وثائق: القوات الإريترية تعوق المساعدات الغذائية وتنهبها في تيغراي

وثائق: القوات الإريترية تعوق المساعدات الغذائية وتنهبها في تيغراي

27 ابريل 2021
يزداد القلق حيال كارثة إنسانية محدقة ودور الجنود الإريتريين في مفاقمتها (فرانس برس)
+ الخط -

يمنع الجنود الإريتريون مرور المساعدات الغذائية وينهبونها في إقليم تيغراي الإثيوبي الذي يعيش حالة حرب، بحسب وثائق حكومية حصلت عليها "فرانس برس"، ما يثير مخاوف من وفيات جرّاء المجاعة مع اقتراب المعارك من إكمال شهرها السادس.

وأرسل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد قوات إلى تيغراي في نوفمبر/تشرين الثاني لاعتقال قادة جبهة تحرير شعب تيغراي ونزع سلاحهم، وهو الحزب الحاكم للإقليم الذي كان يهيمن على السياسة الوطنية، وقال إن الخطوة جاءت رداً على هجمات جبهة تحرير شعب تيغراي على معسكرات الجيش، وإن القتال سينتهي سريعاً.

لكن مع تواصل الحرب، يزداد قلق قادة العالم حيال ما اعتبره وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الإثنين، "كارثة" إنسانية محدقة، ودور الجنود الإريتريين في مفاقمتها.

وانعكست هذه المخاوف في عدة وثائق معدة للعرض، قدّمها مركز التنسيق الطارئ في تيغراي التابع للحكومة المؤقتة التي عيّنها رئيس الوزراء الإثيوبي، إضافة إلى مجموعات إغاثة، واطلعت "فرانس برس" على نسخ منها. وجاء في آخر وثائق عرضت بتاريخ 23 إبريل/نيسان، أن الجنود الإريتريين أجبروا عناصر الإغاثة الذين يقدّمون مساعدات غذائية على مغادرة أجزاء عدة من تيغراي، بما فيها منطقتا سامري وغيجت، جنوب العاصمة الإقليمية ميكيلي.

وتفيد الوثائق بأن الجنود الإريتريين توافدوا إلى نقاط توزيع الأغذية في تيغراي، حيث نهبوا الإمدادات بعدما "شعر المستفيدون من مساعداتنا بالخوف وهربوا". وقال مسؤول حضر عرض 23 إبريل/نيسان لـ"فرانس برس"، إن عناصر الإغاثة شعروا بامتعاض واضح لعدم تمكنهم من الوصول إلى مناطق في الإقليم.

وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته خشية تعرّضه لأعمال انتقامية: "كان بعض العاملين في المنظمات غير الحكومية يبكون بسبب المنع المنهجي... كان بعضهم يصرخ ويبكي"، ذاكراً أن مسؤولي الحكومة الذين ينسّقون الجهود الإغاثية أظهروا بوادر تململ.

إغلاق نقاط التفتيش

وفاز آبي بجائزة نوبل للسلام في عام 2019 أساساً على خلفية تقاربه مع الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، ما أنهى الجمود الناجم عن حرب حدودية دامية دارت بين عامي 1998 و2000. لكن حكومة أفورقي وجبهة تحرير شعب تيغراي ظلتا عدوتين لدودتين. وأنكرت أديس أبابا وأسمرة مشاركة قوات من إريتريا لعدة أشهر بعد اندلاع حرب تيغراي. وأخيراً، أقر آبي بدورها، في أواخر الشهر الماضي، قائلاً إنها بصدد الانسحاب.

وفي مكالمة هاتفية مع آبي، الإثنين، ضغط بلينكن مرة أخرى من أجل مغادرة الإريتريين، قائلاً إنهم "يساهمون في الكارثة الإنسانية المتزايدة".

ونفى وزير الإعلام الإريتري يماني غبريميسكل اتهامات عرقلة المساعدات، الثلاثاء، وقال لـ"فرانس برس" في رسالة بالبريد الإلكتروني، إن بلاده لم تمنع وصول المساعدات الغذائية لإثيوبيا خلال حرب الحدود، قبل عقدين، وليست لديها نية لذلك الآن، وأوضح أنه "لا يمكن لإريتريا منع المساعدات الإنسانية أو نهبها". لكن رئيس مركز قيادة في تيغراي، يدعى الجنرال يوهانس تسفاماريام، ذكر لـ"فرانس برس"، الثلاثاء، أن قواته "واجهت مشكلات خلال الأسبوعين الماضيين لعبور بعض نقاط التفتيش، وخصوصاً التي يسيطر عليها الإريتريون".

وأشار الجنرال، كمثال، إلى نقطة تفتيش حساسة تربط بين مدينتي أديغرات وأكسوم، وقال: "لقد أرسلنا طاقمنا للتحدث مع القادة الإريتريين الذين يقودون تلك القوات عند نقطة التفتيش، وننتظر الرد".

وفيات بسبب الجوع

كما أشارت وثائق حكومة تيغراي، التي حصلت عليها "فرانس برس"، إلى عرقلة المساعدات من قبل قوات خاصة من منطقة أمهرة الإثيوبية، والتي لم تخفِ نيتها ضم غربي تيغراي وجنوبيها. وذُكر في الوثائق، في 23 إبريل/نيسان، أن خمس مناطق في جنوبي تيغراي تواجه "وضعاً حرجاً للغاية، وتحتاج إلى مساعدات غذائية فورية". وأضافت أنها "تحت سيطرة قوات في أمهرة عرقلت حركتها"، في إشارة إلى نقل المعونات الغذائية.

وتمت الإشارة إلى منطقة أوفلا في إحاطة لمجلس الأمن الدولي في 16 من الشهر الجاري، من قبل وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، الذي قال إنه تلقى تقريراً عن وفاة 150 شخصاً من الجوع هناك. ولم تتمكن "فرانس برس" من تأكيد هذا الرقم.

وجاء في عرض قدمته حكومة تيغراي في التاسع من الشهر الجاري، أنه في أوفلا "قضى حوالى ثمانية أشخاص بسبب الجوع"، ولم تتضمن الوثائق اللاحقة عدد القتلى. وأدى القتال في تيغراي إلى تعطيل موسم الحصاد في منطقة تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

في حين أكدت حكومة آبي، في منتصف الشهر الجاري، أنه لم يمت أحد من الجوع خلال الحرب.

المساهمون