واشنطن وحلفاؤها: اجتماع "شهرياً" لمساعدة أوكرانيا عسكرياً

واشنطن وحلفاؤها: اجتماع "شهرياً" لمساعدة أوكرانيا عسكرياً

26 ابريل 2022
سيعقد أوستن في قاعدة رامشتاين في ألمانيا اجتماعاً مع ممثلين عن حوالى أربعين دولة (Getty)
+ الخط -

قررت الولايات المتحدة وحلفاؤها الاجتماع شهرياً لبحث تعزيز قدرات أوكرانيا الدفاعية لمواجهة الغزو الروسي، بحسب ما أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الثلاثاء، بعد اجتماع أمني استضافته ألمانيا وشاركت فيه نحو أربعين دولة، فيما حذرت موسكو من خطر "حقيقي" لنشوب حرب عالمية ثالثة.

وقال أوستن: "سيصبح اجتماع اليوم مجموعة اتصال شهرية حول دفاع أوكرانيا عن ذاتها"، مضيفاً أنه يتمنى تنسيق عمل "الدول ذات النيات الحسنة لتكثيف جهودنا وتنسيق مساعدتنا والتركيز على كسب معركة اليوم والمعارك المقبلة".

واستضاف وزير الدفاع الأميركي الاجتماع في قاعدة رامشتاين الجوية بألمانيا بعد رحلة إلى كييف تعهد فيها بتقديم دعم إضافي للجهود الحربية للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وقال أوستن في مستهل المحادثات "كما نرى هذا الصباح، دول من أنحاء العالم تقف متحدة مع تصميمنا على دعم أوكرانيا في حربها ضد العدوان الإمبريالي لروسيا"، مضيفاً "من الواضح أنّ أوكرانيا تثق بقدرتها على الانتصار، وكذلك الجميع هنا".

من جانبه، حذر رئيس هيئة الأركان المشتركة بالجيش الأميركي، الجنرال مارك ميلي، من أنّ أوكرانيا بحاجة إلى مزيد من المساعدة الأمنية، الآن، لمساعدتها في التصدي لهجوم روسي قد يكون حاسماً في الشرق. وقال إنّ الأسابيع المقبلة "حرجة".

أضاف ميلي، في تصريحات أدلى بها للصحافيين المسافرين معه "الوقت ليس في صالح أوكرانيا. نتيجة هذه المعركة تعتمد الآن وهنا على الأشخاص الموجودين في هذه القاعة". وأردف ميلي "الأوكرانيون سيقاتلون. نحتاج للتأكد من أن لديهم الوسائل اللازمة للقتال".

لافروف يحذر من تحول الحرب لنزاع عالمي

وفيما تتسبب الحرب في أوكرانيا بتوترات غير مسبوقة بين روسيا والدول الغربية، لوّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف باحتمال توسع نطاق الحرب، وتحولها إلى نزاع عالمي.

وقال، في حديثه إلى وكالات أنباء روسية: "الخطر كبير وحقيقي لا يمكن التقليل من شأنه". وأتى كلامه غداة زيارة قام بها إلى أوكرانيا وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان أنتوني بلينكن ولويد أوستن.

ورأى زيلينسكي أنّ الانتصار الأوكراني هو مسألة وقت فقط. وأكد مساء الإثنين: "بفضل شجاعتكم وحكمة المدافعين عنا، بفضل شجاعة الأوكرانيين والأوكرانيات كافة، يشكل بلدنا رمزاً فعلياً للنضال من أجل الحرية".

وأفاد مصدر حكومي ألماني اليوم بأن ألمانيا ستسمح بتزويد أوكرانيا بدبابات.

وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت الإثنين مساعدة عسكرية إضافية لأوكرانيا بقيمة 700 مليون دولار، ليرتفع إجمالي مساعدتها إلى 3,4 مليارات. وبات الأميركيون يزودون كييف بأسلحة ثقيلة لصدّ القوات الروسية التي تركز جهودها على شرق أوكرانيا وجنوبها، بعدما فشلت في السيطرة على كييف.

وقال أوستن: "نريد إنهاك روسيا إلى درجة لا تتمكن فيها من الإقدام على خطوات مثل غزو أوكرانيا".

البنتاغون: الجيش الروسي أصبح أضعف

من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جون كيربي، اليوم الثلاثاء، إنّ جيش روسيا أصبح أضعف بالفعل وإن الدولة الروسية اعتراها الضعف بعد حربها على أوكرانيا المجاورة.

وأضاف كيربي في مقابلة مع شبكة "سي أن أن" "أصبح جيشاً أضعف. إنهم دولة أضعف في الوقت الحالي، ويعزلون أنفسهم مرة أخرى.. نريد ألا تتمكن روسيا من تهديد جيرانها مرة أخرى في المستقبل".

