هيغسيث يوبخ جنرالات وأدميرالات الجيش الأميركي: من لم يعجبه كلامي فليغادر

30 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 22:48 (توقيت القدس)
هيغسيث خلال مخاطبته قيادات الجيش بفرجينيا، 30 سبتمبر 2025 (أندرو هارنيك/ Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- دعا وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث إلى إنهاء التدهور في الجيش، مطالبًا بالتركيز على الروحية العسكرية وتخفيف القواعد التأديبية، مع تحسين الحياد بين الجنسين واللياقة البدنية.
- حذر الرئيس دونالد ترامب من "حرب من الداخل" بسبب الجرائم والهجرة، مشيرًا إلى مشاركة الجيش في قمع الاضطرابات المدنية، مؤكدًا على قوة الجيش الأميركي.
- يواجه الجيش الأميركي جدلاً داخليًا وخارجيًا، مع نشر قوات في مدن لمكافحة الاضطرابات وتسريح عدد من الجنرالات لتغيير الثقافة العسكرية.

قال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، في اجتماع غير اعتيادي مع جنرالات وأدميرالات قرب واشنطن، اليوم الثلاثاء، إن على الجيش إنهاء حالة "التدهور" المستمر منذ عقود. وفي كلمة وصفها بأنها ترمي إلى "معالجة تدهور دام لعقود"، قال وزير الدفاع إنه يريد إنهاء "الهراء الأيديولوجي" الذي يهتم بتغير المناخ والتنمر والترقيات على أساس العرق أو النوع الاجتماعي، مخيراً الحضور ممن لا يعجبهم كلامه بـ"المغادرة".

وسرت تكهنات بشأن الغرض من جمع كبار القادة العسكريين في موقع واحد، وسط أحاديث عن إعلان عسكري كبير قد يصدر. لكن في نهاية المطاف اقتصر الأمر إلى حد كبير على بذل مزيد من الجهود لاستعادة ما أطلق عليه هيغسيث "الروحية العسكرية". ودافع هيغسيث الثلاثاء عن عمليات التسريح قائلاً: "من شبه المستحيل تغيير ثقافة ما بالأشخاص أنفسهم الذين ساهموا في إنشائها، أو حتى استفادوا منها".

وأضاف هيغسيث: "لقد أُجبر الجيش، بسبب سياسيين متهورين ويفتقرون إلى الحكمة، على التركيز على أمور خاطئة. لقد أصبحنا بمثابة "وزارة اليقظة"، لكن هذا انتهى الآن". وقال إنه يقوم بتخفيف القواعد التأديبية، داعياً القادة العسكريين إلى "الاستقالة" إذا لم يفضلوا نهجه تجاه الجيش. واستدعى هيغسيث المئات من قادة الجيش الأميركي إلى اجتماع مباشر بحضور شخصي اليوم للإعلان عن توجهيات للقوات المسلحة تتضمن من بين أمور أخرى معايير تتعلق بـ"الحياد بين النوعين (الجنسين)"، أو "على مستوى الهرمون الجنسي الذكري في ما له صلة" باللياقة البدنية، بالإضافة إلى إنهاء ثقافة "النزعة اليسارية التقدمية" في الجيش.

وأضاف وزير الدفاع الأميركي: "انتهى عهد الصوابية السياسية. سياسات تستهدف تجنب الإساءة أو الإقصاء أو التمييز ضد فئات معينة من المجتمع والقيادة مفرطة الحساسية التي تحرص على عدم إيذاء مشاعر أي أحد الآن على كل المستويات". وذكر أنه سيخفف القواعد التأديبية وسيخفف من إجراءات الحماية ضد الطقوس المهينة والمضايقات، بما يضع تركيزاً شديداً على إزالة العديد من حواجز الحماية التي وضعها الجيش بعد تسجيل العديد من الفضائح وإجراء العديد من التحقيقات.

ترامب: سنصحح الأمور

بدوره، حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أن الولايات المتحدة تشهد "حرباً من الداخل" بسبب الجرائم والهجرة، في خطابه أمام الجنرالات والأدميرالات. وشدّد ترامب على أن الجيش سيشارك في عمليات قمع في عدد من المدن ذات السلطات الديمقراطية، قائلاً إنه يتعيّن على الجيش استخدام مدن أميركية بوصفها مواقع تدريب لـ"حرب من الداخل".

وأمام علم أميركي ضخم في قاعدة كوانتيكو في ولاية فرجينيا، قال ترامب: "سنصحّح الأمور"، موضحاً أن ذلك سيكون "جزءاً رئيسياً من عمل بعض الموجودين في هذه القاعة. إنها حرب أيضا، حرب من الداخل". وأشار إلى أنه وقّع أمرا يقضي بإنشاء قوة عسكرية للاستجابة السريعة لقمع أي اضطرابات مدنية "لأنها العدو من الداخل، وعلينا التعامل معها قبل أن تصبح خارج السيطرة".

