Skip to main content
وجوه الثورة اليمنية الشبابية: منفيون وعلى هامش المشهد السياسي
زكريا الكمالي ــ صنعاء
آمال إحياء الثورة اليمنية تظل قائمة (عبد الناصر الصديق/ الأناضول)

مع حلول الذكرى الحادية عشرة للثورة اليمنية ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح، والتي تصادف اليوم الجمعة، يتجدد الحديث حول مصير شباب الثورة أو روّاد التغيير، وكيف أن أفدح الأخطاء التي رافقت الثورة تمثلت في التخلي عن العمل الثوري بعد تسليمها للأحزاب السياسية.

وأجبر انقلاب جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) على السلطة الشرعية في اليمن، وما أفضى إليه من حرب مدمرة، العشرات من الناشطين في الثورة الشبابية على الانزواء بعيدا عن المشهد الحالي، بعد نزوح عدد كبير منهم إلى بلدان مختلفة.

وأشار عدد من شباب الثورة في أحاديثٍ لـ"العربي الجديد" إلى أن توحيد الجهود على كافة المستويات ضد المليشيات الحوثية هو الهدف السامي في الوقت الراهن، وأنه في حال تحقق الهدف المتمثل بإنهاء الانقلاب، سيتم استئناف الحراك الثوري والمطالبة بتنفيذ ما تبقى من أهداف متعثرة للثورة.

وفي ظل النزاع المتصاعد، تراجع الزخم الثوري والعمل السياسي بشكل عام لصالح الجماعات والفصائل المسلحة، التي باتت هي من تتصدر المشهد وتقرر مصير البلاد، فيما اقتصر دور روّاد التغيير على إثارة جدل موسمي حول ضرورة قيام الثورة وعدم تحميلها مسؤولية الانزلاق في مستنقع الحرب.

ونشرت الناشطة والقيادية في الثورة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان تسجيلًا مصورًا عشية الثورة.

وقالت كرمان في كلمة متلفزة، مساء أمس الخميس، إن الثورة الشبابية "لا تقاس بالأهداف السريعة، وهي حركة تغيير مستمرة"، في رد على محاولات الثورة المضادة لطمس الانتفاضة من ذاكرة اليمنيين. وتقيم كرمان حاليًا في تركيا وحصلت على جنسيتها.

وشهدت الساعات الماضية حالة من الجدل في وسائل التواصل الاجتماعي حول ثورة 11 فبراير (شباط)، حيث واصل أنصار النظام السابق شن حملات على كافة المحتفين بالذكرى، وهاجموا وسائل الإعلام التي تناقلت حفل إيقاد "شعلة الثورة" في مدينة تعز، التي كانت مهداً للاحتجاجات في 2011.

ويرى الباحث والمحلل السياسي اليمني مصطفى ناجي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن القوى الفاعلة التي تصدرت المشهد في 2011، سواء تلك التي أيدت الفعل الثوري أو تلك التي كانت معادية له، تعيش عمليا على هامش المشهد اليمني الحالي، حيث تقيم خارج الأراضي اليمنية، لكن ما يجمعها هو أنها تمتلك إمكانية الحديث ولديها منابر متعددة.

وفيما أشار إلى أن الطرفين يحاولان إثبات صلاحية تصورهما في 2011، حيث يؤكد من كانوا مع الثورة أنها كانت ضرورة حتمية، خلافا لبقايا النظام السابق الذين يعتبرونها عملا تخريبيا، أكد ناجي أنه "لا توجد ديمومة ثورية، فالثورة لحظة تاريخية تخض المشهد العام وتنتج ما بعدها".

إحياء ذكرى الثورة اليمنية بتعز (عبدالناصر الصديق/ الأناضول)

وتابع قائلا "لا نستطيع تقييم الثورة بأنها نجحت أو فشلت، لأن الوضع الحالي مختلف تماما عما كان عليه من قبل وما أرادات الثورة تحقيقه"، مشدداً "إذا قلنا إن الثورة فشلت، فالثورة المضادة لم تنجح إطلاقا".

وانحسر العمل الثوري بشكل تام منذ بدء الحرب مع الحوثيين، حيث اختفت التظاهرات السياسية قي غالبية المدن اليمنية، باستثناء تعز التي تشهد احتجاجات متفاوتة بشعارات سياسية.

وجراء البيئة المعادية لأي نشاط سياسي مستقل أو حقوقي، وخصوصًا في المناطق الخاضعة للحوثيين، اضطر العشرات من شباب الثورة للهجرة والاستقرار في عواصم عربية وأوروبية مختلفة، كما هو الحال مع الناشطة السياسية والصحافية سامية الأغبري.

وقالت الأغبري، التي شاركت بفعالية في الاحتجاجات من خلال مكون التحالف المدني، إنها غادرت صنعاء في سبتمبر/ أيلول 2015 للمشاركة في دورة تدريبية بالعاصمة المصرية القاهرة، ولم تعد إليها منذ ذلك التاريخ.

وأضافت في حديث لـ"العربي الجديد": "كنت أنوي العودة (إلى صنعاء)، لكن الملاحقات والقمع الذي طاول الصحافيين والناشطين والتهديدات التي تعرضت لها شخصيا، دفعتني إلى عدم العودة، ومن يومها وأنا في بلدان الشتات على أمل أن نستعيد بلادنا يوما ما".