحتية المدنية الأساسية (في غزة)، بما في ذلك المواقع التي تُشكل ملجأ للمدنيين النازحين الأكثر ضعفاً، أمر غير مقبول". وحثّ وزراء الخارجية الأوروبيون إسرائيل على "وقف العمليات العسكرية فوراً".
ترحيب أردني بالبيان الأوروبي
يأتي ذلك بينما كثف الجيش الإسرائيلي في الساعات الأولى من اليوم الجمعة، غاراته الجوية والبرية والبحرية على أحياء مدينة غزة، التي يقطنها نحو مليون فلسطيني، في إطار خطته لاحتلالها، واستكمالاً للإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق الفلسطينيين منذ 23 شهراً. إلى ذلك، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، اليوم الجمعة، إن الإدانة القاطعة من وزراء خارجية دول أوروبية للهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، وإعلان وجود دائم في مدينة غزة، يجب أن تحظى بدعم جميع أعضاء المجتمع الدولي الذين يؤمنون بالقانون الدولي وحقوق الإنسان.
وأضاف الصفدي عبر منصة إكس، أنّ الإفلات من العقاب الذي تمارس به إسرائيل استهزاء بالقانون الدولي لا يمكن أن يستمر، وتجويع الفلسطينيين يفرض تحركاً دولياً فعالاً لوقفه. وتابع: "لن تنهي الحكومة الإسرائيلية مجازرها الوحشية في غزة واستعمارها للضفة الغربية ما لم تواجه عواقب، وستصعّد مخططاتها الشريرة لزعزعة استقرار سورية ولبنان، بما يضر الأمن الإقليمي والعالمي، ما لم تواجه عواقب". وأشار إلى أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتغذى على الصراع ويدمر غزة، ويقتل آفاق السلام العادل، ويشعل المنطقة بأسرها لإنقاذ مسيرته السياسية، ولتنفيذ أيديولوجية الكراهية التي تحرك حكومته، معتبراً أن "هذه الأيديولوجية هي أيديولوجية عنصرية غير إنسانية، يجب على العالم ألّا يتسامح معها.
ولفت إلى أن "اتفاق وقف إطلاق النار مطروح على الطاولة، ونتنياهو هو من يعرقله. إنه لا يريد السلام. يريد استمرار الصراع. هذه هي الحقيقة المروعة التي لا يمكن للمجتمع الدولي أن يتجاهلها بعد الآن". ودعا الصفدي، جميع الدول إلى تبني موقف آيسلندا، وأيرلندا، ولوكسمبورغ، والنرويج، وسلوفينيا، وإسبانيا، وغيرها ممن يقفون في صف السلام والعدالة، والعمل الآن لوقف المزيد من المجازر بحق الفلسطينيين الأبرياء. وأشار الصفدي إلى أن مليون إنسان في مدينة غزة يعانون المجاعة المصنوعة إسرائيلياً، ولا يجوز التخلي عنهم. أما المليون وثلاثمائة ألف فلسطيني الآخرون في قطاع غزة، الذين دمّرت إسرائيل سبل عيشهم بالكامل، فيجب ألّا يضطروا إلى المعاناة أكثر، لأن نتنياهو يريد إنقاذ مسيرته السياسية وتنفيذ أيديولوجيته القائمة على الكراهية، ولأن العالم لا يوقفه.
وفي سياق متصل، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إسرائيل إلى الامتناع عن السيطرة على مدينة غزة، وسط مخاوف من كارثة إنسانية. وقال غوتيريس في منشور على منصة إكس يوم الخميس: "يواجه المدنيون في غزة تصعيداً مميتاً آخر، إعلان إسرائيل عن نيتها احتلال مدينة غزة ينذر بمرحلة جديدة وخطيرة".
وتابع: "سيُجبر مئات الآلاف من المدنيين على الفرار مرة أخرى، مما يدفع العائلات إلى خطر أعمق، هذا يجب أن يتوقف. لا يوجد حل عسكري للصراع". وقال غوتيريس إن "مستويات الموت والدمار في غزة لا مثيل لها في الآونة الأخيرة". وأضاف "غزة مليئة بالركام، بالجثث، بأمثلة على ما قد يكون انتهاكات خطيرة للقانون الدولي". وتابع الأمين العام للأمم المتحدة: "نحن بحاجة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار. يجب إطلاق سراح الرهائن (المحتجزين الإسرائيليين) على الفور، ويجب أن تتوقف المعاملة الفظيعة التي أجبروا على تحملها".
كما أصر على أن على إسرائيل "التزامات واضحة" في غزة: ضمان توفير "الغذاء والماء والدواء وغيرها من الضروريات"، و"الموافقة على وتسهيل وصول إنساني أكبر بكثير"، و"حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية". وفي وقت سابق اليوم الجمعة، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إلغاء الهدنة التكتيكية اليومية في مدينة غزة ومحيطها، واعتبرها منطقة قتال خطيرة، مشيراً إلى أنه بدأ العمليات التمهيدية والمراحل الأولية للهجوم على المدينة، وأنه "يعمل حالياً بقوة كبيرة على مشارفها".
وفي 27 يوليو/ تموز الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء ما سماه "تعليقاً تكتيكياً محلياً للأنشطة العسكرية" في مناطق محددة بقطاع غزة، بينها مدينة غزة، للسماح بمرور المساعدات الإنسانية. ويوم الأربعاء الماضي، أصدر منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية، دعوة للإخلاء من مدينة غزة قال فيها إنه "لا مفرّ من إخلاء المدينة"، زاعماً أنّ عمليات توزيع المساعدات ستكون أكثر كثافة في المناطق الجنوبية من القطاع.
(الأناضول، أسوشييتد برس، العربي الجديد)