وقال "اقتصادها يعاني. جيشها استُنفد من نواح كثيرة، وليس تماماً، لكنهم يتكبدون بالتأكيد خسائر في الأرواح ويتكبدون خسائر في هذا الغزو لأوكرانيا". ولم يدل كيربي بمزيد من التفاصيل بشأن تقييمه لحالة الجيش الروسي.

وبعد أن صدت القوات الأوكرانية هجوم روسيا على كييف في الشمال، أعادت موسكو نشر قواتها في الشرق لشن هجوم بري في دونباس.

ويقدر مسؤولون أميركيون، تحدثوا شريطة عدم كشف هوياتهم، أنّ روسيا ستعتمد بشكل كبير على ضربات المدفعية في محاولة لقصف المواقع الأوكرانية بينما تتحرك موسكو من خلال القوات البرية على عدة اتجاهات في محاولة لتطويق الجيش الأوكراني والقضاء على جزء كبير منه.

لكن الولايات المتحدة تقدر أيضاً أنّ العديد من الوحدات الروسية مستنزفة، حيث يعمل بعضها بعد تعرضها لخسائر بشرية تصل إلى 30%، وهي نسبة يقول مسؤولون إنّ الجيش الأميركي يراها مرتفعة جداً لدرجة يصعب على الوحدات أن تستمر معها في القتال.

ويستشهد مسؤولون أميركيون بحالات مثل الدبابات الروسية التي ليس فيها غير من يقودونها، بدون طواقم، ومعدات دون المستوى المطلوب تكون إما عرضة لأعطال أو قديمة.

وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس، أمس الاثنين، إنّ التقديرات البريطانية تظهر أنّ نحو 15 ألف جندي روسي قتلوا في الصراع بينما دُمرت ألفا عربة مدرعة بينها نحو 530 دبابة إلى جانب 60 طائرة هليكوبتر وطائرة مقاتلة.

واعترفت روسيا حتى الآن بمقتل 1351 جندياً فقط وإصابة 3825 آخرين.

ويقول مسؤولون أميركيون إنّ روسيا لا تزال لديها قدرات متقدمة وتفوق عددي في القوات، وتبدي رغبة في مواصلة إرسال جنود ووحدات للقتال.

كذلك يقول خبراء دفاع واقتصاديون إنّ بوسع موسكو أن تتحمل من الناحية الاقتصادية شن حرب طويلة في أوكرانيا رغم تعرضها لعقوبات غربية.

ومن جانبها، تفتخر أوكرانيا بارتفاع المعنويات والتكتيكات المبتكرة القابلة للتكيف في المعارك وبمعرفة التضاريس المحلية، إضافة إلى الأسلحة ومعلومات المخابرات التي تأتيها من الولايات المتحدة وحلفائها.

وقال مسؤول عسكري أميركي، مشترطاً عدم كشف هويته، "لديهم بالتأكيد فرصة لتحمل القتال".

ويقول المنظمون إن أكثر من 40 دولة تحضر المؤتمر، وأظهر تصوير لقاعة الاجتماع حضور دول من أوروبا بشكل رئيسي ومن الشرق الأوسط أيضاً، بما في ذلك إسرائيل، وحتى من أفريقيا. وأظهرت شاشة حضور ممثلين من كوريا الجنوبية واليابان افتراضياً.

وقال أوستن "هذا التجمع يعكس احتشاد العالم".

وأكدت وزارة الدفاع الأوكرانية من جهتها أنّ الجيش الروسي يستمر في تعزيز دفاعاته الجوية، وتعويض الخسائر المرتبطة بالهجوم السابق، وبقصف البنى التحتية.

وأكد المصدر نفسه أن الجيش الروسي يحشد قواته في جنوب البلاد، ويحاول التقدم باتجاه زابوريجيا (شرق)، لكنه تكبد خسائر ولم يصل إليها.

وتؤكد روسيا أنها تريد السيطرة على كامل منطقة دونباس، وهي حوض صناعي كبير في شرق أوكرانيا يسيطر انفصاليون موالون لموسكو على أجزاء منه منذ عام 2014، والهيمنة على كامل جنوب البلاد الذي يشهد معارك يومية.

وأعلنت ألمانيا، لأول مرة، تسليم أسلحة ثقيلة إلى أوكرانيا. وقالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت في رامشتاين، بحسب نص كلمتها، "قررنا أمس أن تسهل ألمانيا تسليم مدافع غيبارد ذاتية الدفع المضادة للطائرات إلى أوكرانيا".

وأدى الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/ شباط إلى مقتل الآلاف وتشريد ملايين وأثار مخاوف من مواجهة أوسع بين روسيا والولايات المتحدة، أكبر قوتين نوويتين في العالم.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون