استمع إلى الملخص
- أعربت ألمانيا عن قلقها من المواجهات في سوريا، داعية لحماية المدنيين وإنهاء العنف، وأكدت على أهمية الحوار مع جميع الفئات، وأبدت استعدادها للمساعدة في العدالة الانتقالية.
- دعا حكمت الهجري إلى تدخل دولي لحفظ السلم، بينما أكد وزير الخارجية السوري على الحوار الداخلي لتحقيق الاستقرار.
أعربت الولايات المتّحدة، الخميس، عن إدانتها أعمال العنف التي وقعت بحقّ أبناء الطائفة الدرزية في سورية، معتبرة إياها "مستهجنة وغير مقبولة". وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس، في بيان، إنّ "أعمال العنف الأخيرة والخطاب التحريضي الذي يستهدف أعضاء الطائفة الدرزية في سورية أمر مستهجن وغير مقبول". وأضافت: "يجب على السلطات الانتقالية وقف القتال ومحاسبة مرتكبي أعمال العنف والإيذاء بحقّ المدنيين على أفعالهم، وضمان أمن جميع السوريين".
بدورها، أعربت ألمانيا اليوم الجمعة عن "قلقها الكبير" حيال "المواجهات العنيفة" داعية الحكومة السورية إلى ضمان "حماية السكان المدنيين". وأعلنت وزارة الخارجية الألمانية في بيان أوردته وكالة "فرانس برس" أن "سورية يجب ألا تصبح مسرحاً للتوترات في المنطقة". وتابع البيان "ندعو جميع الأطراف الوطنية والأجنبية إلى التحلي بأكبر قدر من ضبط النفس".
وحضّ البيان الحكومة السورية على الحرص على "إنهاء العنف". ودعت ألمانيا إلى "مواصلة الحوار مع كل الفئات السكانية... لضمان مشاركتها الكاملة في العملية السياسية". وقالت وزارة الخارجية الألمانية "من الواضح أن عقوداً من الدكتاتورية والحرب الأهلية خلّفت جروحاً عميقة يجب أن تلتئم من خلال عملية شفافة وبمساعدة عدالة انتقالية". وأعربت برلين عن استعدادها للمساعدة في هذه العملية.
وكان حكمت الهجري، الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في محافظة السويداء، جنوبي سورية، قد دعا إلى تدخل فوري لقوات دولية لحفظ السلم في سورية "لمنع استمرار هذه الجرائم ووقفها بشكل فوري"، مشيرًا إلى أن أعمال العنف التي اندلعت أخيرًا في منطقتي جرمانا وصحنايا بريف دمشق "جاءت فقط للقتل والترويع، للإرهاب وفرض السطوة، دون تبرير ودونما أي حاجة لها"، وعن الحكومة الحالية، قال: "لم نعد نثق بهيئة (تحرير الشام) تدعي أنها حكومة .. لأن الحكومة لا تقتل شعبها بواسطة عصاباتها التكفيرية التي تنتمي إليها، وبعد المجازر تدعي أنها عناصر منفلتة، ولا نثق بوجود عناصرها بيننا لأنهم مجرد آلات قتل ودموية وخطف وتزييف حقائق".
من جهته، ردّ وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني على دعوة الهجري لتدخل قوات دولية، من دون أن يسميه بالقول إن أي دعوة إلى التدخل الخارجي تحت أي ذريعة أو شعار "لا تؤدي إلا إلى مزيد من التدهور والانقسام"، وأكد أن "الطريق إلى الاستقرار يمرّ عبر الحوار والتشارك الفعلي بين جميع مكونات الشعب السوري بعيداً عن الإملاءات، وتحت سقف السيادة السورية الكاملة"، مشدداً على أن "لا أحد أحرص على سورية من أبنائها".
وشهدت جرمانا وصحنايا اللتان تقطنهما أغلبية من أبناء الطائفة الدرزية، مواجهات عنيفة بين مجموعات مسلحة، ما أدى لمقتل عشرات الأشخاص، بينهم مدنيون. كما شهدت محافظة السويداء السورية اشتباكات مسلحة عنيفة، خلّفت عشرات القتلى والجرحى والمفقودين.
والخميس، أكّدت الولايات المتّحدة أنّ مسؤولين أميركيين التقوا في نيويورك قبل يومين الشيباني. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية إنّ واشنطن طالبت السلطات السورية بـ"اتخاذ إجراءات لوقف العنف الطائفي".
وكان الشيباني قد رفع، الجمعة الماضي، في مقر الأمم المتحدة في نيويورك علم بلاده الجديد إيذانا ببدء عهد جديد. وقالت بروس إنّ مسؤولين أميركيين التقوا بالوفد السوري في نيويورك الثلاثاء. وأضافت أنّ الولايات المتّحدة حضّت السلطات التي تولت السلطة إثر الإطاحة بالرئيس بشار الأسد على "اختيار سياسات تعزّز الاستقرار".
(فرانس برس، العربي الجديد)