هيغسيث يؤكد تدمير منشآت إيران النووية: لا معلومات عن نقل اليورانيوم
استمع إلى الملخص
- عرضت وزارة الدفاع فيديو للضربة على فوردو باستخدام قنابل خارقة، وأكدت أن الأسلحة عملت كما خطط لها، مشيرة إلى أن الضربات قد تؤخر البرنامج النووي الإيراني لبضعة أشهر فقط.
- أعلنت إيران عن أضرار بالغة في منشآتها النووية وأبدت استعدادها للمفاوضات مع الولايات المتحدة، وصوت البرلمان لتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
هيغسيث يقول إن لا علم لدى بلاده بنقل إيران المواد المخصبة
هيغسيث: سيتعين على إيران أن تقول الكثير من الأشياء لتلميع صورتها
رئيس هيئة الأركان الأميركية ينفي تعرضه للضغط لتغيير التقييم
قال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، اليوم الخميس، إنّ مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد أكدت تدمير المنشآت النووية الإيرانية في الضربة الأميركية التي استهدفت إيران يوم الأحد الماضي. واتهم هيغسيث، خلال مؤتمر صحافي عقده لعرض تقييم جديد للضربات التي استهدفت منشآت إيران النووية، وسائل إعلامية بتضليل الأميركيين و"كره الرئيس دونالد ترامب". ويأتي المؤتمر بعد سجال بشأن مدى تأثير القصف الأميركي على برنامج طهران النووي.
وأضاف هيغسيث، الذي لقّبه ترامب بـ"وزير الحرب": "لم يرد إليّ في إطار معلومات المخابرات التي اطلعت عليها ما يفيد بأن أشياء لم تكن في المكان المفترض وجودها فيه، سواء جرى نقلها أم لا". وقال العديد من الخبراء بعد الهجمات إنّ إيران ربما نقلت مخزوناً من اليورانيوم عالي التخصيب القريب من الدرجة اللازمة لصنع أسلحة من منشأة فوردو قبل الهجوم عليها صباح الأحد، وربما تخفيه مع مكونات نووية أخرى في مواقع غير معروفة لإسرائيل والولايات المتحدة ومفتشي الأمم المتحدة.
وأظهرت صور أقمار اصطناعية من شركة ماكسار تكنولوجيز "نشاطاً غير معتاد" في فوردو يومي الخميس والجمعة، ووجود عدد كبير من المركبات التي تنتظر أمام مدخل المنشأة. وقال مصدر إيراني كبير لوكالة رويترز يوم الأحد إنّ معظم اليورانيوم عالي التخصيب بنسبة 60%، الذي يقارب الدرجة اللازمة لصنع الأسلحة، نقل إلى موقع لم يُكشف عنه قبل الهجوم الأميركي.
وردّاً على سؤال حول التصريحات الإيرانية بعد الضربات، قال وزير الدفاع الأميركي: "سيتعين على إيران أن تقول الكثير من الأشياء لتلميع صورتها". وفيما أشار تقييم للاستخبارات الأميركية، أول من أمس الثلاثاء، إلى أنّ الضربة لم تكن فعّالة، قال وزير الدفاع الأميركي إنه "تم تسريب تقرير الاستخبارات بشأن المنشآت النووية الإيرانية لتصوير الضربة الأميركية على أنها فاشلة"، مضيفاً أنّ "التقارير الأولية دائماً ما يشوبها نقص في المعلومات".
"This was a historically successful attack, and we should celebrate it as Americans. And it gives us a chance to have peace, a chance to have a deal, and an opportunity to prevent a nuclear Iran."
— NEWSMAX (@NEWSMAX) June 26, 2025
— Secretary of Defense Pete Hegseth on "Operation Midnight Hammer" pic.twitter.com/cywZpEJOOs
وقال هيغسيث للصحافيين في البنتاغون: "لقد هيّأ الرئيس ترامب الظروف لإنهاء الحرب" التي استمرت 12 يوماً بين إسرائيل وإيران و"القضاء على القدرات النووية لإيران أو إزالتها أو تدميرها، اختاروا ما شئتم من كلمة". وصرّح وزير الدفاع الأميركي "سواء كانت أخباراً كاذبة من سي أن أن أو إم إس أن بي سي أو نيويورك تايمز، فقد كانت هناك تغطية منحازة للتقييم الأولي". وأوضح هيغسيث أن الوثيقة "تم تسريبها لأن شخصاً ما كانت لديه أجندة لمحاولة تعكير صفو الأوضاع وإظهار الأمر وكأن هذه الضربة التاريخية لم تكن ناجحة".
ومن المسؤولين الذين استشهد بهم هيغسيث مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية تولسي غابارد التي قالت الأربعاء إنّ "منشآت إيران النووية قد دمّرت". وأشار أيضاً إلى بيان صادر عن مدير الاستخبارات الأميركية المركزية "سي آي ايه" جون راتكليف جاء فيه أن "مجموعة من المعلومات الاستخباراتية القابلة للتصديق تشير إلى أن برنامج إيران النووي تضرّر بشدّة بفعل الضربات الأخيرة الموجّهة".
