وزراء أوروبيون يؤكدون استمرار المباحثات مع إيران: لا حل عسكرياً للأزمة النووية
استمع إلى الملخص
- أكد وزير الخارجية الإيراني استعداد بلاده لمواصلة المحادثات، مشدداً على حق إيران في الدفاع عن نفسها ورفض التفاوض على قدراتها الدفاعية، واصفاً الهجمات الإسرائيلية بأنها انتهاك للقوانين الدولية.
- تناولت المحادثات العدوان الإسرائيلي على إيران، حيث أكد نائب وزير الخارجية الإيراني على ضرورة إدانة هذه الهجمات من قبل المجتمع الدولي وتحميل إسرائيل المسؤولية.
جرت محادثات أوروبية إيرانية "جدية" استمرت 3 ساعات في جنيف
أكد المسؤولون الأوروبيون استعدادهم لمواصلة المحادثات مع إيران
عراقجي: الهجوم الإسرائيلي على إيران خيانة للدبلوماسية
أعلن وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا، إلى جانب مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، اليوم الجمعة، استعدادهم لمواصلة المحادثات مع إيران في محاولة لاستعادة المسار الدبلوماسي بشأن برنامجها النووي، مشددين على أنه "لا يوجد حل نهائي بالوسائل العسكرية". جاء ذلك بعد محادثات استمرت ثلاث ساعات في جنيف، وصفها وزير الخارجية الألماني بـ"الجدية"، مع نظرائهم الإيرانيين، دون الإشارة إلى إحراز أي تقدم ملموس حتى الآن.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إنّ "الدول الأوروبية تعتقد أنه لا يوجد حل نهائي بالوسائل العسكرية لقضية النووي الإيراني"، داعياً إيران إلى الانفتاح على النقاش مع الجانب الأميركي للوصول إلى حل تفاوضي للأزمة، معبراً عن قلق باريس إزاء دعم إيران للجماعات "الإرهابية"، وتزويدها روسيا بالطائرات المسيّرة، إلى جانب ملف المحتجزين الغربيين في إيران. وأشار الوزير الفرنسي إلى أن كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي أبدى استعداده لمواصلة النقاشات حول الملف النووي وقضايا أخرى.
من جهتها، شددت كايا كالاس على ضرورة إبقاء باب الحوار مع طهران مفتوحاً. وأكد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديبول بدوره أهمية مشاركة الولايات المتحدة في المحادثات، للمساهمة في إيجاد حل شامل للملف النووي الإيراني. وأكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي حرص الدول الأوروبية على استمرار المناقشات، وحث طهران على مواصلة الحوار مع الولايات المتحدة أيضاً.
بدوره قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الجمعة، إن بلاده مستعدة للتفكير في المسار الدبلوماسي مرة أخرى. وأضاف في جنيف: "ندعم استمرار المناقشات مع الترويكا الأوروبية والاتحاد الأوروبي، ونستعد للقاء مرة أخرى في المستقبل القريب"، وفق وكالة أنباء "فارس" الإيرانية على تطبيق "تليغرام".
وشدد عراقجي على أن إيران "ستواصل ممارسة حقها المشروع في الدفاع عن نفسها"، كما أعرب عن قلق بلاده "إزاء عدم التنديد بالهجمات الإسرائيلية الشنيعة". وقال إن "برنامجنا النووي سلمي وخاضع لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، كما أوضح "بشكل قاطع أن قدرات إيران الدفاعية غير قابلة للتفاوض".
وكانت مصادر إيرانية مطلعة من جنيف قد أفادت "العربي الجديد" بانتهاء المباحثات بين إيران ودول أوروبية، دون أن يصدر بيان مشترك. وذكرت المصادر أن بيانين منفصلين سيصدران قريباً. وبدأت اليوم الجمعة مباحثات في جنيف جمعت وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ونظراءه من فرنسا وألمانيا وبريطانيا، إضافة إلى مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كايا كالاس، وذلك في خضم الحرب المستمرة بين إسرائيل وإيران.
وشهدت المحادثات توقفاً، إذ قالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن الجولة الأولى للمباحثات انتهت بطلب ممثلة الاتحاد الأوروبي للتشاور، ثم بدأت جولة ثانية "بعد فترة استراحة". ونقلت المصادر عن كالاس قولها إنه "لا يوجد إجماع بين الدول الـ27 في الاتحاد بشأن الموقف من إيران"، مشيرة إلى أن ذلك يعني أن "هناك وجهات نظر مختلفة بين هذه الدول"، وأنه "لا تجمعها رؤية مشتركة".
