واشنطن تنفي خيانة كييف وزيلينسكي يشترط التوافق مع أميركا قبل التفاوض مع روسيا
استمع إلى الملخص
- شدد وزراء خارجية ست دول أوروبية وأوكرانيا على ضرورة مشاركة أوروبا وكييف في أي مفاوضات، مؤكدين على أهمية استقلال أوكرانيا وتحقيق سلام عادل ودائم.
- أعربت بريطانيا عن التزامها بدعم أوكرانيا، وأشار وزير الدفاع الأميركي إلى أن عودة أوكرانيا لحدودها قبل 2014 غير واقعي، فيما رحبت الصين بتعزيز التواصل بين واشنطن وموسكو.
قال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث الخميس، إن المحادثات التي أجراها الرئيس دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لبدء مفاوضات من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا "ليست خيانة" لكييف، فيما أعلن الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي، أنه يريد التوافق على موقف مع واشنطن قبل إجراء أي مفاوضات مع روسيا.
وقال هيغسيث قبل اجتماع لوزراء دفاع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي: "ليست هناك خيانة. ثمة اعتراف بأن العالم والولايات المتحدة مهتمان بالسلام، سلام من طريق التفاوض، كما قال الرئيس ترامب، ووقف القتل".
إلى ذلك، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أنه يريد التوافق على موقف مع واشنطن قبل إجراء أي مفاوضات مع روسيا. وقال إن "الاجتماعات بين أوكرانيا وأميركا تشكل أولوية بالنسبة إلينا. وفقط بعد اجتماعات مماثلة، بعد إعداد خطة هدفها وضع حد لـ(فلاديمير) بوتين، أعتقد أنه سيكون أمراً منصفاً التحدث إلى الروس".
6 دول أوروبية: لا سلام عادلاً ومستداماً في أوكرانيا من دوننا
يأتي ذلك فيما أكّد وزراء خارجية ست دول أوروبية وأوكرانيا خلال اجتماع في باريس، ليل الأربعاء، أنّ أوروبا وكييف ينبغي أن "تشاركا في أيّ مفاوضات" لوقف الحرب بين موسكو وكييف، وذلك إثر توافق الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين على بدء محادثات "فورية" بهذا الشأن. وقال وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبولندا وإيطاليا وإسبانيا وبريطانيا وأوكرانيا في بيان مشترك: "نرغب في أن نتباحث مع حلفائنا الأميركيين في الطريق الواجب اتخاذه" لوقف الحرب.
وأضاف الوزراء السبعة في البيان الذي أصدروه بعد اجتماع استمر ساعات عدّة، أنه "يجب أن تكون أهداف أوروبا المشتركة تتمحور حول وضع كييف في موقف قوة. يجب على كييف وأوروبا أن تشاركا في أيّ مفاوضات". وإذ ذكّر البيان بالتزام الدول الأوروبية بـ"استقلال وسيادة وسلامة الأراضي الأوكرانية في مواجهة العدوان الروسي"، شدّد على أنّ "أوكرانيا يجب أن تستفيد من ضمانات أمنية قوية". وشدّد البيان على أنّ تحقيق "سلام عادل ودائم في أوكرانيا هو شرط ضروري لأمن قوي عبر الأطلسي".
تأكيدات ضرورة مشاركة أوكرانيا في المباحثات
وقبيل الاجتماع، قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل-بارو إنه "لن يكون هناك سلام عادل ومستدام بأوكرانيا من دون مشاركة الأوروبيين"، فيما أكدت نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك ونظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس بوينو أنّ أيّ قرار حول كييف لا يمكن اتخاذه "من دون أوكرانيا". وقال ألباريس بوينو: "نحن نتحدث عن بلد سيّد ذي حكومة منتخبة ديمقراطياً. أيضاً، لا يمكن اتّخاذ أي قرار يؤثر على الأمن الأوروبي - والعدوان الروسي يهدد الأمن الأوروبي بشكل مباشر - بدون أوروبا".
بعده بدقائق قليلة، كرّرت بيربوك موقفها بشأن عدم جواز "اتّخاذ أي قرار بشأن أوكرانيا من دون أوكرانيا"، وشدّدت على أن أوروبا يجب أن "تبقى موحدة". وشدّد الوزير البولندي رادوسلاف سيكورسكي على الحاجة إلى تعزيز الدعم لأوكرانيا، داعياً إلى "تعاون وثيق عبر الأطلسي". وعقد الوزراء اجتماعاً في باريس حول الدفاع الأوروبي وأوكرانيا بالتزامن مع محادثة هاتفية استمرت ساعة ونيّفا بين ترامب وبوتين اللذين اتفقا، بحسب الرئاسة الأميركية، على بدء مفاوضات "فورية" لإنهاء النزاع في أوكرانيا.
كذلك قال المستشار الألماني أولاف شولتز إنه يرفض "سلاماً مفروضاً" على أوكرانيا. وأضاف لموقع بوليتيكو الإخباري: "ليس من الواضح حتى الآن تحت أي شروط ستكون أوكرانيا مستعدة لقبول اتفاق السلام". وأعرب وزير دفاعه الخميس عن أسفه لـ"التنازلات" التي قدمتها واشنطن إلى موسكو "حتى قبل بدء المفاوضات".
بريطانيا تتعهد بـ"مواصلة" الدعم لأوكرانيا
في غضون ذلك، أشارت نائبة رئيس الوزراء البريطاني، أنجيلا راينر، إلى أن المملكة المتحدة ستواصل دعم الدفاع الأوكراني ضد روسيا. ونقلت وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا)، اليوم الخميس، عن راينر القول، إن دعم بريطانيا لأوكرانيا يظل "ثابتاً"، في ظل التحركات التي يقوم بها الرئيس الأميركي لإنهاء الصراع. وفي تصريحات لشبكة "آي تي في"، قالت نائبة رئيس الوزراء لدى سؤالها عن تصريحات الرئيس الأميركي الأخيرة حول أوكرانيا، إن الحكومة و"البرلمان بأكمله" متحدان في دعم كييف.
عضوية حلف شمال الأطلسي
في الأثناء، حدّد وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث خلال زيارة إلى بروكسل، الأربعاء، الخطوط الحمر بالنسبة لترامب في ما يتّصل بحلف شمال الأطلسي وأوكرانيا. واعتبر هيغسيث أنه من "غير الواقعي" تصوّر عودة أوكرانيا إلى حدودها قبل العام 2014، أي بما في ذلك شبه جزيرة القرم. أيضاً، فإنّ انضمام أوكرانيا إلى التحالف الأطلسي بعد مفاوضات السلام "غير واقعي"، وفق هيغسيث.
روته: أوكرانيا يجب أن تشارك بشكل وثيق في أي مفاوضات سلام
من جانبه، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، مارك روته، إن أوكرانيا يجب أن تشارك في أي محادثات سلام، وإن أي اتفاق نهائي يجب أن يكون "مستداماً"، وأضاف روته لصحافيين قبل اجتماع لوزراء دفاع الدول الأعضاء في الناتو: "من المهم عندما نتحدث عن أوكرانيا أن تكون أوكرانيا منخرطة بشكل وثيق في كل ما يتعلق بأوكرانيا".