وعرضت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) فيديو للضربة الأميركية على إيران واختراق القنابل منشأة فوردو النووية الإيرانية المحصّنة تحت الأرض، والتي كانت محور الحديث حول مدى فعالية القصف الأميركي. من جانبه، قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، دان كين: "أسقطنا القنابل الخارقة للتحصينات على منشأة فوردو من فتحات التهوية"، نافياً تعرّضه للضغط من الرئيس ترامب أو الوزير هيغسيث لتغيير التقييم بشأن الضربات. كما أشار في سياق آخر إلى أنّ 44 جندياً أميركياً دافعوا عن قاعدة العديد الجوية في قطر باستخدام نظام باتريوت، مشيراً إلى أنّ القوات القطرية شاركت في الدفاع.
وأضاف كين متحدثاً في وزارة الدفاع (البنتاغون) أن التقييم مبني على معلومات من وكالات الاستخبارات الأميركية. وأضاف: "إننا لا نقيم عملنا بأنفسنا". وقال كين إن المعلومات التالية قد تبينت: "أولاً، تم صنع الأسلحة واختبارها ثم تحميلها بالذخيرة. ثانياً، تم إطلاق الأسلحة بسرعة ووفقاً للإحداثيات. وثالثاً، تم توجيه الأسلحة إلى أهدافها. ورابعاً، عملت الأسلحة كما كان مصمماً لها، بمعنى أنها انفجرت". وتم صنع قنابل "جي بي يو- 57" المضادة للتحصينات بطريقة لا تتسبب في إحداث حفرة انفجار بل تخترق الأرض بعمق قبل أن تنفجر. وبحسب معلومات من الجيش الأميركي، أسقطت طائرات الشبح "بي-2" إجمالي 14 من هذه القنابل يوم الأحد الماضي.
وفي خضمّ موجة هجمات إسرائيلية على مواقع نووية وعسكرية والرد الصاروخي الإيراني منذ 13 يونيو/ حزيران، قصفت الولايات المتحدة ثلاث منشآت نووية إيرانية رئيسية فجر الأحد الماضي، هي فوردو ونطنز وأصفهان. وتحوّل الحديث عن حجم الأضرار في إيران إلى مسألة جدلية في الولايات المتحدة.
وبحسب تقييم مبدئي سرّي نشرته شبكة "سي أن أن"، لم تؤد الضربات الأميركية سوى إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني لبضعة أشهر، دون تدمير مكوّناته الرئيسية. وطرح خبراء احتمال أن تكون إيران استبقت الهجوم بإفراغ المواقع النووية المُستهدفة من مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب. وأثارت هذه التقييمات ردوداً غاضبة من مسؤولين في الإدارة الأميركية، بينما أكد الرئيس دونالد ترامب مراراً أن الهجوم "دمّر" منشآت إيران النووية، بما في ذلك منشأة فوردو الرئيسية المحصّنة في عمق جبل جنوب طهران.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت لشبكة "فوكس نيوز": "أؤكّد لكم أنّ الولايات المتحدة لم تتلقَّ أيّ دليل على أنّ اليورانيوم عالي التخصيب نُقل قبل الضربات"، مؤكدة أنّ المعلومات التي تفيد بخلاف ذلك هي "تقارير خاطئة". وأضافت: "أما بشأن ما هو موجود في المواقع الآن فهو مدفون تحت أنقاض هائلة نتيجة نجاح ضربات ليل السبت" بتوقيت الولايات المتحدة.
وأكّد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" جون راتكليف، في بيان، أمس الأربعاء، أنّ "منشآت نووية إيرانية رئيسية عديدة دُمّرت، وإعادة بنائها قد تستغرق سنوات عدّة". أما الجيش الإسرائيلي، فشدّد على أنه وجّه ضربة "موجعة" لمنشآت إيران النووية، لكنه اعتبر أنه ما زال "من المبكر" تقييم حجم الأضرار. وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "أحبطنا مشروع إيران النووي... وإذا حاول أي كان في إيران أن يعيد بناءه، سنتحرك بالتصميم ذاته وبالحدة ذاتها لإفشال أي محاولة".
وأمس الأربعاء، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي لقناة "الجزيرة الإنكليزية" إنّ "منشآتنا النووية تعرّضت لأضرار بالغة، ذلك مؤكد". وبعدما أخرجت الحرب المباحثات النووية بين إيران والولايات المتحدة عن مسارها، أعلن ترامب أنّ الطرفين سيجريان محادثات الأسبوع المقبل، فيما أعرب مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف عن أمله في التوصل إلى "اتفاق سلام شامل". وقال ترامب للصحافيين إن إسرائيل وإيران "أُنهكتا"، مضيفاً: "قد نوقع على اتفاق (خلال محادثات الأسبوع المقبل). لا أعرف".
ونفت إيران مراراً أنها تسعى لتطوير سلاح نووي، بينما تدافع عن "حقوقها المشروعة" في الاستخدام السلمي للطاقة الذرية. كما أكدت أنها مستعدة للعودة إلى طاولة المفاوضات مع واشنطن، بعدما كررت أنها لن تقوم بذلك طالما تواصلت الضربات الإسرائيلية على أراضيها. وعقب وقف إطلاق النار، صوّت النواب الإيرانيون، أمس الأربعاء، لمصلحة تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، وصادق على ذلك مجلس صيانة الدستور ليصبح قانوناً نافذاً.