استمع إلى الملخص
- أكدت وزارة الخارجية السورية أهمية اللقاءات مع الوفد الأميركي، مشيرة إلى أن الزيارة قد تعزز الوجود الأميركي وتدعم جهود خفض التصعيد بين إسرائيل وسورية.
- استقبل الرئيس السوري مستشار الأمن القومي البريطاني لبحث العلاقات الثنائية، كما ناقش وزير الخارجية السوري مع سفيرة كندا العلاقات الثنائية، وتمت مناقشة محاسبة المسؤولين عن الجرائم مع فريق بحث "مجزرة التضامن".
أعلنت الولايات المتحدة الأميركية، يوم أمس الاثنين، زيارة وفد رسمي العاصمة السورية دمشق، في خطوة تهدف إلى إعادة تأسيس وجود دبلوماسي دائم لها في البلاد، وتوسيع التعاون في عدد من الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية. وأفادت السفارة الأميركية في دمشق، في بيان، بأن وفداً مشتركاً بين الوكالات الحكومية، ترأسه رئيس منصة سورية الإقليمية، نيكولاس غرانجر، أجرى زيارة لسورية، ناقش خلالها سبل توسيع التعاون الأمني، والبحث في قضايا اقتصادية، إلى جانب إعادة تفعيل الحضور الدبلوماسي الأميركي في دمشق.
وأوضح البيان أن الوفد الأميركي أجرى مناقشات فنية مع نظرائه السوريين، شملت ملفات إصلاح القطاع المالي، والفرص الاقتصادية، إلى جانب بحث ملف الأميركيين المفقودين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، وتوسيع مجالات التعاون الأمني، وصولاً إلى استئناف التمثيل الدبلوماسي الأميركي. وأكدت السفارة أن "الدبلوماسية تعني الحضور الميداني والعمل النشط على تعزيز المصالح الأميركية"، مشيرة إلى أن المشاركة والحوار البنّاء يمثلان جوهر التحرك الأميركي في دعم جهود الحكومة السورية لبناء "سورية مستقرة وآمنة وموحدة، وفقاً لرؤية الرئيس الأميركي، دونالد ترامب".
في المقابل، أعلنت وزارة الخارجية السورية أنها ترأست سلسلة اللقاءات التي جرت مع الوفد الأميركي، بمشاركة عدد من الجهات الحكومية، بينها وزارات الداخلية، والمالية، والاتصالات، إضافة إلى البنك المركزي السوري، ومؤسسات أخرى. وأشارت الخارجية إلى أن المباحثات تركزت على ملفات ذات طابع سياسي واقتصادي وإنساني ودبلوماسي، تشكّل مواضيع اهتمام مشترك بين الطرفين.
وفي السياق، رأى الباحث في الشؤون الأمنية والسياسية، فراس فحام، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الزيارة الأميركية لدمشق تأتي عقب الزيارة التي أجراها الوفد السوري لموسكو، ولقاء وزير الخارجية السوري بالرئيس الروسي، الذي وُصف بأنه "تاريخي". واعتبر فحام أن هذا اللقاء قد يكون دفع الولايات المتحدة إلى التحرك باتجاه تعزيز حضورها الدبلوماسي في الملف السوري. وأضاف أن "تعزيز الوجود الأميركي في سورية يمكن أن يسهم في دعم جهود واشنطن للحفاظ على حالة الهدوء وخفض التصعيد بين إسرائيل وسورية"، لافتاً إلى أن للولايات المتحدة دوراً سابقاً في الوساطة بين الجانبين.
وأشار فحام إلى أن إرسال وفد دبلوماسي يتبع وزارة الخارجية الأميركية قد يعكس وجود أطراف متعددة داخل الإدارة الأميركية منخرطة في الملف السوري، وقد يأتي لموازنة دور المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية، الذي يُنظر إليه في الأوساط الأميركية على أنه يفتقر إلى الخبرة الدبلوماسية، خصوصاً في ضوء الانتقادات الأخيرة لأدائه. كذلك قد تعكس هذه الخطوة توجهاً نحو تعزيز دور وزارة الخارجية في إدارة الملف السوري خلال المرحلة المقبلة.
إلى ذلك، استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم الثلاثاء، مستشار الأمن القومي البريطاني جوناثان باول، في العاصمة دمشق، بحضور وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني، ورئيس الاستخبارات العامة حسين السلامة. وجرى خلال اللقاء، وفق بيان لوزارة الخارجية السورية، بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، إلى جانب استعراض الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة. وأكد الشرع ما سمّاه "انفتاح سورية على أي مبادرات صادقة تدعم أمن واستقرار المنطقة"، مشترطاً أن "تحترم سيادتها وقرارها الوطني المستقل".
وفي السياق ذاته، التقى وزير الخارجية والمغتربين السوري، أسعد حسن الشيباني، سفيرة كندا لدى لبنان، ستيفاني ماكولم، في العاصمة دمشق، حيث تناول اللقاء، بحسب بيان الخارجية، "العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التواصل في الملفات ذات الاهتمام المشترك". وأكد الشيباني "أهمية احترام سيادة سورية ووحدتها، وضرورة إقامة حوار بنّاء قائم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل".
من جهة أخرى، التقى الشيباني، اليوم الثلاثاء، فريق بحث "مجزرة التضامن"، المؤلف من البروفيسور أوغور أوميت أونغور، والدكتور علي الجاسم، حيث شدد، وفق البيان، على "حرص الحكومة السورية على محاسبة المسؤولين عن جرائم النظام البائد وإنصاف الضحايا، والوقوف إلى جانب عائلاتهم". كما أشار الوزير إلى أهمية تشكيل "الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية" و"الهيئة الوطنية للمفقودين"، ودورهما في ضمان حقوق السوريين وإنصاف الضحايا. من جانبه، تحدث البروفيسور أونغور عن "أهمية أرشيف الأجهزة الأمنية، والاستعانة بالخبراء في تسريع عملية محاسبة رجالات النظام على المجازر التي ارتكبوها"، معرباً عن استعداده للتعاون "أكاديمياً وعملياً"، ومستحضراً تجارب عدة دول قال إنها "قابلة للتطبيق في سورية".