واشنطن تشدد على "مشروعية" غارة في سورية سبّبت مجزرة الباغوز

واشنطن تشدد على "مشروعية" غارة في سورية سبّبت مجزرة الباغوز

15 نوفمبر 2021
اتّخذ الجيش الأميركي تدابير للتعتيم على مجزرة الباغوز (Getty)
+ الخط -

أعلنت القيادة المركزيّة الأميركيّة "سينتكوم"، الأحد، أنّ غارة جوّية نُفّذت في سورية عام 2019 وقُتل فيها مدنيّون، كانت "مشروعة"، وذلك بعدما أوردت صحيفة "نيويورك تايمز" أنّ الجيش الأميركي تكتّم عن مقتل عشرات الأشخاص من غير المحاربين جرّاء هذه الغارة التي سبّبت مجزرة الباغوز.

ونشرت "نيويورك تايمز" السبت نتائج تحقيق أجرته، أظهر أنّ قوّة أميركيّة خاصّة عاملة في سورية - كانت تُخفي أحياناً وقائع عن شركائها العسكريّين حفاظاً على السرّية - ألقت ثلاث قنابل على مجموعة مدنيّين قرب معقل لتنظيم "داعش" في بلدة الباغوز، ما أدى إلى مقتل 70 شخصاً، أغلبهم نساء وأطفال.

وبحسب تقرير الصحيفة، قال مسؤول قضائي أميركي إنّ الغارة قد ترقى إلى مصاف "جريمة حرب"، وإنّه "تقريباً في كلّ خطوة، اتّخذ الجيش تدابير للتعتيم على هذه الغارة الكارثيّة".

وبالاستناد إلى وثائق سرّية ومقابلات أجرتها مع مسؤولين وعناصر كانوا منخرطين في هذه العمليّة مباشرةً، وجدت "نيويورك تايمز" أنّ الضربة كانت "واحدة من أكبر" الهجمات التي "أدّت إلى سقوط ضحايا مدنيّين في الحرب ضدّ "داعش"، رغم عدم اعتراف الجيش الأميركي بها علناً.

وبحسب تقرير الصحيفة، فقد "جرى التقليل من أعداد القتلى، وتأخير التقارير والتخفيف من حدّتها وإضفاء طابع السرّية عليها. وأقدم التحالف بقيادة الولايات المتحدة على تجريف موقع الغارة. ولم يجرِ إبلاغ القيادات العليا". وأضاف التقرير أنّ نتائج التحقيق التي توصّل إليها المفتّش العامّ لوزارة الدفاع الأميركية "حُذِفَت منها أيّ إشارة إلى الغارة".

وأصدرت "سينتكوم" من جهتها بياناً مفصلاً بشأن الغارة، وأعلنت أن تحقيقاً خلص إلى أنها "دفاع مشروع عن النفس" و"متناسبة" وأن "خطوات ملائمة اتُّخِذت لاستبعاد (فرضية) وجود مدنيين". وأضافت "سينتكوم" أنّ تحقيقاً فُتح بعدما رجّح تقرير عسكري مقتل مدنيين في الغارة.

وبالإضافة إلى مقتل 16 مقاتلاً في تنظيم "داعش"، خلص التحقيق إلى مقتل أربعة مدنيين على الأقل وجرح ثمانية.

وقال المتحدث باسم "سينتكوم"، بيل أوربان: "لقد أعددنا تقريراً داخلياً بالغارة، وأجرينا تحقيقاً فيها وفق ما لدينا من أدلة، ونتحمّل كامل المسؤولية عن الخسائر غير المقصودة في الأرواح".

وقال إن التحقيق لم يتمكن من "تحديد وضع أكثر من 60 ضحية أخرى بشكل قاطع". وأضاف أن بعضاً من النساء والأطفال "سواء بناءً على العقيدة أو على خيارهم الشخصي، قرروا حمل السلاح في هذه المعركة، وبالتالي لا يمكن بتاتاً تصنيفهم مدنيين".

وبحسب "نيويورك تايمز"، فإن وحدة القوّات الخاصّة "تاسك فورس 9" شنّت تلك الغارة بطلب من قوّات سورية الديمقراطيّة (قسد)، رغم وجود مدنيّين، متجاهلة التوجيهات العسكرية لتجنب الإصابات بين المدنيين.

وقالت الصحيفة إن كل غارة يجب أن تسبقها عمليات تحقّق دقيقة، مثل المراقبة باستخدام طائرات بلا طيار "أحياناً لمدة أيام أو أسابيع"، والاستعانة بمحللين لإجراء عمليات تحقق من أجل التمييز بين المقاتلين والمدنيين.

وفي مارس/ آذارمن عام 2019 أعلنت "قوات سورية الديموقراطية" وقيادتها الكردية والتحالف بقيادة الولايات المتحدة إسقاط "خلافة" تنظيم "داعش" بعد طرد الجهاديين من آخر معاقلهم في بلدة الباغوز في شرق سورية.

(العربي الجديد، فرانس برس)

المساهمون