واشنطن تعلن إبلاغ قطر مسبقاً بالعدوان الإسرائيلي والدوحة تنفي
استمع إلى الملخص
- نفت وزارة الخارجية القطرية إبلاغها مسبقاً بالهجوم، موضحة أن الاتصال الأميركي جاء بعد بدء الهجوم، بينما أعرب الرئيس ترامب عن استيائه من موقع الهجوم وتحدث مع أمير قطر لضمان عدم تكرار الأمر.
- أشار الإعلام الإسرائيلي إلى احتمال إعطاء ترامب الضوء الأخضر للهجوم، وأكدت إسرائيل مسؤوليتها الكاملة، مستهدفة قادة "حماس" المسؤولين عن مجزرة السابع من أكتوبر.
ترامب أبلغ نتنياهو أنه يعتقد أن هذا الحادث المؤسف لا يخدم السلام
أكد الرئيس الأميركي لأمير قطر أن هذه الحادثة لن تتكرر
البيت الأبيض: طُلب من ويتكوف إبلاغ القطريين بالهجوم الوشيك
أكد البيت الأبيض، مساء اليوم الثلاثاء، أن الولايات المتحدة علمت من الجيش الأميركي بالهجوم الإسرائيلي على الدوحة قبل وقوعه، مشيراً إلى أن الرئيس دونالد ترامب يشعر بالاستياء الشديد بشأن موقع هذا الهجوم. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت في مؤتمر صحافي، إن ترامب أخبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه يعتقد أن هذا الحادث المؤسف لا يخدم السلام.
وشددت المتحدثة على أن تحذير ترامب الأخير لحركة حماس، الأحد الماضي، لا علاقة له بالهجوم الإسرائيلي على قطر، مشيرة إلى أنه طُلب من المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، إبلاغ القطريين بالهجوم الوشيك. وأشارت ليفيت إلى أن ترامب تحدث بعد الهجوم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأمير قطر، وأكد للأخير أن "مثل هذا الأمر لن يتكرر على أراضيهم".
وذكرت أن ترامب "يريد إطلاق سراح جميع الرهائن في غزة، وكذلك تسليم جثامين الضحايا، وأن تنتهي الحرب الآن"، مضيفة أن "الرئيس ترامب تحدث مع رئيس الوزراء (الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو بعد الهجوم، والذي ردّ بأنه يريد صنع السلام وبسرعة". وتابعت "يعتقد الرئيس ترامب أن هذا الحادث المؤسف قد يكون فرصة لتحقيق السلام". وأشارت إلى أن ترامب تحدث أيضاً مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وشكرهما على دعمهما، وعلى الصداقة بين البلدين، وأكد لهما أن مثل هذا الأمر لن يتكرر مرة أخرى على الأراضي القطرية. ونفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، رداً على أسئلة الصحافيين، أن يكون هناك أي علاقة بتهديد ترامب لحماس منذ يومين، بهذا الهجوم.
من جهته، نفى مستشار رئيس مجلس الوزراء، المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، ما يجري تداوله من تصريحات حول أنه جرى إبلاغ دولة قطر بالهجوم الإسرائيلي مسبقاً. وقال الأنصاري في منشور على منصة إكس إن "ما يجري تداوله من تصريحات حول أنه جرى إبلاغ دولة قطر بالهجوم مسبقاً عارية عن الصحة، الاتصال الذي ورد من قبل أحد المسؤولين الأميركيين جاء خلال سماع دوي صوت الانفجارات الناتجة عن الهجوم الإسرائيلي في الدوحة".
وكان مسؤولون في البيت الأبيض، قد أكدوا في وقت سابق، اليوم الثلاثاء، أن واشنطن أُبلغت بالعدوان الإسرائيلي على الدوحة مباشرة قبل تنفيذه، في وقت سارع ديوان نتنياهو لتأكيد مسؤولية إسرائيل الكاملة عنه. ونقل موقع أكسيوس الأميركي عن مسؤول في البيت الأبيض تأكيده أن إدارة ترامب جرى إبلاغها مباشرة قبل الهجوم الإسرائيلي على مسؤولي "حماس" في قطر، موضحاً أن "الإخطار الإسرائيلي جاء عندما أطلقت الصواريخ، وبالتالي لم تكن لدى إدارة ترامب إمكانية التدخل".
من جانبها، نقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول في البيت الأبيض تأكيده أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة مسبقاً بالضربات الجوية التي نفّذتها ضد قادة "حماس" في العاصمة القطرية. وقال المسؤول للوكالة، شرط عدم الكشف عن هويته، "جرى إبلاغنا مسبقاً". وجاء هذا في وقت ألمح مراسل للقناة 12 العبرية إلى أن مقترح ترامب الأخير لصفقة في غزة ربما كان خدعة بالاتفاق مع إسرائيل، وأنه مرتبط بالهجوم، في وقت تحدثت أنباء عن أن اجتماع قيادة "حماس" كان يبحث مقترح ترامب عندما جرى استهدافه.
وأشارت القناة إلى أن ترامب أعطى الضوء الأخضر للهجوم الإسرائيلي في قطر، وأضافت أن هناك إجماعاً لدى المستويين السياسي والأمني في إسرائيل حول الاغتيال. وسارع ديوان نتنياهو، للتأكيد أن "العملية التي نُفذت اليوم ضد كبار قادة حماس كانت عملية إسرائيلية مستقلة بالكامل. إسرائيل بادرت إليها، إسرائيل نفذتها، وإسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عنها". ولم تتضح حتى الساعة نتائج العدوان الإسرائيلي، في وقت أكدت مصادر لـ"التلفزيون العربي" نجاة قيادة حماس من عملية الاغتيال الإسرائيلية.
وفي تعليق له على العدوان على الدوحة، قال غرشون باسكين، الذي عمل وسيطاً بين الولايات المتحدة و"حماس" في الأسابيع الأخيرة: "ما زلنا لا نعرف نتائج الهجوم الإسرائيلي. سيكون لدي الكثير لأقوله عندما نعرف أكثر. لكن ردة فعلي الأولى هي: إذا كانت إسرائيل فعلت ذلك بنفسها من دون ضوء أخضر من ترامب، فإن الطريقة الوحيدة التي يمكن لترامب أن ينقذ بها سمعة الولايات المتحدة في كل المنطقة، وربما في العالم كله، هي عبر إنهاء فوري لهذه الحرب المروعة. عدم القيام بذلك سيكون اعترافاً بأن ترامب أعطى الضوء الأخضر للهجوم العسكري الإسرائيلي ضد حماس على الأراضي القطرية".
وبعد ظهر اليوم الثلاثاء، سُمع دوي انفجارات عنيفة في الدوحة، قبل أن يعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي شنّ سلاح الجو والشاباك هجوماً "بشكل موجه ودقيق ضد قيادة حركة حماس، في العاصمة القطرية الدوحة". وزعم في بيان أن "قادة القيادة الحمساوية الذين جرى استهدافهم قادوا أنشطة حماس... على مدار سنوات ويتحمّلون المسؤولية المباشرة عن ارتكاب مجزرة السابع من أكتوبر (تشرين الأول 2023) وإدارة الحرب ضد إسرائيل". كما زعم جيش الاحتلال أنه "قبل الغارة جرى اتخاذ خطوات لتجنب إصابة المدنيين، شملت استخدام أنواع الذخيرة الدقيقة، والمعلومات الاستخبارية الإضافية. سيواصل الجيش الإسرائيلي والشاباك للحسم ضد حماس المسؤولة عن مجزرة السابع من أكتوبر".