واشنطن ألغت اجتماعاً مع تايوان قبيل محادثات التجارة مع الصين
استمع إلى الملخص
- نفت تايوان منع رئيسها لاي تشينغ-تي من زيارة الولايات المتحدة، مؤكدة عدم وجود خطط لرحلات خارجية قريبة، بينما أكدت الخارجية الأمريكية أن مرور المسؤولين التايوانيين يتماشى مع السياسة الأمريكية.
- أثارت تقارير منع زيارة الرئيس التايواني انتقادات أمريكية، بينما تواصل الصين معارضتها الشديدة لمثل هذه الزيارات، مؤكدة أن تايوان جزء من أراضيها.
ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز في تقرير اليوم الأربعاء، أن الولايات المتحدة ألغت اجتماعا مع وزير الدفاع التايواني في يونيو/ حزيران، مما يسلط الضوء على أن الرئيس دونالد ترامب يخشى دعم الجزيرة بطرق ربما تضر بالعلاقات الأميركية مع الصين. ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها إن ولنغتون كو وزير الدفاع التايواني كان يخطط لزيارة واشنطن لإجراء محادثات دفاعية مع إلبريدج كولبي وكيل وزارة الدفاع الأميركية لشؤون السياسات، لكن الولايات المتحدة ألغت الاجتماع في اللحظة الأخيرة.
ولم يرد البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وسفارة تايوان في واشنطن بعد على طلبات للحصول على تعليق. واختتمت الولايات المتحدة والصين، الثلاثاء، جولة جديدة من المحادثات التجارية في العاصمة السويدية استوكهولم، وسط أجواء وصفتها واشنطن بأنها "بناءة"، لكنها لم تفض إلى اتفاق نهائي بشأن تمديد هدنة الرسوم الجمركية، التي تنتهي في 12 أغسطس/آب.
ونفت تايوان الثلاثاء أن يكون رئيسها لاي تشينغ-تي قد مُنع من زيارة الولايات المتّحدة، مؤكّدة أنّه لا يعتزم القيام بأيّ رحلة إلى الخارج "في المستقبل القريب". وأتى هذا النفي عقب تقارير إعلامية أميركية مفادها أنّ إدارة الرئيس دونالد ترامب رفضت السماح للرئيس لاي بالتوقّف في نيويورك في إطار رحلة رسمية إلى أميركا اللاتينية الشهر المقبل. ولم يؤكّد مكتب لاي رحلته تلك، لكنّ الباراغواي، الحليف الدبلوماسي الوحيد لتايوان في أميركا الجنوبية، أعلنت في منتصف يوليو/ تموز أنّها ستستضيف الرئيس التايواني في غضون 30 يوما. وكان مرجّحا أن تشمل هذه الزيارة توقفا في الولايات المتّحدة. لكنّ المتحدّث باسم وزارة الخارجية التايوانية هسياو كوانغ-وي قال للصحافيين في تايبيه "لم يكن هناك من الجانب الأميركي تأجيل أو إلغاء أو رفض للسماح بالتوقّف".
بدورها، أكّدت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس للصحافيين في واشنطن أنّه "لم يتمّ إلغاء أيّ شيء". وأضافت أنّه "في الوقت الحالي، لا توجد خطط سفر للرئيس. لذلك، لم يُلغَ أيّ شيء". غير أنّ بروس جدّدت في الوقت نفسه التأكيد على سياسة واشنطن القائمة على أنّ "مرور كبار المسؤولين التايوانيين، بمن فيهم الرؤساء، يتوافق تماما مع سياستنا وممارساتنا الراسخة. هذا لم يتغيّر".
وكانت صحيفة "فاينانشال تايمز" نقلت الثلاثاء عن مصادر لم تُسمّها، أنّ إدارة ترامب رفضت السماح للرئيس التايواني بالتوقّف في نيويورك بعد اعتراض بكين على زيارته. وأضافت الصحيفة أنّ لاي قرّر إلغاء رحلته بعد تبلّغه بأنّه لن يتمكن من التوقف في نيويورك.
وتعليقا على ما أوردته "فاينانشال تايمز"، قالت رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة نانسي بيلوسي إنّ "هذا القرار يُرسل إشارة خطرة". وكتبت الزعيمة الديمقراطية على فيسبوك "مرة أخرى، حقّق الرئيس (الصيني) شي جين بينغ انتصارا على القيم الأميركية والأمن والاقتصاد من خلال منع إدارة ترامب رئيس تايوان المنتخب ديمقراطيا من القيام برحلة دبلوماسية عبر نيويورك".
وأضافت "فلنأمل أن لا يكون رفض الرئيس ترامب لهذه المحطة في نيويورك مؤشرا إلى تحوّل خطر في السياسة الأميركية تجاه تايوان". وعلى الرّغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين الولايات المتّحدة وتايوان فإنّ واشنطن تسمح للقادة التايوانيين بالقيام بتوقّفات خاصة على الأراضي الأميركية.
وجميع الرؤساء التايوانيين الذين انتُخبوا منذ أول انتخابات جرت بالاقتراع العام في 1996 توقّفوا في الولايات المتحدة. وفي نهاية العام الماضي أجرى لاي تشينغ تي زيارة إلى هاواي وغوام، الإقليمين التابعين للولايات المتحدة.
وفي بكين، رفض متحدّث باسم وزارة الخارجية الصينية تأكيد صحّة التقارير التي تحدّثت عن تدخّل صيني في هذه المسألة أو نفيها. وقال المتحدث باسم الوزارة غيو جياكون إنّ موقف الصين لا يزال "معارضا بشدّة" لمثل هكذا زيارة "بغضّ النظر عن الذريعة أو المبرّرات". وتوكّد الصين أنّ تايوان جزء من أراضيها وهي تمارس على الجزيرة ضغوطا عسكرية واقتصادية ودبلوماسية متزايدة.
(فرانس برس، العربي الجديد)