واشنطن تُسمي قائماً بأعمالها في العراق بالتزامن مع عمليات انسحاب التحالف التدريجي

26 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 12:30 (توقيت القدس)
القوات الأميركية في العراق (علي مكرم غريب/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلنت واشنطن تعيين جوش هاريس قائماً بأعمال السفارة الأميركية في بغداد، خلفاً للسفير ستيفن فاغن، بالتزامن مع استعدادات الانسحاب العسكري الأميركي النهائي في 2026، مما يعكس عدم تعيين سفير دائم حالياً.
- يتمتع هاريس بخبرة واسعة في المنطقة، وتعيينه لا يحمل إشارات سياسية مقصودة، وفقاً للمستشار السياسي للحكومة العراقية، الذي أكد أن الانسحاب يشمل التحالف الدولي.
- أكد رئيس البرلمان العراقي على تقليص القوات الأميركية وتعزيز دخول الشركات الأميركية، بينما أشار الخبير أحمد النعيمي إلى أن تعيين هاريس يعكس سياسة واشنطن تجاه الفصائل الحليفة لإيران.

بالتزامن مع عمليات النقل والإحلال التي يجريها الجيش الأميركي في العراق، استعداداً لتنفيذ اتفاقية الانسحاب التدريجي من البلاد، أعلنت واشنطن تسمية الدبلوماسي جوش هاريس قائماً بأعمال السفارة الأميركية في بغداد، بديلاً عن السفير الحالي ستيفن فاغن، الذي تولى منصب القائم بالأعمال في العراق إلى جانب عمله سفيراً أميركياً في اليمن.

ووفقاً لإيجاز قدّمته السفارة الأميركية في بغداد، فإن فاغن يستعد لمغادرة العراق، ليحل محلّه القائم بالأعمال الجديد جوش هاريس، الأسبوع المقبل. وأضافت أنه "مع استعداد القائم بالأعمال السفير ستيفن فاغن لمغادرة العراق، نتطلع إلى الترحيب بالقائم بالأعمال الجديد، جوش هاريس، الأسبوع المقبل لمواصلة هذا العمل المهم".

الخطوة التي تأتي بالتزامن مع بدء عمليات عسكرية واسعة في قاعدة عين الأسد غربي العراق، ومعسكر فيكتوريا الواقع قرب مطار بغداد الدولي غربي العاصمة، حيث يجرى نقل معدات وآليات عسكرية للجيش الأميركي تجاه إقليم كردستان حيث قاعدة "حرير"، بمحافظة أربيل، والتي ستكون آخر نقاط التمركز الأميركي في العراق، قبيل انسحابها النهائي عام 2026 المقبل، تشير إلى عدم رغبة واشنطن في الوقت الحالي بتسمية سفير دائم لها في العراق، منذ انتهاء عمل السفيرة إلينا رومانسكي، العام الماضي.

وشغل هاريس مناصب دبلوماسية عدة في المنطقة، أبرزها منصب نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون شمال أفريقيا، كما عمل في العراق وليبيا، وتونس، وسلوفينيا، وكرواتيا، إلى جانب عمله عضواً في مجلس الأمن القومي الأميركي، ويتقن لغات عدة، بينها العربية، والفرنسية، والإيطالية. وفي السياق، اعتبر المستشار السياسي للحكومة العراقية فرهاد علاء الدين أن تعيين جوش هاريس قائماً بالأعمال في بغداد لا يحمل أي إشارات مقصودة، مضيفاً في تصريحات للصحافة المحلية في بغداد أنه "لا إشارات مقصودة بتعيين عضو بالأمن القومي قائماً بأعمال سفارة واشنطن ببغداد"، مؤكداً أن "ما يحدث الآن هو انسحاب التحالف الدولي وليس الأميركي".

وتحدق علاء الدين عن حاجة بلاده إلى "شركة لوبي لإيضاح وجهة نظره بخصوص قانون الحشد، حيث يريد العراق إيصال رسائله إلى الداخل الأميركي من خلال شركات لوبي"، مشيراً إلى أن "الحكومة تتفاوض مع شركات لوبي لصناعة تأثير داخل الولايات المتحدة". في السياق ذاته، قال بيان لرئيس البرلمان العراقي، محمود المشهداني، إنه التقى بالقائم بأعمال السفارة الأميركية ستيفن فاغن، قبل مغادرته البلاد، وأكد أنه تم بحث ملف "تقليص القوات في قاعدة عين الأسد، وتحويل العمل إلى إطار ثنائي محدود، بالإضافة إلى دخول الشركات الأميركية إلى السوق العراقية، ودعم القطاع الخاص".

وأكد أن اللقاء شدد على "متانة العلاقة بين العراق والولايات المتحدة، وحرصهما على تطويرها بالشكل الذي يخدم المصالح المشتركة، وبما يعزّز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية". وفي الإطار، اعتبر الخبير بالشأن السياسي والأمني العراقي أحمد النعيمي، تعيين هاريس، "خطوة مدروسة من قبل واشنطن"، مضيفاً لـ"العربي الجديد"، أن "هاريس يتبنى سياسة مشددة من الفصائل والجماعات الحليفة لإيران، وإرساله للعمل على رأس البعثة الأميركية في بغداد، قد يكون مهمة دبلوماسية وأمنية بنفس الوقت".

وأعرب عن اعتقاده بأن القوى السياسية الحاكمة في البلاد، "الإطار التنسيقي"، اقتنعت بأهمية عدم التصادم مع إدارة الرئيس دونالد ترامب وتمرير قانون "الحشد الشعبي"، فضلاً عن إجراء مناورات عديدة، أبرزها تخويل الحكومة عقد اتفاقيات مع شركات أميركية في قطاع الطاقة، والنفط، والكهرباء، وقطاع المصارف، والرقابة المالية على العمليات البنكية، ضمن مساعي لاحتواء أي خطوات تصعيدية من الإدارة الأميركية.