"رويترز": واشنطن أخطرت حلفاء في المنطقة بهجوم إسرائيل على إيران قبل تنفيذه
استمع إلى الملخص
- أعادت الولايات المتحدة توزيع مواردها العسكرية في الشرق الأوسط بعد الهجمات الإسرائيلية، وأكدت أنها ليست طرفًا في الهجمات، داعية إيران لعدم استهداف المصالح الأميركية.
- شنت إسرائيل هجومًا على مواقع نووية وعسكرية في إيران، مما أدى إلى مقتل قادة عسكريين إيرانيين، وأعلنت عن تجنيد قوات احتياط في إطار عملية "الأسد الصاعد".
قالت ثلاثة مصادر مطلعة، اليوم الجمعة، إنّ وزارة الخارجية الأميركية أبلغت عدداً من الحلفاء الإقليميين في الشرق الأوسط بالهجوم الإسرائيلي الوشيك على إيران قبل ساعات من تنفيذه. وفي مذكرة دبلوماسية أُرسلت، بعد ظهر أمس الخميس، أكدت وزارة الخارجية الأميركية أنّ الهجوم الإسرائيلي سيقع في وقت متأخر أمس. وكانت قطر من الدول التي تلقت الإخطارات، بحسب ما نقلت "رويترز" عن المذكرة.
وأصدرت وزارة الخارجية الأميركية، اليوم الجمعة، تنبيهات أمنية تتعلق بعدة دول في الشرق الأوسط ونصحت في بعض الحالات بعدم السفر إليها، مشيرة إلى احتمال وقوع هجمات صاروخية. وحذرت الوزارة المواطنين الأميركيين من السفر إلى إيران، ونصحت رعاياها هناك بضرورة المغادرة. وقالت "ينبغي للمواطنين الأميركيين غير القادرين على مغادرة إيران البقاء في أماكنهم". وحذرت تنبيهات الوزارة من الصواريخ و الطائرات المسيرة في المجال الجوي لكل من العراق والأردن. وقالت "في حال وقوع مثل هذا الحادث، احتموا في أماكنكم.. لا تعرضوا أنفسكم للحطام المتساقط".
وفي السياق، حذرت الخارجية الأميركية، اليوم الجمعة، من صواريخ أو طائرات مسيرة أو مقذوفات في أجواء العراق، في تحذير أمني ورد فيه أن العراق أوقف حركة الملاحة الجوية في جميع المطارات وأغلق مجاله الجوي. وذكرت الوزارة في التحذير الذي أصدرته بعد الهجمات الإسرائيلية على إيران "نظراً إلى الأحداث في المنطقة، هناك مؤشرات على احتمال تحليق صواريخ أو طائرات مسيرة أو مقذوفات فوق المجال الجوي العراقي. في حال وقوع مثل هذا الأمر، يُرجى الاحتماء في مكان آمن. لا تُعرّضوا أنفسكم للحطام المتساقط".
إلى ذلك، قال مسؤولان أميركيان، وفق ما أوردته وكالة أسوشييتد برس، اليوم الجمعة، إنّ الولايات المتحدة تجري عمليات تنقل وتغييرات لمواردها العسكرية، ومنها السفن، في الشرق الأوسط رداً على الضربات الإسرائيلية والانتقام الإيراني المحتمل. وأمرت البحرية الأميركية المدمرة "يو إس إس توماس هودنر" للبدء بالإبحار نحو شرقي البحر المتوسط، كما وجهت مدمرة ثانية بالبدء في التحرك قدماً في اتجاه المنطقة لتكون متاحة في حال طلب البيت الأبيض استخدامها.
وقال المسؤولان إنّ الرئيس دونالد ترامب بصدد عقد اجتماع مع كبار أعضاء مجلس الأمن القومي لمناقشة الوضع. وقد أدلى المسؤولان بالتصريحات شريطة عدم الكشف عن هويتهما، بدعوى الكشف عن تفاصيل لم تُعلَن رسمياً بعد. ويعتزم ترامب عقد اجتماع مع مجلس الأمن القومي اليوم الجمعة، عقب الهجمات الإسرائيلية على إيران. ومن المقرر أن يعقد الاجتماع مع خبراء السياسة الخارجية والأمن في "غرفة العمليات"، وهي مركز الأزمات شديد التحصين في البيت الأبيض.
وكان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، قد قال إنّ بلاده لا تشارك في الهجمات الإسرائيلية على إيران، وإنه لا ينبغي لطهران استهداف الولايات المتحدة. ودعا وزير الخارجية الأميركي في بيان، في وقت متأخر أمس الخميس، إيران إلى عدم استهداف المصالح أو الأفراد الأميركيين في المنطقة. وجاء في بيان روبيو: "اتخذت إسرائيل الليلة إجراءً أحاديَّ الجانب ضد إيران. لسنا منخرطين في ضربات ضد إيران، وأولويتنا القصوى هي حماية القوات الأميركية في المنطقة”.
وأضاف روبيو أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة مسبقاً بالهجوم، وأوضحت أن هذه الخطوة جاءت في إطار "دفاعها المشروع عن النفس". وأشار إلى أن الإدارة الأميركية، بناءً على تعليمات الرئيس دونالد ترامب، اتخذت جميع الإجراءات اللازمة لحماية قواتها في المنطقة، وأنها على تواصل مع شركائها الإقليميين. وفي ختام تصريحه، كرر روبيو نفي علاقة بلاده بالهجوم، محذراً طهران بقوله: "دعوني أكون واضحاً: يجب على إيران ألا تستهدف المصالح أو الأفراد الأميركيين".
ويُذكر أن القوات الأميركية في المنطقة اتخذت تدابير احترازية منذ عدة أيام، من بينها السماح لأفراد عائلات العسكريين بمغادرة القواعد في المنطقة طوعاً، وذلك تحسباً للضربات الإسرائيلية وحماية هؤلاء الأفراد في حال وقوع رد واسع النطاق من جانب طهران. وكانت إسرائيل، قد شنّت فجر اليوم الجمعة، هجوماً واسعاً على إيران استهدف مواقع نووية ومقار عسكرية، ما أسفر عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين، على رأسهم رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية الجنرال محمد باقري، وقادة في الحرس الثوري، بينهم قائده العام حسين سلامي، إضافة إلى علماء نوويين.
وأعلن جيش الاحتلال أنه "في إطار الاستعدادات الدفاعية والهجومية على كل الجبهات، ومع انطلاق عملية الأسد الصاعد، بدأ الجيش الإسرائيلي بتجنيد قوات احتياط من وحدات مختلفة لجبهات القتال المختلفة في أنحاء البلاد". وكان برنامج إيران النووي في صلب الهجمات الإسرائيلية، حيث جرى بالإضافة إلى اغتيال علماء نوويين استهداف منشآت نووية، وذلك تنفيذاً لتهديدات إسرائيلية متواصلة منذ أشهر بضرب هذا البرنامج. وجاءت الهجمات الإسرائيلية في خضم المفاوضات الإيرانية الأميركية بواسطة عمان بشأن الملف النووي الإيراني؛ وقبل يومين من عقد جولتها السادسة الأحد المقبل.
(رويترز، أسوشييتد برس، العربي الجديد)