واشنطن تُسمّي قائماً بأعمال سفارتها في بغداد.. هل ثمة رسائل سياسية؟

04 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 13:12 (توقيت القدس)
السوداني يلتقي القائم بأعمال السفارة الأميركية في بغداد ستيفن فاجن، 3 يونيو 2025 (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تولى السفير الأميركي في اليمن، ستيفن فاجن، منصب القائم بأعمال السفارة الأميركية في بغداد بعد شغور المنصب لعدة أشهر، مع استمرار عمله كسفير في اليمن.
- ترشيح تريسي جاكوبسون لمنصب سفيرة الولايات المتحدة في العراق لم يتحقق بسبب تغييرات إدارية، مما يعكس تراجع اهتمام واشنطن بالملف العراقي أو انتظار وضوح ملفات إقليمية.
- تعيين فاجن كقائم بالأعمال يعكس رسالة سياسية مدروسة، حيث يشير غياب السفير الرسمي إلى رغبة أميركية في إبقاء العلاقة بمستوى محدود للتعبير عن تحفظات تجاه سياسات الحكومة العراقية.

تسلّم السفير الأميركي في اليمن ستيفن فاجن رسمياً مسؤولية القائم بأعمال السفارة الأميركية في بغداد، وذلك في أول إجراء من نوعه بعد عدّة أشهر من شغور المنصب وتأخر تسمية الولايات المتحدة سفيرا جديدا بدلا عن السفيرة السابقة إلينا رومانوكسي، التي غادرت منصبها منذ نهاية العام الماضي. والعام الماضي، رشح الرئيس الأميركي السابق جو بايدن الدبلوماسية تريسي جاكوبسون لمنصب سفيرة الولايات المتحدة في العراق.

لكن تعيين جاكوبسون، الذي كان مقررا في يناير/كانون الثاني الماضي، لم يتحقق مع وصول إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وظل المنصب شاغراً، في أطول مدة لا تسمي فيها واشنطن سفيرا لها ببغداد منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003. ووفقا لبيان مقتضب صدر عن السفارة الأميركية في بغداد، فقد تسلّم السفير ستيفن فاجن مهامه قائماً بالأعمال بالإنابة في سفارة الولايات المتحدة في بغداد في 29 مايو/أيار المنصرم. وأوضح البيان أن السفير فاجن يشغل منصب سفير الولايات المتحدة في اليمن منذ عام 2022، وسيظل معتمداً سفيراً هناك خلال فترة وجوده في بغداد.

وشغل فاجن سابقا عدة مهام في وزارة الخارجية الأميركية، أبرزها مدير مكتب الشؤون الإيرانية بوزارة الخارجية ما بين عامي 2015 و2018، ثم منصب نائب رئيس البعثة في السفارة الأميركية في بغداد بين عامي 2020 و2021، والمسؤول في القنصلية الأميركية العامة في أربيل بين 2018 و2020، كما عمل في باكستان وتبليسي والقاهرة. وعقد فاجن خلال اليومين الماضيين اجتماعين مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ومستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، في بغداد، وفقا لبيانات رسمية صدرت عن المسؤولين العراقيين في هذا الإطار.

وقال الباحث بالشأن السياسي العراقي أحمد النعيمي إن ترشيح إدارة بايدن السابقة السفيرة تريسي جاكوبسون لمنصب سفيرة الولايات المتحدة في العراق انتفى مع وصول إدارة ترامب، وهو أحد أسباب بقاء النصب شاغرا ويُدار بالإنابة منذ عدة أشهر. وأضاف النعيمي أن عدم حسم المنصب قد يُفهم منه تراجع اهتمام واشنطن بالملف العراقي ككل، أو الرغبة في إبقاء المنصب لحين اتضاح جملة من الملفات بالمنطقة بعد التحولات الكبيرة التي شهدتها"، واصفا منصب السفير الأميركي في العراق بأنه "درج على أن يكون ضمن مواصفات تعكس توجهات الإدارات الأميركية".

بدوره، قال الباحث والأكاديمي العراقي مجاشع التميمي إنه "رغم إعلان السفارة الأميركية في بغداد تعيين السفير ستيفن فاجن بصفة قائم بالأعمال، إلا أن عدم تسميته رسمياً سفيراً يعكس رسالة سياسية مدروسة"، مبيناً في تعليق له أوردته وسائل إعلام محلية عراقية أن "غياب السفير الرسمي يشير إلى رغبة أميركية في إبقاء العلاقة في مستوى محدود، ربما للتعبير عن تحفظات تجاه بعض سياسات الحكومة العراقية، أو لترك هامش مناورة في ملفات شائكة كالوجود العسكري والنفوذ الإقليمي، كما أن التوقيت الحرج الذي تمر به المنطقة قد يجعل من التأخير أداة ضغط دبلوماسية". وختم التميمي حديثه بالقول إن "التسمية ليست مسألة بروتوكول فقط، بل تحمل أبعاداً أمنية وسياسية تُستخدم لتمرير رسائل غير مباشرة إلى بغداد".

المساهمون