لم تكتف أميركا بدعوة مواطنيها لمغادرة إثيوبيا على الفور، بل إنها وسعت التحذير ليشمل شركات الطيران، مشيرة إلى إمكانية تعرض الطائرات إلى النيران والصواريخ، فيما تتواصل المعارك بين القوات الحكومية و"الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" التي تحاول تطويق العاصمة.
وحذرت إدارة الطيران الفيدرالي الأميركي، اليوم الخميس، الطيارين من أن الطائرات التي تعمل في أحد أكثر مطارات أفريقيا ازدحاماً يمكن أن "تتعرض بشكل مباشر أو غير مباشر لنيران أسلحة أرضية و/أو نيران صواريخ أرض ــ جو" مع اقتراب المعارك من أديس أبابا.
واستشهد تقرير إدارة الطيران بـ"الاشتباكات المستمرة" بين القوات الإثيوبية ومقاتلين من تيغراي، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة آلاف الأشخاص.
واشنطن: الخطر على الطائرات التي تقترب وتغادر قد يزداد إذا طوق عناصر "جبهة تيغراي" العاصمة
وكانت الولايات المتحدة قد حثت، الثلاثاء الماضي، مواطنيها في إثيوبيا على "المغادرة فورا"، قائلة إنه لا ينبغي أن يكون هناك توقع لعملية إخلاء على غرار أفغانستان.
ويعد مطار أديس أبابا الدولي مركزاً لشركة الخطوط الجوية الإثيوبية المملوكة للدولة. كما أن أديس أبابا هي العاصمة الدبلوماسية للقارة الأفريقية، على اعتبار أنها تحتضن مقر الاتحاد الأفريقي.
وأشارت إدارة الطيران الفيدرالي، بحسب وكالة "أسوشييتد برس"، إلى عدم وجود تقارير عن اضطرابات في مطار بولي الدولي، و"لا يوجد مؤشر على وجود نية لتهديد الطيران المدني"، لكنه أوضح أن الخطر على الطائرات التي تقترب وتغادر قد يزداد إذا طوق عناصر "جبهة تيغراي" العاصمة.
وحذر من أن المسلحين "يمتلكون، على الأرجح، مجموعة متنوعة من الأسلحة القادرة على استهداف الطائرات، بما في ذلك القذائف الصاروخية والأسلحة المضادة للدبابات، والمدفعية منخفضة العيار المضادة للطائرات وأنظمة الدفاع الجوي المحمولة".
ويأتي التحذير الأميركي مع تواصل المعارك في إقليمي أمهرة وعفر، في محاولة من المسلحين للسيطرة على الطريق الرئيسية بين أديس أبابا وجيبوتي.
وقالت مصادر مطلعة من الإقليم، لـ"العربي الجديد"، أمس الأربعاء، إن القوات الخاصة في عفر والقوات الفيدرالية تصدت لهجمات مقاتلي تيغراي على بلدة سفرا غرب الإقليم.
وأشارت المصادر إلى أن القوات الخاصة في عفر كسرت، بدعم من القوات الفيدرالية، هجومين لمقاتلي جبهة تيغراي، وكبدتهم خسائر كبيرة أثناء محاولة الوصول إلى مدينة ملي، التي توجد فيها نقطة الجمارك للبضائع التي يتم استيرادها عبر جيبوتي.
تصدت القوات الخاصة في عفر لهجمات مقاتلي تيغراي على بلدة سفرا
من جهة ثانية، أكد رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، في تغريدة أمس الأربعاء، على "أهمية دور المجتمع في التصدي للدعاية المشبوهة".
وكتب أحمد، على حسابه في "تويتر": "يجب على كل مواطن إثيوبي أن يلعب دوراً فعالاً في وجه الروايات المشبوهة والعمل على عكس اتجاهاتها". وأضاف: "أيها الرفاق الإثيوبيون، دعونا لا ننسى أننا نشارك في حرب متطورة ضد البلاد، يستخدم فيها الكثيرون معلومات مضللة كمسار لتحركاتهم الشريرة"، معتبراً أنه "بالوحدة يمكننا كتابة قصتنا الخاصة".