وقبيل بدء المباحثات، قال وزير الخارجية الإيراني إن لقاء كان من المفترض عقده مع الأميركيين في 15 يونيو/ حزيران الجاري لـ"صياغة اتفاق مبشّر للغاية بشأن برنامجنا النووي"، واصفاً العدوان الإسرائيلي الذي استهدف إيران في 13 يونيو بأنه "خيانة للدبلوماسية وضربة غير مسبوقة لأسس القانون الدولي ومنظومة الأمم المتحدة"، وأضاف عراقجي، في كلمة أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف، أن بلاده "عازمة على الدفاع عن سلامة أراضيها وسيادتها بكل قوة".
وقال عراقجي إن إسرائيل اعتدت على إيران "من دون إنذار مسبق، منتهكة جميع القوانين الدولية"، وأوضح أن الأمة الإيرانية، التي يبلغ عدد سكانها مئة مليون نسمة، تتعرض الآن لـ"عدوان شنيع وجبان من نظام يرتكب إبادة جماعية مروعة في فلسطين منذ عامين، ويحتل أراضي دول مجاورة"، وأكد أن "هذه حرب ظالمة فُرضت على شعبي منذ فجر يوم الجمعة 13 يونيو، حين شنّت إسرائيل سلسلة من العمليات غير القانونية والإجرامية ضد عسكريين خارج أوقات عملهم، وأساتذة جامعات، ومواطنين عاديين"، مضيفاً أن المئات من الإيرانيين "قد استشهدوا أو جرحوا إثر هجمات إسرائيل المفاجئة وعملياتها الإرهابية على المناطق السكنية والبنى التحتية العامة والمستشفيات والمراكز الصحية".
ودعا عراقجي الدول الموقعة على اتفاقية جنيف إلى "تحمل مسؤولياتها تجاه العدوان الإسرائيلي"، مشيراً إلى أن هجمات إسرائيل على المنشآت النووية "تُعدّ جرائم حرب جسيمة، نظراً إلى خطر الكارثة البيئية والصحية الناجمة عن التسرب الإشعاعي".
وبشأن المحادثات، أكد نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون الدولية والقانون كاظم غريب أبادي، اليوم الجمعة، في مقابلة خاصة مع "العربي الجديد"، قبيل توجهه برفقة عراقجي إلى إجراء المباحثات، أن "أهم موضوع تبحثه طهران في حراكها الدبلوماسي هذه الأيام، واليوم، مع الترويكا الأوروبية في جنيف، هو بحث العدوان الإسرائيلي على إيران، ومن ثم مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية من الكيان الإسرائيلي".
🚨Iranian Foreign Minister Abbas Araqchi in Geneva. He arrived to meet with his counterparts in Britain, France, Germany, and the European Union for talks on the nuclear issue. pic.twitter.com/bJlnAo7nFU
— Raylan Givens (@JewishWarrior13) June 20, 2025
وأضاف غريب أبادي أن "العدوان الإسرائيلي غير مشروع، ويتنافى مع ميثاق الأمم المتحدة، ويجب التعريف بالكيان بأنه المعتدي في الساحة الدولية، ليتحمّل المسؤولية أمام المجتمع الدولي"، قائلاً: "نحن في داخل إيران نقوم بصد العدوان بشجاعة، ولقنّا العدو دروساً قاسية، وعلى الساحة الدولية أيضاً يجب العمل على وقفه ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته"، وأشار إلى أن هناك "جهوداً كبيرة على المستوى الدبلوماسي لإدانة العدوان، وجميع الدول، باستثناء دولتين أو ثلاث، أدانته". وأوضح أن "الموضوع الثاني الذي نبحثه في اجتماعنا مع الأوروبيين هو الهجمات على منشآتنا النووية، إذ إنّ إيران عضو في معاهدة عدم الانتشار النووي واتفاق الضمانات (الملحق بها)"، مشدداً على أنه "يجب إدانة هذه الهجمات على منشآتنا النووية، خاصة من الدول الأوروبية التي تمتلك منشآت نووية أيضاً".