وزارة الدفاع الأفغانية تسيطر على بلخاب.. هل تنتهي أزمتها مع الهزارة؟

وزارة الدفاع الأفغانية تسيطر على بلخاب... هل تنتهي أزمتها مع الهزارة؟

25 يونيو 2022
مديرية بلخاب مسقط رأس القيادي المنشق عن طالبان (Getty)
+ الخط -

أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية، اليوم السبت، السيطرة على مديرية بلخاب بولاية سربل (شمالاً)، والتي كانت تحت سيطرة القيادي المنشق عن حركة "طالبان"، المولوي محمد مهدي، وهو قيادي من أقلية الهزارة.

وقالت الوزارة، في بيان، إن قوات الجيش سيطرت على مركز مديرية بلخاب، مشيرة إلى أن العمليات لا تزال متواصلة في ضواحي المديرية.

وبحسب البيان، فإن قوات "طالبان" لم تتلق أي خسائر خلال العمليات على مديرية بلخاب، دون الحديث عن مصير القيادي المنشق عن الحركة المولوي محمد مهدي.

وكان القيادي الوحيد من أقلية الهزارة مولوي محمد مهدي قد أعلن الانشقاق عن "طالبان"، بعد أن أزيح من منصبه رئيساً لاستخبارات "طالبان" في ولاية باميان.
 
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلنت حكومة "طالبان" تعيين مهدي رئيساً لاستخبارات ولاية باميان (مركز الهزارة في أفغانستان)، ولكن بسبب وجود ملاحظات كثيرة عليه، خصوصاً في ظل الصراعات القديمة بين قبائل الهزارة وبين البدو الرحل (من قبائل البشتون) في الولاية، تمت إزاحته من منصبه في 3 يونيو/حزيران الحالي، ما أثار غضبه وأنصاره.

وطلبت حكومة "طالبان" من مهدي العودة إلى كابول لتولي منصب آخر تقرره في وقت لاحق. لكنه رفض ذلك وذهب إلى مديرية بلخاب مسقط رأسه في ولاية سربل، حيث كان مسؤول الحركة فيها قبل سيطرة "طالبان" على كابول، وجمع أنصاره من كل المناطق حوله، رافضاً مطلب الحركة المتكرر بالعودة إلى العاصمة.

وأرسلت "طالبان" عدة وفود إلى المنطقة لإقناع الرجل بالعودة إلى كابول للمضي قدماً في القيام بأي مهمة تسلمه الحكومة إياها، ولكنه رفض ذلك، قائلاً إنه يمثل أقلية الهزارة المحرومة من أي منصب في الحكومة الحالية، داعياً إلى تحقيق العدالة الاجتماعية، على حد قوله.

وقال مهدي، في كلمة له أمام اجتماع لأنصاره في مديرية بلخاب في 15 يونيو الحالي: "لسنا متطرفين ولا نقبل الظلم والقسوة"، مشيراً إلى استقباله وفودا من الحكومة. وتساءل: "لكن ماذا حدث؟ لقد تحدثنا معها عن الصداقة والأخوة، ولكنها ماذا فعلت؟ (لم يوضح الرجل ماذا حدث، ولكن نبرته أظهرت يأسه وأن طالبان لم تعترف له بشيء). والله ما أردنا ولم نرد إلا الأخوة والمساواة والعدالة الاجتماعية".

وأضاف أنه خلال العقود الأربعة الماضية، حاولت مجموعات مختلفة إبعاد بعضها البعض عن الساحة السياسية والعسكرية، لكن مثل هذه الإجراءات لم تسفر عن نتائج في الماضي، ولن تكون مجدية في المستقبل.

تواجه "طالبان" تحديات أمنية في بانشير وتسعى لتفادي جبهة مع الهزارة.

وقال أحد مساعدي مهدي، إنه لا يمكن لأحد أن يسيطر على بلخاب بالقوة، موضحاً أن مولوي مهدي ليس القائد السابق لحركة "طالبان" كي يقبل بكل ما تقوله الحركة، بل يمثل عشرة ملايين من الهزارة والشيعة. وأضاف: "نريد حقنا، فإما تعطينا حكومة طالبان حقنا وإلا فنحن لا نخاف من الحرب".

المساهمون