واشنطن تفاجئ بروكسل في الأمم المتحدة بمشروع قرار مضاد بشأن أوكرانيا
استمع إلى الملخص
- دعا وزير الخارجية الأميركي الدول لدعم المشروع الأميركي، بينما اقترحت روسيا تعديلاً حول "الأسباب الجذرية للصراع"، ورحب السفير الصيني بأي مبادرات للسلام، في حين لم يعلق السفير الفرنسي.
- المشروع الأوكراني الأوروبي يدعو لخفض التصعيد وإنهاء الحرب هذا العام، مع توقعات بتبني القرار في الجمعية العامة بأغلبية بسيطة أو ثلثي الأصوات.
في خطوة مفاجئة، قررت الولايات المتحدة تقديم مشروع قرار خاص بها حول أوكرانيا مقابل المشروع الأوروبي الذي كان من المفترض التصويت عليه يوم الاثنين القادم في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وحصلت مراسلة "العربي الجديد" على نص مسودة مشروع القرار الأميركي التي كانت قصيرة جداً، وجاء نصها الأولي المسرب في ثلاث فقرات (أسطر) وحملت عنوان "الطريق إلى السلام".
ونصت المسودة الأميركية على أن الجمعية العامة "تعرب عن حزنها الشديد على الخسارة المأساوية للأرواح طيلة الصراع بين روسيا وأوكرانيا"، وتتابع في الفقرة الثانية: "إذ تؤكد أن الغرض الرئيسي للأمم المتحدة، كما ورد في ميثاق الأمم المتحدة، هو الحفاظ على السلام والأمن الدوليين وحل النزاعات سلمياً"، وتقول في الفقرة الثالثة إن الجمعية العامة "تطالب بإنهاء الصراع بسرعة وتحث كذلك على تحقيق سلام دائم بين أوكرانيا وروسيا".
وبعدما أصبح واضحاً أن الجانب الأميركي يلوح بتقديم المسودة للجمعية العامة مقابل المسودة الأوكرانية الأوروبية، علق مصدر دبلوماسي غربي آخر لـ"العربي الجديد" بقوله إنه "يشعر بالذهول"، ومن غير الواضح حتى اللحظة ما إذا كانت ستطرأ على النص الأميركي أي تغييرات جذرية، وما إذا كانت الولايات المتحدة بالفعل ستقدمه للتصويت يوم الاثنين.
وحضّ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، اليوم السبت، الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على تأييد مشروع قرار تقدمت به واشنطن يدعو إلى "نهاية سريعة" للحرب بين روسيا وأوكرانيا، لكنه لا يشير إلى وحدة أراضي كييف. وقال روبيو: "تقدمت الولايات المتحدة بمشروع قرار بسيط وتاريخي في الأمم المتحدة، وندعو كل الدول الأعضاء إلى تأييده بهدف رسم مسار نحو السلام".
وفي أول تعليق رسمي له رداً على أسئلة صحافيين، وصف السفير الروسي للأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا مشروع القرار الأميركي بـ"الخطوة الجيدة" مشيراً إلى أن روسيا اقترحت تعديلاً على المشروع يشمل الإشارة إلى "الأسباب الجذرية للصراع". وبحسب نسخة مسربة، فقد طلب الجانب الروسي أن تضاف إلى الفقرة الثالثة في المسودة الأميركية تلك الإشارة بحيث تصبح "تطالب بإنهاء الصراع بسرعة، بما في ذلك معالجة أسبابه الجذرية، وتحث كذلك على تحقيق سلام دائم بين أوكرانيا وروسيا".
ورفض السفير الفرنسي للأمم المتحدة نيكولا دو ريفير التعليق على الموضوع في رده على أسئلة الصحافيين حول المسودة الأميركية. أما السفير الصيني فو كونغ، فعلق قائلاً: " لم نر النص (الأميركي) بعد، وقلنا إننا نرحب بكل المبادرات التي يمكنها أن تحقق السلام في الصراع الأوكراني". وبحسب مصادر مطلعة، فإن الجانب الأوروبي سيعقد اجتماعات حول الموضوع للنظر في التعامل مع التطورات الأخيرة.
وكانت أوكرانيا تفاوضت بدعم من الاتحاد الأوروبي على مشروع قرار للتصويت عليه، الاثنين، بمناسبة مرور ثلاث سنوات على الاجتياح الروسي لأوكرانيا. وجاءت مسودة مشروع القرار الأوكراني المدعوم أوروبياً في أكثر من ثلاث صفحات، وتضمنت مسودة المشروع دعوة "إلى خفض التصعيد ووقف الأعمال العدائية في وقت مبكر وإيجاد حل سلمي للحرب ضد أوكرانيا، التي اتسمت بالدمار الهائل والمعاناة الإنسانية، بما في ذلك بين السكان المدنيين، بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي".
وشددت مسودة مشروع القرار الأوكراني على "الحاجة الملحة إلى إنهاء الحرب هذا العام، ومضاعفة الجهود الدبلوماسية للحد من مخاطر المزيد من التصعيد ولتحقيق سلام شامل وعادل ودائم في أوكرانيا، بما يتفق مع ميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك مبادئ المساواة في السيادة والسلامة الإقليمية للدول"، وأشارت المسودة إلى القرارات السابقة التي اتخذتها الأمم المتحدة في هذا الصدد، ولعل أبرز ما جاء فيها هو تأكيد ضرورة إنهاء الحرب هذا العام.
وكان مصدر دبلوماسي غربي رفيع المستوى بنيويورك وصف في تصريحات لـ"العربي الجديد" المباحثات حول المسودة مع بقية الدول الأعضاء بـ"المثمرة" متوقعاً تبني القرار. وحول ما إذا كانت الولايات المتحدة تعاونت بالتفاوض مع الدول الأوروبية، قال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إنها "أبدت بعض الملاحظات على نص المسودة وأخذنا قدراً كبيراً منها بعين الاعتبار، ولا ندري كيف سيجرى التصويت ولكن الأجواء كانت إيجابية".
ويُذكر أنه لا يمكن استخدام الفيتو في الجمعية العامة، على عكس مجلس الأمن الدولي. ويحتاج أي مشروع يُقدَّم في الجمعية العامة من أجل تبنيه إما أغلبية بسيطة أو ثلثي أصوات الدول المصوتة بنعم أو لا من أصل 193 دولة عضواً في الجمعية العامة للأمم المتحدة. ويشار إلى أن الجمعية العامة كانت تبنت ست قرارات حول أوكرانيا منذ الاجتياح الروسي قبل ثلاث سنوات، وأدان عدد منها روسيا وطالبها بسحب قواتها.