هيغسيث شارك معلومات حول ضربات اليمن مع زوجته وشقيقه عبر "سيغنال"

21 ابريل 2025
وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، واشنطن 15 إبريل 2025 (وين ماكنامي/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- استخدم وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث هاتفه الخاص لمشاركة معلومات حساسة حول العمليات العسكرية في اليمن عبر تطبيق سيغنال، مما أثار جدلاً واسعاً بعد تحذيرات مساعديه من استخدام قنوات غير آمنة.

- يخضع هيغسيث لتحقيق داخلي في البنتاغون بعد تسريباته لمعلومات حساسة، حيث أضاف عن طريق الخطأ الصحافي جيفري غولدبرغ إلى مجموعة دردشة تضم كبار المسؤولين، مما أدى إلى فضيحة كبيرة.

- تمت إقالة ثلاثة من كبار مسؤولي وزارة الدفاع بعد تسريبات لم تتضح طبيعتها، ولا يزال التحقيق مستمراً وسط تساؤلات حول تأثيرها على الأمن القومي.

ذكرت شبكة إن بي سي نيوز الأميركية، اليوم الاثنين، أن وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث استخدم هاتفه الخاص لإرسال معلومات بشأن العمليات العسكرية الأميركية في اليمن لمجموعة دردشة عبر تطبيق سيغنال، تضمّ 13 شخصاً، بينهم زوجته وشقيقه، وفق ما أكده مصدران للشبكة.

وتتقاطع هذه المعلومات مع ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أمس الأحد، التي قالت إن هيغسيث شارك معلومات حول ضربات جوية أميركية على اليمن في مجموعة دردشة ثانية عبر تطبيق "سيغنال" ضمّت كلاً من زوجته وشقيقه ومحاميه الشخصي. وهذه المرة الثانية التي يُتّهم فيها هيغسيث بمشاركة معلومات عسكرية حساسة على تطبيق المراسلة التجارية مع أشخاص غير مصرح لهم بذلك.

وقالت "إن بي سي نيوز"، إن هيغسيث فعل ذلك بعدما نبهه أحد مساعديه إلى ضرورة توخي الحذر وعدم مشاركة معلومات حساسة على نظام اتصالات غير آمن، قبل عملية اليمن. وأشارت، نقلاً عن المصدرين، إلى أن مجموعة الدردشة هذه التي تضمّ 13 شخصاً، لم تتضمّن أي مسؤولين آخرين على مستوى مجلس الوزراء. ولفت المصدران إلى أن المجموعة شملت رئيس أركان وزارة الدفاع الأميركية جو كاسبر، ونائبه دارين سيلنيك، ومستشار هيغسيث، الرقيب المتقاعد في الجيش إريك جيريسي، والمستشار القانوني للوزير تيم بارلاتوري، وشقيق هيغسيث فيل، المستشار الأول له في وزارة الأمن الداخلي، وزوجة هيغسيث جنيفير.

ويخضع هيغسيث، المذيع السابق في قناة "فوكس نيوز"، لتحقيق داخلي في البنتاغون بعد مشاركته معلومات حساسة على خدمة الرسائل "سيغنال" في 15 مارس/آذار الماضي بمحادثة شملت الصحافي جيفري غولدبرغ من مجلة ذا أتلنتيك، بعد إضافته لمجموعة دردشة تضم كبار المسؤولين الأميركيين عن طريق الخطأ على ما يبدو.

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، فقد شارك هيغسيث أيضاً في محادثة على مجموعة ثانية عبر "سيغنال"، في اليوم نفسه، ضمّت زوجته وشقيقه ومحاميه "إضافة إلى حوالى عشرة أشخاص من دائرته الشخصية والمهنية". ونقلت الصحيفة عن "أربعة أشخاص مطلعين على هذه المحادثة"، أن وزير الدفاع نشر جداول الرحلات الدقيقة للطائرات التي كان مقرراً أن تضرب أهدافاً في اليمن، "وهي في الأساس خطط الهجوم نفسها التي شاركها في اليوم نفسه على مجموعة سيغنال أخرى".

وقالت الصحيفة إنّ زوجة الوزير، وهي صحافية وموظفة سابقة في قناة "فوكس نيوز"، لا تعمل في وزارة الدفاع، في حين أن شقيق هيغسيث ومحاميه يشغلان مناصب فيها. وأضافت الصحيفة "لكن ليس واضحاً لماذا قد يحتاج أيٌّ منهما إلى أن يكون مطلعاً على الضربات الوشيكة ضد الحوثيين في اليمن". ووفقاً لنيويورك تايمز، فإن هيغسيث أنشأ مجموعة الدردشة هذه بنفسه قبل أن يصبح وزيراً.

وبحسب الصحيفة، حذر مسؤولون في البنتاغون الوزير قبل أيام قليلة من أنه يجب ألا يناقش معلومات متعلقة بالضربات في اليمن عبر "سيغنال"، وهي خدمة رسائل مشفرة تعتبر أقل أماناً من القنوات الرسمية المستخدمة عادة للبيانات الحساسة. ولم يعلق البنتاغون، مساء الأحد، على هذه المعلومات، ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير، رفض الإفصاح عما إذا كان هيغسيث قد شارك معلومات مفصلة حول الأهداف، قوله إنه لم يحصل أي خرق للأمن القومي.

وكشفت مجلة ذا أتلانتيك، في مارس/آذار الماضي، أن رئيس تحريرها جيفري غولدبرغ ضُم عن طريق الخطأ إلى مجموعة دردشة على تطبيق "سيغنال" ناقش خلالها مسؤولون، بينهم هيغسيث ومستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز، الضربات الجوية على اليمن، في 15 مارس. وأثارت القضية وقتها ضجّة كبيرة، وواجهت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب فضيحة بسبب هذه التسريبات. ولا يزال التحقيق الذي يجريه المفتش العام للبنتاغون حول هذه التسريبات مستمراً. 

يأتي ذلك في وقت تمت فيه إقالة ثلاثة من كبار مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية الأسبوع الماضي بعد تسريبات لم تتضح طبيعتها. واصدر المسؤولون الثلاثة، وهم دارين سيلنيك نائب رئيس كبير الموظفين التابعين لهيغسيث، والمستشاران دان كالدويل وكولين كارول، يوم أمس الأحد، بياناً مشتركاً اتهموا فيه الوزارة بـ"تشويه سمعتهم بهجمات لا أساس لها".

واضاف البيان: "لم نُبلغ بعد بماهية التحقيقات التي خضعنا لها تحديداً، وما إذا كان هناك تحقيق جارٍ، أو حتى ما إذا كان هناك تحقيق حقيقي في التسريبات من الأساس". ويذكر أن اسم كالدويل كان قد ظهر في الرسائل المتبادلة على مجموعة الدردشة التي أضيف إليها الصحافي في "ذا أتلنتيك"، حيث قال هيغسيث إن "كالدويل أفضل نقطة اتصال لمجلس الأمن القومي" في أثناء استعداده لشن ضربات جوية على اليمن.