وجود "العمال الكردستاني" في مخيم مخمور: تهديد تركي وقلق عراقي

وجود "العمال الكردستاني" في مخيم مخمور: تهديد تركي وقلق عراقي

10 يونيو 2021
تتهم تركيا حزب "العمال الكردستاني" بتحويل المخيم إلى معسكر للتجنيد (صافين حامد/فرانس برس)
+ الخط -

أكد مسؤول حكومي عراقي أنّ بغداد تنظر بجدية إلى الأوضاع المقلقة في مخيم مخمور بمحافظة نينوى شماليّ العراق، موضحاً، في تصريح لـ "العربي الجديد"، اليوم الخميس، أنّ الأنباء التي ترد بشأن وجود مسلحين تابعين لحزب "العمال الكردستاني" "غير مطمئنة، وتدعو إلى التحقق منها".

وبيّن المسؤول ذاته، شرط عدم ذكر اسمه، أنّ العراق سيأخذ بالاعتبار مخاوف تركيا من المخاطر التي يمكن أن يشكلها وجود مسلحين مناوئين لها على الأراضي العراقية، سواء كان في مخيم مخمور أو في أي منطقة أخرى شماليّ البلاد، مؤكداً أنّ بغداد يمكن أن تستعين بسلطات إقليم كردستان العراق بشأن ما يحدث داخل المخيم لقربه من الإقليم، ولكون الموجودين فيه هم من الأكراد الذين سبق أن جاؤوا من تركيا.

وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، قد دعا إلى إخلاء مخيم مخمور من مسلحي "العمال الكردستاني"، بالتزامن مع اهتمام السلطات العراقية بالأوضاع في المخيم الذي تعرض أخيراً لقصف تركي أدى إلى مقتل 3 عناصر من "العمال الكردستاني".

ودعا جاووش أوغلو، أمس الأربعاء، إلى إخلاء المخيم الواقع على بعد نحو 100 كيلو متر جنوب شرقي الموصل من المسلحين، موضحاً، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام تركية، أنّ مسؤولية ذلك تقع على الحكومة العراقية.

ولوّح بأنّ "أنقرة ستفعل ذلك بمفردها إن لزم الأمر"، مبيّناً أنّ بلاده تجري مباحثات مع المسؤولين العراقيين بشأن هذه القضية.

وجاءت تصريحات جاووش أوغلو بعد أيام على تأكيد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أنّ مخيم مخمور "يُعَدّ حاضنة للمسلحين، ويجب التعامل معه"، موضحاً أنّ إحدى الضربات التي تعرض لها المخيم، أدت إلى مقتل مسؤول كبير في حزب "العمال الكردستاني".

إلى ذلك، عقد مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، الثلاثاء، اجتماعاً مع وزارة الداخلية، واللجنة الدائمة لشؤون اللاجئين في العراق، بحسب بيان لمكتب الأعرجي أكد أنّ الاجتماع جاء لـ "الوقوف على حيثيات وواقع مخيم مخمور الذي يحظى باهتمام المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وكذلك تقييم مستوى الخدمات التي تقدمها الحكومة العراقية في المخيم، وتبعات استهداف هذا المخيم من قبل تركيا في الخامس من حزيران (يونيو) الحالي".

ودعا الأعرجي إلى "عقد اجتماع عاجل مع الجهات المعنية، بحضور ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة (جنين هينيس بلاسخارت)، لبلورة الرؤية المناسبة للتعامل مع ملف مخيم مخمور، وبحث تطوير المتطلبات الأمنية والخدمية لساكني المخيم".

وكان مخيم مخمور الذي يؤوي عناصر وأُسَراً من "العمال الكردستاني"، قد تعرّض لقصف بطائرة مسيَّرة تركية، السبت الماضي، ما أدى إلى مقتل 3 أشخاص، هم: المسؤول عن المخيم المدعو "الدكتور حسين"، والقيادي في "العمال الكردستاني" هفال صالح، بالإضافة إلى أحد الحراس الذي ينتمي بدوره إلى الحزب المصنف على قائمة التنظيمات الإرهابية بتركيا وبلدان أخرى.

ويقع مخيم مخمور جنوب شرقي مدينة الموصل، وأنشأته الأمم المتحدة عام 1992 من أجل إيواء لاجئين كانوا قد فروا من مناطق المواجهات العسكرية بين الجيش التركي وحزب "العمال الكردستاني"، وعام 2011 اعترفت الحكومة العراقية والأمم المتحدة بمخيم مخمور على أنه مخيم رسمي يتبع سلطة الأمم المتحدة، حيث قبلت الحكومة العراقية سكان المخيم كلاجئين.

ووفق بعض التقارير الصادرة عن المنظمات الدولية، يعيش اليوم الآلاف في المخيم.

وتتهم تركيا حزب "العمال الكردستاني" بتحويل المخيم إلى معسكر للتجنيد وخطف الأطفال وتدريبهم على حمل السلاح والقتال، ثم إرسالهم لمواجهة الجيش التركي.