وبدأ ترامب خطابه بالحديث عن الجيش الأميركي بشكل عام، قائلا إنه "يعيد إحياء روحية المحارب". وشدّد على أن الولايات المتحدة "لديها أقوى جيش في العالم". لكن الخطاب بغالبيته، والذي استمر نحو ساعة، طغى عليه التسييس، خلافا للنهج الذي اتّبعه تقليدياً الرؤساء السابقون بميلهم إلى تجنّب قضايا السياسة الداخلية لدى مخاطبة القوات المسلّحة. كذلك، هاجم الرئيس الأميركي بشدة ما وصفه بالصحافة "الخبيثة" ومعارضيه الديمقراطيين.

وجرى استدعاء الأدميرالات والجنرالات الأميركيين من مناطق الصراع في الشرق الأوسط وأماكن أخرى لحضور محاضرة عن العرق والنوع الاجتماعي في الجيش، جرى فيها تسليط الضوء على مدى ظهور الحرب الثقافية في البلاد مادةً تسترعي الانتباه على جدول أعمال وزارة الدفاع في عهد هيغسيث. وتحدث هيغسيث في خطابه الذي استمر ساعة عن ترقية الجيش الأميركي للعديد من القادة العسكريين بـ"صورة تفوق الحد للأسباب الخاطئة"، بناء على العرق وحصص كل نوع اجتماعي، و"الإنجازات التي تتحقق لأول مرة في التاريخ" للوصول إلى منصب معين.

وأضاف هيغسيث أنه سيأمر بمراجعة "تعريف الوزارة لما يطلق عليه القيادة المنخرطة في سلوكيات ضارة والتنمر والطقوس المهينة والمضايقات، لتمكين القادة من تطبيق المعايير دون خوف من العقاب أو التشكك". وقال إن على الجيش "معالجة تدهور استمر لعقود"، مندّدا بأيديولوجية "اليقظة" (ووك) داخل المؤسسة العسكرية. وأعلن عن توجيهات لعناصر الجيش بوجوب تحسين اللياقة البدنية وقص الشعر وحلاقة اللحى.

وقال إن كل العناصر من كل الرتب في الجيش الأميركي سيخضعون لاختبار اللياقة البدنية مرتين في السنة، لافتاً إلى أن "رؤية جنرالات وأدميرالات بدناء في أروقة البنتاغون أمر غير مقبول بتاتاً". وشدّد هيغسيث أيضا على "معايير الحلاقة"، وتابع: "من يريد لحية يمكنه الانضمام إلى القوات الخاصة. ومن لا يريد، فليحلق" لحيته.

ويأتي خطابا ترامب وهيغسيث في توقيت يواجه فيه الجيش الأميركي جدلا في الداخل والخارج مع إصدار ترامب أوامر بنشر قوات في مدينتي لوس أنجليس وواشنطن. في هاتين المدينتين، نشرت قوات بهدف معلن هو مكافحة الاضطرابات المدنية والجريمة، فيما يتم التخطيط لتحركات مماثلة في بورتلاند وممفيس، وقد ينسحب ذلك على مدن أميركية أخرى.

ووجّه هيغسيث أيضا انتقادات إلى المفتّش العام للبنتاغون الذي يحقق في استخدامه تطبيق سيغنال في دردشة مع مسؤولين في إدارة ترامب. وفي مايو/ أيار، أمر هيغسيث بتسريح عدد كبير من الجنرالات والأدميرالات في الجيش الأميركي، من بينهم ضباط بأربع نجوم، بنسبة 20% على الأقل. ومنذ بدء ولايته الثانية في يناير/ كانون الثاني، سرّح ترامب أيضا ضباطاً رفيعي المستوى، من بينهم رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال تشارلز "سي كيو" براون، الذي أقاله من دون تفسير في فبراير/ شباط.

ومن بين كبار الضباط الآخرين الذين أقيلوا هذا العام رؤساء البحرية وخفر السواحل ووكالة الأمن القومي ووكالة استخبارات الدفاع، ونائب رئيس أركان القوات الجوية، وأدميرال بحري معيّن لدى حلف شمال الأطلسي. ودافع هيغسيث الثلاثاء عن عمليات التسريح، قائلاً: "من شبه المستحيل تغيير ثقافة ما بالأشخاص أنفسهم الذين ساهموا في إنشائها، أو حتى استفادوا منها". من جانبه، قال ترامب خلال خطابه: "إذا كان لا يعجبكم ما أقوله، فبوسعكم مغادرة القاعة. بالتأكيد ستذهب مع ذلك رتبكم، ومستقبلكم".

(أسوشييتد برس، فرانس برس، العربي الجديد)