واشنطن تقترح على أوكرانيا ضمانات أمنية من دون الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي

16 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 18:27 (توقيت القدس)
رفع علمي أوكرانيا وناتو خلال احتفال في برلين، 9 مايو 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرز عن استعداد الولايات المتحدة لتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا مشابهة لتلك التي يقدمها الناتو، دون انضمامها للحلف، بعد قمة جمعت ترامب وبوتين.
- لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، رغم إشارات المودة بين ترامب وبوتين، وأكد الأوروبيون على ضرورة ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا واستمرار المساعدة العسكرية.
- أكد ميدفيديف أن بوتين حدد شروط روسيا لإنهاء الحرب، مشيراً إلى إمكانية المفاوضات دون شروط مسبقة، محملاً كييف وأوروبا مسؤولية التوصل إلى نتائج.

ترامب أجرى مكالمة مع زيلينسكي وقادة أوروبيين بعد قمته مع بوتين

ترامب والقادة الأوروبيون ناقشوا ضمانات أمنية محتملة خارج ناتو

مكالمة ترامب مع زيلينسكي والقادة الأوروبيين دامت أكثر من ساعة

قال المستشار الألماني فريدريش ميرز، اليوم السبت، إن الولايات المتحدة مستعدة للمشاركة في تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا، وذلك بعد القمة التي جمعت الرئيسين الرئيس الأميركي دونالد ترامب

 والروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا الجمعة. وجاءت تصريحاته خلال مقابلة أجرتها معه قناة "زد.دي.إف" الألمانية بعد أن أطلعه ترامب على نتائج محادثاته مع بوتين.

وكان مصدر دبلوماسي قال لوكالة فرانس برس، اليوم، إن الولايات المتحدة اقترحت على أوكرانيا ضمانات أمنية مشابهة لتلك التي يقدّمها حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ولكن من دون الانضمام إلى الحلف، وفق ما أفاد به بعد مكالمة بين ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

وقادة أوروبيين. 

وأضاف مصدر "إحدى الضمانات الأمنية لأوكرانيا التي اقترحها الجانب الأميركي تشبه المادة الخامسة من معاهدة حلف شمال الأطلسي"، مضيفاً: "من المفترض أنه تمّ الاتفاق عليها مع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين" خلال قمته مع ترامب الجمعة في ألاسكا. وتقاطعت هذه المعلومات مع نشرته وكالة رويترز التي نقلت عن مصدرين مطلعين قولهما إن ترامب والقادة الأوروبيين ناقشوا ضمانات أمنية محتملة لأوكرانيا خارج حلف شمال الأطلسي، ولكن على غرار "المادة الخامسة"، للحلف خلال مكالمتهم اليوم.

وذكر أحد المصدرين، الذي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الأمور، أن القادة الأوروبيين يسعون للحصول على توضيح بشأن نوع الدور الأميركي الذي قد ينطوي عليه ذلك، لكن لم تتوفر تفاصيل بعد. ويعتبر حلف شمال الأطلسي أي هجوم تتعرض له دولة عضو هجوماً على الجميع بموجب قاعدة "المادة الخامسة". ويبلغ عدد الدول الأعضاء في الحلف العسكري 32.

ونقل موقع أكسيوس الأميركي عن مصدر مطلع قوله إنّ مكالمة ترامب مع زيلينسكي والقادة الأوروبيين دامت أكثر من ساعة، فيما مكالمته مع زيلينسكي استمرت مدة ساعة. وكان على الخط أيضاً وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ومبعوث الرئيس الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بحسب الموقع، وبعد ذلك، انضمّ قادة المملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وفنلندا وبولندا والأمين العام لحلف ناتو مارك روته ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين لمدة نصف ساعة أخرى. وقال المصدر المطلع على المكالمة بين ترامب وزيلينسكي وقادة ناتو إنّ "المكالمة لم تكن سهلة".

ولم يتوصّل ترامب وبوتين بعد قمتهما التي دامت حوالي ثلاث ساعات إلى أي جديد بشأن وقف إطلاق النار في أوكرانيا، رغم إشارتهما إلى نقاط توافق بينهما وتبادل إشارات المودة. ورحّب المسؤولون الأوروبيون بالجهود الدبلوماسية للرئيس الأميركي، وكرّروا دعواتهم إلى عقد اجتماع ثلاثي بين ترامب وبوتين وزيلينسكي، وفقاً لما نقلته وكالة بلومبيرغ الأميركية عن أشخاص مطلعين على النقاش. وأكّدوا مجدداً أن اتخاذ القرارات بشأن أراضي أوكرانيا يعود لأوكرانيا، مشددين خلال المكالمة على أنّ كييف في حاجة إلى ضمانات أمنية قوية لضمان صمود أي اتفاق سلام، معربين عن التزامهم بمواصلة تقديم المساعدة العسكرية لأوكرانيا.

ويشعر بعض المسؤولين الأوروبيين بالقلق من أن ترامب سيضغط الآن على زيلينسكي لتقديم تنازلات إقليمية للتوصل إلى اتفاق، وفقاً لما نقلته "بلومبيرغ" عن أشخاص مطلعين على الأمر تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم.

ميدفيديف: بوتين حدد شروط روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا

وفي السياق، ذكر الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف أن بوتين حدّد شروط روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا خلال قمة ألاسكا. وقال ميدفيديف إنّ القمة بين الرئيسين الأميركي والروسي دليل على إمكانية تزامن العمليات العسكرية والوسائل الدبلوماسية لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وكتب ميدفيديف على تطبيق تليغرام اليوم السبت، مستخدماً الصياغة الرسمية لروسيا للحرب التي تشنها على جارتها منذ عام 2022، "أظهر الاجتماع أن المفاوضات ممكنة من دون شروط مسبقة، وفي الوقت نفسه مع استمرار العملية العسكرية الخاصة".

وقال ميدفيديف، وهو نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، إنه فوق كل شيء، أوضح الجانبان خلال المحادثات في ألاسكا أن الأمر يقع في المقام الأول على عاتق أوكرانيا والأوروبيين لإنهاء القتال. وأضاف أنّ آلية كاملة للاتصالات على أعلى مستوى جرت إقامتها بهدوء ومن دون إنذارات نهائية أو تهديدات، مشيداً بالقمة وواصفاً إياها بأنها ناجحة بالنسبة لروسيا.

وأشار إلى أنه نتيجة لذلك، لم تضع الولايات المتحدة المزيد من الضغوط على روسيا، على الأقل في الوقت الحالي. وأشار ميدفيديف إلى أن القمة حمّلت كييف وأوروبا بشكل مباشر مسؤولية التوصل إلى نتائج في المفاوضات لإنهاء الصراع في أوكرانيا.

(رويترز، فرانس برس، أسوشييتد برس، العربي الجديد)